[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]

من أكثر المعضلات التي تقف في وجه تنمية وتطور المجتمعات فكرياً وثقافياً ما يوصف بالأدلجة, بل إن أشدها حينما يصبح التوجس مؤدلجاً, وتظهر بقوة عقول متوجسة تتسم بالحذر والتشكيك في كل ما حولها.
إذ أنه على مستويات متنوعة في كل ما حولنا لا تخلو حياتنا اليومية من رصد ممارسات متوجسة وحذرة, في كثيرٍ من الأحيان تكون هذه الممارسات غير مبررة وتدعو للتفكير والتوقف للبحث حول مسبباتها والتي غالباً لا تنتهي إلى نتائج مبررة, لكن التساؤل: ممَّ التوجس؟ ولماذا الحذر؟.
تأتي الإجابة عن هذه التساؤلات لتضفي مزيداً من الحيرة والتساؤل, إذ أن العقل لا يصل لنتيجة مقنعة تشبع تلك التساؤلات المثخنة, القليل من تلك العقول المتسائلة ينتهي لشيءٍ خفي يفسر ممارسات الحذر والتوجس, هذه الممارسات التي طبعها وقام على تغذيتها المجتمع المتوجس, إذ أنه يطبع أفراده بصفة الخوف والتوجس والحذر من الغير بشكل أو بآخر حتى تتسم ممارسات المجتمع بتلك السمات.
في تلك البيئة المجتمعات تمارس التوجس والحذر من أي فرد جديد ينضم إلى تكويناتها, ذلك الحذر والتوجس ليس وليد اللحظة أو أنه أمراً طبيعياً, فله مسبباته التي بالضرورة ساعدت على تكريسه, ومنها على سبيل المثال سمات المجتمع الرئيسية والتي تمت أدلجتها لممارسة هذا النوع من التوجس في وقت غياب تام لقدرتها على التفكير والتحليل, وكأنها أصبحت تمثل ما يسمى بالإرادة المسلوبة, فالمجتمعات المتوجسة والحذرة مسلوبة الإرادة لأيدلوجيا تحركها عاطفياً وتستخدم عقول أفرادها دون أدنى قدرة على التفكير أو التحليل, ولعل المثال الواضح لهذه المجتمعات هي ما نراه من مشاهد استخدام الإيدلوجيا في إيران والتي تستعدي الجميع من أجل تصدير أفكار الثورة لوهمها بأن ذلك يعيد لها فلول مجدٍ مضى, وأيضاً ممارسات جنود النظام السوري الوحشية ضد المدنيين العزّل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *