ملامح صبح

إشراقة رفحاء ، (سعد المطلق)

يكتبها : صالح الشملاني

هنالك الكثير من ابيات الشعر نؤمن بأنها لا تموت ابداً ، حتى وان اندثر الحجر والشجر بل لا أبالغ ان قلت تجدها على سواحل البحار والانهار ، ولذلك يقولون في كل انسان يولد شاعر وتحركه الفطرة والاحساس فحينما يسمع الشعر يتأثر ، هذه العلاقة هي بالاساس علاقة طردية قائمة الى حيث وجود هذا الانسان ،

اتساءل دائما لماذا نردد الشعر كثيراً لماذا نحفظة منذ الصغر !، السؤال الذي بلا اجابة !؟؟ ولكن هناك اسماء شعرية نعتبرها مدهشة بلا ادنى وعي بين لحظة تأمل نحرق مؤشر العنكبوت بحثاً عن شاعرها نجد الكثير يخبط بها بين الجزر والمد !،هنا في هذا المختصر وهو لايختصر بتاريخه وتجربته ( سعد المطلق) .

شاعر شمالي بسيط اشتهرت ابياته واصبح الكثير يتناقلها بل اعي جيداً انني لو فتشت اجهزة الحالمين والفقراء ، لاوجدت في كل جهاز بيتين على الاقل للمبدع ( سعد المطلق ) ، هذا الانسان لم يفكر ابداً بالانتشار وزحام العابرين على طرقات الساحة الشعبية ، يكتب لكي يتنفس فقط، ومن اجل ان يبقى , ويستبد الروح والامل والحياة ، سعد يجسّد لنا الكلمة الاكثر عمقًا ووعيًا يصب الفكر البكر من منهل تجربته المليئة بكل شيء،، عندما تكون الفطرة سيدة الموقف يولد الانسان ويتنفس الشعر لذلك يكون الحرف كإشراقة الصبح الجميل على منافي الشمال يقول:

حاولت ابا المس بالخطا وجه الاحلام
مديت كفي .. بس الاحلام شاحت
نشدت سلمى وش ورى طرد الايام
قالت تفاهم مع جروحك .. وراحت !

سعد ، اشتهر في كتابة قصائد المدح والمواقف النبيلة واشتهر كذلك في كتابة قصائد الرثاء والفقد التي تحول الكثير منها الى حكم وامثال ومرجع وهو القائل :

ياقبر لاتشرب الدمعه من عيوني
‎‏الدمع مثل السحاب ان طاح مايرقا
مافيه داعي تبين خافي طعوني
‎‏من جرب الفقد يعرف قيمة الفرقا !

‎سعد المطلق ، الانسان السجح زاكن القلب ذلق اللسان البسيط جداً حلم الفقراء والضعفاء فيما يقول انجبته رفحاء وعاش بها وافتخرت به ، وكانوا عائلة تكونت من الكرم والشعر والرجولة في صدر الادب والتاريخ والحب ، يحبه الجميع ويقدرونه ويحبهم هو ايضاً ، ويحتفي بهم في شبة المغرب بين الاصدقاء والاحبه والتي اصبحت مرجعاً لهم وابتسامة حياة ،، من زمن ليس بالقريب هكذا ولد وهكذا يكون ، بالرغم انه يعي جيداً ان المواقف وتجارب الحياة لابد من ان ندفع لها ثمناً لكي نعيش بسلام , وكانت تجربة ابا بندر كا شاعر مؤلمة جداً حيث مر في جميع مراحل الفقد واليتم وكذلك الوجع ، هنا تذكرت قول عميد الأدب العربي ( طه حسين ) للمتنبي قديماً حين قال ، انه في حياته الأولى كان شقياً بالأمل , وفي حياته الأخيره شقي باليأس ، وما حال سعد المطلق الان وهو ممتلئ بالشقى والترحال والسفر ببعيد عن ماقاله طه حسين، عندما يصاب الذات ويؤلم الجسد وتخر القوى يتحول الانسان الى طائر كطائر الساف يحلق بعيداً من اجل ان لايرا الصخب !واعني بالصخب كل مالا طعم له ولا لون وعديم الفائدة والرجوى !

بين المــــــناوي يــاخلف والغــــــرابيل
‎‏اللي قضى من عمر ماهو براجع
‎‏لاكن اليا هب الهوى وانكسر حيل
‏اسم الله علاج التعب والمواجع !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *