محليات

عثرات المواطن يحلها الطائر الأزرق.. الزهراني : تغريدة بحروف معدودة أنهت معاناة الكثيرين

جدة ــ وليد الفهمي
باتت منصات مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أسمائها تقرع أبواب الوزارات بدون استئذان أو موعد مسبق ونجد أعلاها في نشر تلك المعاناة موقع الطائر الأزرق والذي يكتفي بعدة كلمات كفيلة أن تشرح وتصف وتنقد.

بل وبشكل يومي اصبحت تلك المنصات والمساحات المختلفة تنشر معاناة مواطن أو مقيم لم يجد من يخدمه من الوهلة الأولى لإنهاء معاناته التي استمرت لأيام أو أشهر أو ربما سنوات ودليلاً يؤكد أن ذلك المغرد قد استنفد كل وسائل المناشدة كافة وأصبحت تلك الوزارة أو المؤسسة هما وخيبة أمل أمامه . ولا أجل ذلك رأت (البلاد) تسليط الضوء على تلك الظاهرة بعد أن اصبحت تلك المواقع متنفساً للكثير من المواطنين والمقيمين لحل الكثير من الأمور الشائكة والمعقدة في تغريدات تجد رواجاً بسرعة البرق .

وعن ذلك يقول استاذ النقد التاريخي بجامعة الطائف الدكتور عائض الزهراني لـ ( للبلاد ) إن هناك تغلغل ببليوجرافي في عمق بعض الدوائر الحكومية والتي أصبحت تمس وبلا شك مفاصل مهمة في المجتمع .
وشدد الزهراني على ان بعض الجهات الحكومية باتت فى سباق مع الزمن لمواكبة الانفجار السكاني وهي تقوم بعملها كجهة مناطة على عاتقها تقديم خدمة للمواطن المحتاج لتلك الخدمة كالصحة والتعليم والقضاء …. الخ من الجهات الحكومية الكبرى .
واضاف ان هناك ثغرة وهي أنه عند لجوء ذلك المواطن أو المقيم لتلك المواقع الالكترونية وتلقى معاناته التي دونت في أحرف بسيطة تفاعلاً من المغردين وتنهى تلك المعاناة في غضون ثوان معدودة وبتغريده واحدة و التي قلبت (الطاولة رأساً على عقب ) قد يصدر قرار لذلك المسئول ، حينها لابد من بحث اسباب اللجوء لتلك الوسائل ،هل هناك من اوقف سماع معاناته أو لم يجد من يسمع له من الأصل؟.
ولفت الزهراني الى التوسع البشري الذي تشهده اغلب مناطق المملكة الذي يحتم على الجهات المعنية الاخذ بعين الاعتبار انه لابد من وجود اقسام أو مباني للجهات الخاصة أو الحكومية أو حتى الأهلية بشكل يتناسب مع التطور السكاني والتقني الهائل لخدمة المواطن أو المقيم .

واختتم الزهراني حديثه:” إننا في فترة مختلفة وفِي عهد ملك الحزم والعزم وان هناك محاسبة للمحسوبية وعدم تقديم خدمات للمواطن أو محاولة إذلاله وما نراه شاهدا أن عدداً من الوزراء والمسؤولين اعفوا من مناصبهم بسبب عدم تفاعلهم مع قضية ما أو اهمال لقضية أثيرت بتغريدة وبمشهد، واصبحت في يوم وليلة حديث مجالس المجتمع وما تقوم به الجهات المعنية حالياً كفيل بإذن الله في أن يجد المواطن أو المقيم أبواب الوزراء والمسؤولين في هذا الوقت مفتوحاً على مصراعيه دون الحاجة لإثارة الرأي العام .

فيما قال رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور علي دبكل العنزي لــ ( البلاد) إن مواقع التواصل أصبحت هي الوسيلة في ايصال الصوت للمسئول أو الاشخاص.
وأضاف:” ومن وظائف تلك الوسائل القفز على الحواجز في حالة وجد تلك الحواجز ومهما كانت تلك الحواجز رسمية أو غير رسمية” .
واكمل العنزي:” إن لجوء المواطن لتلك المواقع ربما يكون للترفيه والاطلاع على آخر المستجدات ، ومما لا شك فيه أن تلك المواقع رفعت سقف الحرية والتطلعات ، مما اجبر الكثير من الجهات أو الدول وغيرها، على إنشاء حسابات لها بتلك المنصات لغاية التواصل مع المواطن أو المقيم أو كإيصال رسالة ما” .
واستطرداً قائلاً :” لجوء المواطن لتلك المواقع يعود لسببين لا ثالث لهما وهي أما أنه اصطدم بواقع الأبواب المغلقة أمامه وجعل تلك المنصات وسيلة ضغط على الجهات التي اقفلت الأبواب في وجهه أو أن الجهات التي تقدم إليها لم تقم بمساعدته بالشكل الذي يريده أو لا تستطيع خدمته” .
واردف:” يظن من يستخدم تلك المواقع انه من الوهلة الأولى سوف تحل مشكلته ولكن لابد من نوضح ان استخدام وسائل التواصل سلاح ذو حدين وهما ايصال الصوت أو الاثارة والتشويه كما يستخدم من قبل بعض المنظمات” .
واختتم حديثه بقوله :”لابد من ايضاح متى هو الوقت المناسب لاستخدام واللجوء الى تلك المواقع وليس كما نشاهد الان من قبل المغردين والذين من المرة الاولى البعض يستخدم تلك المواقع دون حتى مراجعة الجهة أو المؤسسة” .

ومن جانب اخر اكد المواطن ياسر الزهراني في حديث لـ( البلاد ):” انه وبلا شك اصبحت مراجعتنا لبعض الجهات لا تفي بالغرض وربما مضيعة للوقت ولا نجد من يصغي لنا بالاً لحل وفك ألغاز خوارزميات بعض المشاكل السهلة والأسباب مجهولة” .

وتحدث الزهراني بقوله :”فوجئت بسحب كامل راتبي من احد البنوك المحلية من قبل عملية صرف دولية وانا لم اتحرك من منزلي بجدة بتاريخ -3-2016م الساعة 6.56 من صباح يوم الأربعاء وبعد مرور ما يقارب الشهرين من المراجعات للبنك والهاتف المصرفي لجأت في محاولة أخيرة ايقنت من الوهلة الأولى أنها فاشلة إلا أنها حلت المشكلة في غضون أيام معدودة ولم أعلم كيف حلت” .
واكمل:” يبدو ان تأثير مواقع التواصل اصبحت عاملاً مساعد للمواطن للحصول على مبتغاه من بعض الجهات مهما كانت:.
فيما تحدث سامي العصيمي عن معاناته شبه اليومية مع مشاكل الصرف الصحي التي باتت تهدد حياته وحياة أسرته التي تسكن بأحد احياء جدة الجنوبية .
واضاف :” أصبحت إحدى الجهات المعنية تتواصل معي دون تردد أو تأخير وتقوم بحل معاناتي بشكل سهل وسلس دون الاتصال بهاتف الشركة أو الذهاب إلى أحد فروعها ، وكل ذلك عبر مواقع التواصل التي سهلت التواصل وأصبحت جزءاً مهماً وعصب الحياة” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *