أين كليات الأم والأسرة في جامعاتنا

• مشعل الحارثي

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]

لا خلاف على أن الأم تشكل احد الأركان الأساسية والهامة في بناء الأسرة الصالحة والمجتمع الفاعل المتطلع دائماً إلى غد أفضل وحياة كريمة رغيدة ولذلك فكافة الدول تضع مسألة بناء الإنسان وتكوينه وتهيئته التهيئة المناسبة ضمن الأولويات الهامة في خططها التنموية وضمن الأهداف العامة للتعليم في مراحله المختلفة إيماناً بالدور المحوري والهام للإنسان في تشكيل مجتمعه فإليه تتوجه التنمية وبه يعلو البناء والارتقاء نحو الخطط والأهداف العامة وتحقيق مجتمع التحضر والرفاه.
ولقد أعجبني قبل عدة أيام الاحتفال الذي أقيم بإمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة زيارة وتفقد حاكم عجمان لأول كلية من نوعها في المنطقة العربية تعنى بإحياء الدور الأساسي للام والأسرة والتي أطلق عليها كلية الأم والأسرة.
وكما أوضح مدير هذه الكلية الجديدة في توجهها بأن فكرتها أتت لدعم الجهود الاجتماعية الكبيرة التي تبذلها الجمعيات والمنظمات النسوية والأسرية التي رأت أن تبدأ بالأم لأنها أساس المجتمع والمدرسة الأولى التي تسهم في تشكيل شخصيته وهويته وهي من أكثر المساهمين في تنشئته وأكثر وسائل المكافحة قدرة على الحد من مختلف الأمراض الاجتماعية التي تبذل المجتمعات فيها الكثير من الجهد والوقت والمال وذلك للحد من الفساد والجنوح والجرائم الحسية والمعنوية والأخلاقية.
وكما أعلن عن برنامج كلية الأم والأسرة فهو حافل بالعديد من البرامج والمناهج الهامة التي تتعلق بإكساب الأم المهارات الأساسية لإدارة بيت الزوجية ومتطلباته المختلفة من مهارات ومعارف أساسية مثل الطهي والخياطة والتفصيل والديكور والتأثيث والصيانة والنظافة وعلم التجميل والزينة والحمية والرياضة المنزلية إلى جانب تعريف الأم بحقوقها الشرعية والمدنية وواجباتها ومسؤولياتها تجاه بيتها وأسرتها والمجتمع وفقه المرأة في الشريعة الإسلامية وتزويدها بالمعلومات النفسية والاجتماعية والبيولوجية والشرعية الخاصة بعلاقتها مع زوجها ومع الآخرين وغير ذلك من الجوانب الأخرى التي تعزز من دورها الهام في المجتمع.
ولذلك أقول انه ليس عيباً أو بدعاً أن نقتبس من الآخرين أفضل ما لديهم من أفكار وتجارب وخبرات بل إن ذلك أصبح مطلباً أساسياً لمواكبة تغيرات العصر الحديث وتحولاته المتلاحقة وما يترتب عليه من انعكاسات على استقرار الأسرة والمجتمع بأسره خاصة بعد ما أصاب الأسر اليوم من تصدع وتفكك وخلل في العلاقات الأسرية وارتفاع نسبة الطلاق وغياب دور الأم الحقيقي في تنشئة وتربية الأبناء وحسن توجيههم وإحالة هذه المهمة إلى الخادمات.
فما أحوجنا اليوم إلى أن نؤسس لمثل هذه الكلية في جامعاتنا المختلفة بل وفي كافة دول الخليج المتشابهة في الظروف والنشأة والعادات والتقاليد وذلك لتنشئة أمهات المستقبل وبناء الأسرة العصرية وخلق مجتمع متماسك قوي قادر على مواجهة كافة التحديات والصعاب والعامل بفاعلية في بناء وتنمية الوطن ونهضته بكل ثقة وتحد واقتدار وصدق الشاعر حينما قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
فهنيئاً لأمهاتنا وأمهات المستقبل ما حظين به من مهمة وتكريم.. وهذا علمي والسلام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *