أمواج حمراء وأحقاد سوداء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

فجأة اختلط الملح بالدم وسالت الدماء النبيلة على سطح المتوسط دماء تجري في خلاياها جينات القائد الفذ محمد الفاتح وجينات عطر الذكر السلطان العثماني عبدالحميد الذي قال للصهاينة مقولته الشهيرة: \”والله لو انتزعتم قطعة من جسدي أهون عندي من أن تقتطعوا شبراً واحداً من أرض فلسطين المباركة\”.
انبعثت من هذا الدم الزكي رائحة التاريخ العثماني الذي حمى بدماء وأجساد أبنائه فلسطين على مدى خمسة قرون.
وقفت شعوب العالم مع غزة بوجدانهم وضمائرهم من أجل فك الحصار الجائر الذي فرض عليها، هبوا من أقاصي الأرض
من استراليا إلى روسيا ومن المغرب إلى الأمريكتين ومن الخليج إلى المحيط لمساعدة اخوانهم في الانسانية في غزة الصامدة
الآن أدرك العالم أن غزة قد انتصرت وأن حصارها أصبح في خبر كان واسرائيل الآن هي المحاصرة وهي تعيش مأزقاً حقيقيّاً بعد التصرف
الغبي في التعامل مع ركاب عزل فأراقت دماءهم وأزهقت أرواح البعض في انتقائية عجيبة وقتل مع سبق الاصرار.
وروعت النساء والأطفال، لقد استثارت اسرائيل الذئاب التركية تلك الذئاب المشهورة بحدة المخالب والأنياب كما استثارت الرأي العام العالمي
وأوقعت نفسها في مأزق لا يمكن لها الخروج منه؛ هزمت اسرائيل وانتصرت غزة للمرة الألف وهذا ليس قولنا ولكنه بعض ما عبر عنه اعلام العدو والحق ما شهد به الأعداء فقالت الإذاعة الاسرائلية:
(قتلت قوات الدفاع الإسرائيلى – بدم بارد – ما لا يقل عن 20 ناشطا وإصابة 50 آخرين من ناشطي السلام بأسطول كسر الحصار عن قطاع غزة \”الحرية\” فى عرض البحر أثناء اقترابها من القطاع فجر اليوم بعد أن تصدت لها قوات الكومندوز الإسرائيلية واستولت عليها بشكل همجي).
كما انتقدت صحيفة \”هآرتس\” في افتتاحيتها ليوم أمس الطريقة التي تدخل بها الجيش الإسرائيلي لوقف أسطول الحرية في المياه وسواء كانت المواجهة الدموية التي انتهى إليها تدخل الجيش ناتجة عن سوء تخطيط، أو رغبة في استعراض العضلات وقوة إسرائيل العسكرية، فإن النتيجة واحدة هي تخبط واضح في السياسة الإسرائيلية…انتهى.
إن هذه التصرفات المتناهية في الغباء تدق المسمار الأخير في نعش هذه الدولة المغتصبة بعد أن تعرت أمام العالم أجمع في كل القارات فعلماء المنطق يقولون:
إن الإفراط في القوة هو منتهى الضعف، وعلى إسرائيل أن تتلقى الصفعات، فما هي إلا أسابيع قليلة وتوضع إسرائيل وقادتها العسكريون في قفص الاتهام يلاحقهم الكثير من القضايا القانونية من مختلف أنحاء العالم وعندها يتشابك قادة العدو بالأيدي كل يكيل التهم ويرمي بتبعات هذه العملية الفاشلة إلى الآخر، باختصار؛ غزة فك حصارها وانتصرت
وحوصرت اسرائيل وهزمت شر هزيمة.

وقفة:
هب المسلمون قاطبة لنصرتنا
من مشرق ومغرب رغم بعد المسافاتِ
بذلوا الأموال والأرواح
في سبيل الله رخيصة
طمعاً في رضوان وجناتِ
هكذا أوصانا نبينا
جسدٌ واحدٌ في كل الملماتِ
بشراكمو يا جند محمد فإن نصر الله لا محالة آتِ
فإن للباطلِ جولةً وللحق جولاتٍ وجولاتِ

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *