أرباح وخسائر
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]
نودع اليوم عاماً هجرياً ونستقبل غداً عاماً جديداً وبين الوداع والاستقبال ينبغي لنا إجراء حسابات دقيقة لأرباحنا وخسائرنا فيما مضى سواء بالنسبة لنا أو لأمتنا .. فهذه مناسبة تذكرنا بحدث مهم وهو الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة والتي منها بدأت أعظم نهضة نعمت بها البشرية وماحملته لها من هداية ومارافقتها من حضارة استمرت لقرون طويلة، فلايوجد دين أو فلسفة تداني الإسلام الدين الحق الذي يكرم الإنسان ويحقق التوزان في حياته بين الجسد والروح وبين الدنيا والآخرة و في كل جوانبها،وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي التنوع بين الطاقات البشرية والتخصص الذي يمكن أن يتفوق به كل فرد حسب مواهبه وقدراته فلم يلزم الصحابة الكرام رضي الله عنهم بتغيير شخصياتهم بعد إسلامهم بل أبرزها بشكل أكبر فذاك خالد بن الوليد رضي الله عنه كان محارباً وقائدأ للجيوش قبل إسلامه وبعده وأطلق عليه لقب سيف الله المسلول،وهو مثل فقط لنعرف أن نبينا وديننا يقدر المواهب ويعطي الفرصة لأصحابها وهو مانحتاجه حقاً لمنح كل متميز حقه من الإهتمام ليحقق نجاحاً يفيده وينفع أمته .
لاشك أن كل الحلول لمشاكلنا في فهم واعي وعميق للإسلام الذي أراده الله الدين الباقي فلابد أنه أفضل خيار لنا كبشر لنعيش حياة طيبة ولتخليصنا من الآزمات والصراعات التي نعاني منها وبتطبيقه نصل للسلام الذي ننشده في داخلنا وحولنا .وإذا أراد المسلم أن يعرف مدى تطبيقه العملي لإسلامه فيمكنه أن يحسبها بشكل بسيط بحيث تكون العبادات المفروضة هي رأس المال – الذي يجب أن لايفرط فيه أبداً – والنوافل والأعمال الصالحة الأخرى من الأرباح أما الذنوب والمعاصي فهي خسائر طبعاً، وبهذا يستطيع أن يعمل جرد لحسابه سنوياً يعرف فيه أين وصل وماذا أنجز.
أما بالنسبة للأمة فلا يخفى علينا أن خسائرها كبيرة فهي لم تحقق أي إنجازات يمكن ذكرها ومازالت تستهلك أكثر مما تنتج ولن نحقق أي أرباح إلا إذا وصلنا لمرحلة الإكتفاء الذاتي في ضروريات الحياة بأن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وهذا يمثل رأس المال أما الأرباح فلابد لتحقيقها من أن نلحق بعجلة التطور التي تركض مسرعة في العلم و الصناعة والتكنولوجيا و.. و…. ونحن مازلنا مكانك سِر. ويقال أنه إذا لم تتقدم فأنت تتأخر لأن غيرك يتقدم عليك ويسبقك .
ومن هنا ندعو الأمة للعمل ثم العمل لإعادة وجه الإسلام المشرق الذي أفتقدناه منذ زمن طويل، والشباب هم الأمل بروحهم الفتية والحيوية والعزيمة التي يتميزون بها فلابد لهم من دور فعال في بناء الحاضر والتخطيط للمستقبل لنحقق أكبر قدر من الأرباح .وتمنياتنا للمسلمين بعام هجري غير يحمل لهم الخير.
[email protected]
التصنيف: