[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

أصبحت العمالة المنزلية في بلادنا مشكلة تدعو الى القلق وتبعث على الحيرة بعد ان توقف استقدام هذه العمالة من بعض الدول وفي طليعتها اندونيسيا التي اعتاد الناس هنا على تفضيل الاستعانة بها.. وعندما تحول الاستقدام من اثيوبيا على مضض ايضا تم ايقاف استقدام العمالة منها.. وتأزم الوضع داخل البيوت السعودية وانفتح باب الاستغلال من قبل العمالة غير القانونية واضطرت الأسر للاستعانة بهم رغم عدم حملهم للاقامات النظامية.
وارتفعت اقيام الرواتب الشهرية لهذه العمالة التي اصبحت تطالب برواتب مذهلة اضافة لعدم ثبات عملها في بيت واحد واصبحت تمارس التنقل سعياً وراء الاستفادة من المبلغ الذي تناله عندما تبدأ العمل في اي بيت وكان يمثل مئة ريال وارتفع الآن الى ثلاثمائة والى خمسمائة.. أما الرواتب الشهرية فتخطت الألفي ريال ووصلت الى ثلاثة واربعة.. وهو عبء على اصحاب الدخول المتوسطة قد تصل الى حد الاستحالة!!
اما المطالبة بالاستفادة من العمالة التي تريد تصحيح اقاماتها الخاطئة.. او نقل كفالتها فان الامر يتطلب تضحيات قد لا يقدر عليها الكثيرون من الناس فإن ادارات الجوازات في كل المدن وبالذات الكبيرة تشهد زحاما خرافياً ينوء به كاهل الانسان.. ويحتاج المرابطة في ادارات الجوازات على مدار ايام وبعشرات الساعات في الانتظار كل يوم وتحمل التدافع .. والصدامات .. والاعداد الهائلة من المراجعين وما يترتب على هذا الجو المشحون من انفلات الأعصاب.. والتوتر .. والأصوات العالية.
وأصبحت اغلب مكاتب الخدمات العامة تتردد في قبول المراجعين او انها اساساً تلقت منعاً من تقديم بعض الخدمات مقابل فرض الحضور الشخصي للمراجعين للجوازات.. او رفع اجور الخدمات الى حد غير معقول .. ولا يطاق..
والمضطرون .. القادرون .. يدفعون .. رغماً عنهم نظراً لحاجتهم القصوى للعمالة .. ودخلت ازمة العمالة المنزلية الى طريق حرج جداً فتكاليف الاستقدام أصبحت مكلفة وانتظار قدوم العمالة يأخذ من خمسة شهور الى سبعة !! والاستفادة من تصحيح اوضاع العمالة من الداخل يكلف جهداً لا يطاق على الاطلاق فالتكدس داخل ادارات الجوازات مذهل ورهيب للغاية.
فما هو الحل وكيف سيكون الخلاص من الرقابة المحكمة التي سيتطبق على العمالة الموجودة داخل المنازل بعد ثلاثة شهور تقريباً؟!
وما هو الحل .. أمام فراغ المنازل من الخادمات والسائقين وكيف سيواجه المجتمع بشكل عام الحاجة للعمالة بعد ان اصبح المنزل السعودي لا يمكن ان يستغنى عن الخادمة.. وعن السائق..؟
آخر المشوار
قال الشاعر:
وما استعصى على قوم منال
اذا الاقدام كان لهم ركاباً

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *