[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

قال: كان يوماً ماطراً . وقد بدأت الشمس تشرق من خلال السحب ، وأنا أوجه وجهي إلى باب \”الغواص\” وعيناي دامعتان فقد دفنت بيدي هاتين أمي قبل بضعة أيام إلى جانب سعد قريبي.هكذا نعيش على ترابك أيها الوطن الحبيب ونموت فيك . لقد فهمت قيمة الوطن، ولماذا كان يبكي ذلك العربي وينتحب وهو يحدثني عن الوطن .. الوطن هو كل شيء في هذه الحياة \” من لا وطن له لاوجود له\”.
كنت استعيد في ذاكرتي المتعبة ذلك الشريط الطويل من الذكريات عن زاهرة والهواء ، الهفوف وقصر جدي البارز المبرز على خليجنا الغافي والصيد في وادي المياه ومسبح \”البديعة\” المعطر وحفيف جريد نخل \”المنقع\” في الليالي الشاتية و\”عتيقة\” وأنوار وهي تصطلي على \”الموقد\” المشتعل مثلى , وسعد والقاهرة ومريفه في بر السويدي . لقد ذكرت ما ذكرت عن لهو الشباب العابث ليكون درساً لمن اطلع عليه حتى لا يضيع عمره هدراً بل ان عليه ان يطلب العلا والمجد ومكارم الاخلاق وان يصنع لنفسه عزها قبل فوات الأوان.
– ثم سكت وتوارى خلف ظله.
تكريم المناع المبدع
قلت يومها:
– في هذا المساء الوضاء ، وعبر هذا الصرح الثقافي الذي وجد للاهتمام بالإبداع وعشاقه، اسمحوا لي أن أحيي جمعكم ،وضيفكم أخي الدكتور عبد الله بن سليمان المناع، أحد صناع الكلمة في بلادنا، وعاشقها المتيم ، والمدافع عنها حتى آخر نفس يلوج بين أضلاعه. إنني وعبر معرفتي الممتدة مع أخي المناع، أدركت أنه يحمل أربعة هموم مغموسة بحب شفيف وشجن دائم ، وهذه الاربعة هي حبه للناس والبحر والتاريخ والكلمة ، والاخيرة قضيته التي يقاتل من اجلها ، بكل قوة ، مع اي انسان لا يحترم معشوقته \”الكلمة\” وكثيرة هي المواقف التي تحملها هذا الرجل الطيب من \”أقرب الناس له\” لكنني لا أستطيع ان استعرضها ، لما انطوت عليه من جراح كادت ان تندمل ، وكثير منكم يعرفها.
أبارك لأخي أبي عمرو وسجا ، بل هو أب أيضاً لاقرأ \”المجلة\” وهو كما تعلمون ابن الشاطئ، وصاحب ليل ونهار و\”سوق الخاسكية\” التي لم يفرج عنها لأسباب مجهولة .ذكريات كثيرة تختزنها الذاكرة مع صديقي المناع، لم يأت الوقت المناسب للافراج عنها بعد .
– انشر مساهمتي المتواضعة ما دام انها مرت مرور الكرام : على من استمع لها ليطلع القارئ على بعض مما طرح.
أحييكم مرة أخرى، وأحيي كلماتكم المضيئة، وهذه الأمسية بلاشك لفتة مقدرة من جمعية الثقافة والفنون بجدة تشكر عليها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *