[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نايفة محسن الشيباني[/COLOR][/ALIGN]

لا شك أننا نحن في عصر الانفتاح الثقافي والحرية المطلقه بالعالم اللافتراضي, عصر الشبكات الاجتماعية والتعبير عن الرأي وإبدأ الملاحظات, عصر اتاح لنا تكوين عالم خاص بنا يشاركنا به الاخرون نبوح لهم بأفكارنا ونتعلم من ملاحظاتهم , ولكن هل استفدنا من تلك المساحات استفادة فعلية, هل وضعنا هويتنا ونقلنا تجاربنا للعالم اللافتراضي أم أننا انجرفنا لدرجه أننا بدأنا ننسى إنسانيتنا وبدأت تبهت مشاعرنا ونصبح كآلة!
مقالي اليوم سيكون عن تويتر ولكن جانب واحد فقط هو انعدام الجانب الإنساني من خلال بعض ما شاهدته فيه.
هل أصبح تويتر هاجساً أساسياً لنا واقتطع جزءاً من أرواحنا وجعلنا أشبه بالمغيبين عن الواقع من الناحية الاجتماعية.
أم أنه أصبح جزءاً من هويتنا القادمة وحياتنا المقبلة!
هل أصبح هو المتحدث الرسمي عن مشاعرنا و مكبوتاتنا وشجوننا, بالفعل هو كذلك أصبح المساحة التي لا تحجب ما نريد قوله ولا تفرض علينا ما نريد فلنا مساحة نلونها كيفما نشاء.
ولكن ماذا لو أصبح تويتر أكبر من المساحة المفترض أن يتناولها, ماذا لو أصبح تويتر حياة واقعية تنسينا حياتنا الواقعية الأخرى!
ماذا لو تناسينا حياتنا وبقيت قلوبنا معلقة فقط على تلك المساحة التويترية وتلاشى بريق حياتنا, ماذا لو تبلدت مشاعرنا و أصبحنا كجهاز ذكي بأيدينا لا نشعر ولا نحزن ولا نفرح وجل ما نريد هو التعبير فقط عما يعترينا وعما لا نشعر به.
تويتر عالم يحتوينا وجعل لنا متنفساً لنعبر عن غضب أو فرح أو خلافهما ولكن ما أثار تساؤلي هو حينما يأتي شخص ما ليضع تغريدة له تبين أن به مصاباً وجللاً عظيماً ومع ذلك نجده يغرد!
يكون هنا تضرب بالإحساس, ليس الأمر انني اعلن حزني بل إنني لم اشعر به وبقيت اغرد وكأن الحياة الحقيقية هي تويتر وما حدث بحياتي الواقعية لا يعتبر أمراً مهماً يستحق الانتباه فقط اشارة تكفيه, وهذا ما شاهدناه على مدى الاشهر الماضية وذلك حينما يصاب ابن احدهما بحادث خطير واضع صورته وأغرد, او ان والد احدهما يتوفى وتأتي لتخبرهما انه صدمت وفجعت بوفاته وما زلت تغرد.
هل نكون وصلنا الى مرحلة خطرة دون أن نشعر بذلك؟, هل انفصلت أحاسيسنا ومشاعرنا
لا نشعر ببرد أو حر , لا بفرح ولا حزن ؟
هل يعقل اأن نسمي ما كتبوه تغريدة! انها اشبه بالنشاز وليس التغريد.
هل اصبح تويتر شغلنا الشاغل وأنسانا الواقع وجعلنا نبحث عن الشهرة او المواساة او لزيادة عدد المتابعين بسرد الاحداث غير المتوقعة أو غيرها من الأمور.
أسئلة ادعها لكم قرائي الاعزاء ليتمكن كل منا أن يقيم ويوازن بين حياته والتقنية حتى لا نجد أنفسنا بالنهاية لم نعش ما يفترض أن نحياه !
دمتم بخير ,,,

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *