أمين جدة والحاجز النفسي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
سألت صاحب السمو الملكي الأمير د. منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية مساء الخميس قبل الماضي وكان ضيف حفل خاص في مكة المكرمة.. قلت للأمير ضمن عدد من الأسئلة نشرتها (البلاد الجمعة) قبل الماضية \”إن المنطقة التي تأثرت بأمطار العام الماضي لا زالت وحسب ما تنشره الصحف وبعض القنوات الفضائية لا زالت على وضعها ولا جديد في إعادة تأهيلها أو إقامة مشروعات تقي الناس السيول والأمطار؟ أجابني الأمير أنه تحدث مع أمين جدة د. هاني أبو راس وعرف منه أن الوضع مطمئن ولا توجد خطورة بل إن رجال الأمانة \”يتمنون\” نزول الأمطار وذلك لكسر \”الحاجز النفسي\” وتأكيد استعداداتهم.. لم أقل للأمير في حينه إنني غير مطمئن لإجابة أمين جدة اعتماداً على ما نعرفه وما تنقله وسائل الإعلام وأنه \”لا جديد\” منذ نزول أمطار العام الماضي.. ونزول المطر الأربعاء والخميس الماضيين وأسأل أمين جدة هل كُسر الحاجز النفسي؟! وإن كان من الواجب أن أكون \”عادلاً\” معه لأنه حديث عهد بالأمانة ولا يمكن أن نسأله أو نحاسبه والأسئلة يجب أن توجه للأمناء الذين سبقوه، لكنني لم أرد أن يدخل د. أبوراس في القضية بما قاله للأمير وهو المسؤول الذي لو كنت مسؤولاً عن جهازه لسألته عن تسرعه في إطلاق العبارات دون أن يتأكد مما يقول!!
إن المشكلة التي لم يتحرك أي جهاز مسؤول لوضع الحلول لها أو البدء في أعمال على الطبيعة لدفع الخطر عن المواطنين على مدى 12 شهراً لا يمكن أن يتحدث عنها مسؤول لم يمض في الإشراف على الأمانة سوى شهور قليلة. أتحدث وأنا أشعر بكثير من الألم وأعيش مع الأهالي آلامهم وأسئلتهم بل وسؤالهم الكبير الذي لا أعرف إلى من أوجهه أين الأجهزة المسؤولة عما حدث في جدة العام الماضي؟
لقد نشرت (البلاد) قبل أيام نقلاً عن \”قناة خليجية\” والتي أعدت تقريراً عن الأحياء التي تضررت من أمطار العام الماضي والتقت بالمواطنين الذين أجمعوا على أن الأمور كما هي على مدى عام كامل ولا جديد.
إن المتابع لما حصل العام الماضي وما تبعه من مآسٍ وآلام وفقد لعشرات من المواطنين والمقيمين وتضرر وفزع الناس كان يتوقع حلولاً عاجلة وسريعة وأعمالاً على مدار الساعة منذ شهر محرم العام الماضي 1431هـ، واليوم تنزل الأمطار مرة أخرى في محرم 1432هـ ولا جديد ونخشى أن لم نكن متأكدين مما نقول أن نصل إلى محرم 1433هـ ولا زلنا نتحدث عن \”مخطط أم الخير\” وبقية المناطق التي تحولت بأسباب الأمطار إلى \”سرادقات عزاء\” وأصبحنا نفزع من مؤشرات الأرصاد الجوية بدلاً من الفرح بنزول الأمطار.. إن كل دول العالم تشهد أمطاراً طوال العام وبكثافة مضاعفة ونحن نخشى أن تنزل أمطار ليوم واحد ولساعة أو ساعتين.. فهل نحن \”غير\”؟!! الأسباب واضحة وجلية ومكشوفة فلماذا نغالط أنفسنا ونرمي بالمسؤولية هنا وهناك.. نسأل الله الرحمة والعون من عنده وأن ينزل بالمتسببين أشد العذاب في الدنيا والآخرة.
التصنيف: