[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]م. عبد المجيد سعيد البطاطي[/COLOR][/ALIGN]

أطلق صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة هذه العبارة الاستراتيجية لبلوغ العالم الأول ويبدو لي أنها حافز لكل الإدارات الحكومية والقطاع الخاص للارتقاء بأسلوب عملهم ومنتجاتهم لبلوغ ارفع المستويات العالمية والمنافسة على الصدارة.
قد لا نستطيع أن نبلغ الصدارة في كل شيء ولكن نستطيع ان نبلغ الصدارة في بعض المجالات ونتحسن كثيرا في مجالات أخرى ولكن في جميع المجالات لن نكون تحت الحد الأدنى بل أعلى من ذلك بكثير وعلينا ان نبتعد عن المستوى الذي يعبر عنه بدول العالم الثالث.
هذه أحلام القادة، وهكذا يعمل صناع التاريخ.
أين نحن من هدفنا لبلوغ العالم الأول؟
لا استطيع أن أتحدث في كل المجالات. فهناك مجالات قد لا أجرؤ على طرحها وأخرى لا يسع المجال في صفحة المقال لذكرها.
في حالة الهزات التي ضربت منطقة العيص اثبت الدفاع المدني وكل أجهزة الدولة وطريقة عمل أدوات الدعم في أجهزة الدولة أننا حقيقة في مستوى العالم الأول وربما في المركز الاول بلا منازع. أمريكا فشلت مع إعصار كاترينا في حماية الناس او في محاولة تخفيف الأمر عليهم او إزالة آثار الضرر عنهم بعد حدوثه فسبقناهم في ذلك. إلا أنهم سبقونا في طريقة حمايتهم لمواطنيهم في الخارج او امام الغير،ربما ان هذه بتلك ، ولكنني واثق بأننا سنتفوق عليهم في يوم ما حتى في تلك.
في الخطة العشرينية التي عرضها معالي امين جدة م. عادل فقيه الكثير مما يبشر بالخير. اكثر ما يبشر في هذه الخطة ان وراءها كل القيادات وقد حضرها سمو امير المنطقة وسمو المحافظ وقدمها امين المحافظة وشارك فيها اهالي مدينة جدة بكل اطيافها.
علق احد الزملاء السودانيين الذين كانوا حاضرين العرض بقوله: \” بالغتم شديد يا زول\” ضحك من حوله، ولكن حقيقة هكذا تكون دائما احلام القادة. وخلف الحلم يأتي العمل.
حضرت لقاءً مع معالي الامين وتحدث عن الخطة فكان يتحدث بطريقة منظمة وبمنهجية العارف بما يعمل وكيف ينفذ. تحدث المهندس عادل فقيه عن ترتيب الاولويات وعن تحويل المشاريع المخطط لها الى وحدات عمل مستقلة حتى يمكن العمل عليها بالتوازي ليحقق سرعة الانجاز، ويبدو لي انني فهمت انه سيكون هناك رئيسا لكل مشروع يقال عنه في علم الإدارة \”قائد المشروع\”.
هذا مجال ان نجح في تحقيقه معالي امين محافظة جدة فنحن بحق في طريقنا الى العالم الاول.
اما في مجال توفير مياه الشرب للمدينة ، وانا هنا اركز على مدينة جدة، اعتقد اننا لازلنا بعيدين عن بلوغ هدفنا ونحن قرب ذيل قائمة العالم الثالث، هذا اذا استثنينا المناطق المنكوبة. اما بالنسبة للصرف الصحي فنحن في قلب العالم الثالث وان كان هناك اجتهاد لإصلاح الشأن ولكن وبصراحة فانا غير متفائل في هذا الباب. فماسورة الثمانية بوصات لا يمكن ان تكون مستقبلاً مفيداً في هذا الباب. اذا كانت بريطانيا في الخمسينات تبني مناطق الصرف الصحي على شكل مجاري بارتفاعات متوسط ارتفاعها ثلاثة امتار فأين هذا من ذاك؟
في مجال الكهرباء وحتى بعد ان تم تحويل الشركة من القطاع العام الى القطاع الخاص فلا زالت هذه الشركة لا تحقق ارباحا وتضيع حقوق المساهمين بالرغم من ان عملاءها مضمونين واسعارها مرتفعة وليس لها في المجال منافس وكل ما تتحجج به ان هناك اموراً سيادية ناسية ان الدولة اما القطاع الخاص تدفع كلما عليها من حقوق. والدولة دائما اما ان تدفع للناس وتساعدهم ولكنها لم ولن تأخذ حقوقهم، فمن اين تأتي هذه العبارات التي تختبئ الشركة تحت مظلتها مبررة فشلها الفاضح. وهنا نحن بعيدون تماما عن العالم الاول ويبدو اننا في قعر العالم الثالث.
في بعض المجالات امامنا الكثير والكثير لنقوم به فليعنك الله يا صاحب السمو فأنت ترفع الراية وكلنا خلفك لتحقيق هذا الحلم بلا كلل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *