[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل القاسم[/COLOR][/ALIGN]

راقبت تحركات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية عن قرب, وربما كانت هذه التحركات الكبيرة متزامنة مع تولي خادم الحرمين الشريفين قيادة هذه البلاد المباركة, وتحركات التعليم العالي تشمل تطوير الجامعات والابتعاث والمؤتمرات وغيرها, وكل هذه الخطط ترفع من شأن السعودي علمياً وثقافياً, وتعزز من ثقته بنفسه, وربما جل تركيزي في هذا المقال ينصب على جهود جامعة الملك سعود التي قفزت خطوات جبارة في وقت قياسي, وقد اطلعت على الكثير من انجازاتها عن قرب, حيث أن إدارة الجامعة الجديدة بقيادة د. عبدالله العثمان, تعاملت مع مفهوم الادارة بطريقة احترافية, حيث جعلت الادارة مفهوماً يشمل التطوير والمتابعة في الحفاظ على الانجاز, والحقيقة أن هذا المفهوم هو ما يجب ان يتبناه كل المدراء حتى تكون ادارتهم صحيحة مميزة, فكما ان الانسان في ادارة منشأته يسعى للتطوير فكذلك المنشآت العامة, بل يتأكد فيها وجوب التطوير والمتابعة لما فيها من الخير المتعدي, وليست الادارة كما يتصورها البعض بمعنى الاشراف على سير الامور كما تسير عليه في العادة.
يردد مدير جامعة الملك سعود أن الاستثمار في المعرفة هو أغلى استثمار, وهذه حكمة بليغة, لأن العقول هي مصدر الانجاز ومتى ما بنيت العقول على اساس سليم فلاشك أن ثمار هذا البناء ستكون كبيرة, كما أن نقلة التعليم العالي تخدم مجالات كثيرة, من أهمها تنوع الاستثمارات والمشاريع بكل انواعها, ما تحتاج إليه جامعة الملك سعود اليوم على وجه الخصوص هو اتاحة الفرصة الكافية لإثبات نفسها, فهي تسير على الطريق الصحيح وأراهن على مستقبل الجامعة التي ستكون في مصاف جامعات العالم بإذن الله, والواجب علينا كمجتمع هو دعم المبادرات القيمة وتأييدها.
خطوات جامعة الملك سعود توزعت بشكل متناسق بين الجوانب البحثية والدراسية والخدمة والجمالية والمالية والعالمية, حيث أنها راعت كل هذه الجوانب مع التركيز على الجودة, ربما أن الجامعة لم تحقق الكثير من طموحاتها التي لا ترى هي آخرها, لكنها في الحقيقة قدمت انجازات نفخر بها رغم بعض التقصير, ومن أقرب انجازاتها تصدر الجامعة على كل الجامعات الاسلامية والعربية في أغلب التصنيفات العالمية, بل وتقدمها الكبير بين العام والعام الذي يليه, وتقدم جامعة الملك سعود يجعل شماعة الأعذار التي يستعملها بعض المسؤولين مكشوفة وغير منطقية, فلا عذر لجامعة من الجامعات اليوم في التخلف أو التأخر, فكل سبل النهوض والتطوير موفرة من رأس الهرم في الدولة, ولا شك أن الجامعات تحتاج قيادات صادقة تتعامل مع ادارة الجامعة بصدق واخلاص كما هو الحال مع بعض المدراء اليوم, فالجامعات في كثير من الدول هي النفط بالنسبة لنا, وكلنا يتمنى أن تكون الجامعات السعودية هي أرامكو السعودية القادمة, فأرامكو اليوم هي منتج النفط الأول في العالم وهي مصدر الدخل الأساسي للبلاد, لكننا نتمنى أن تكون جامعاتنا قريباً هي منتج العلم الأول في العالم ومصدر الدخل الرئيسي القادم بإذن الله, وهذه رؤية د. عبدالله العثمان وفقه الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *