دولية

الكونغرس يفرض عقوبات على ميليشيات إيران بالعراق

واشنطن ــ وكالات

قال مساعد في مجلس الشيوخ الأميركي إن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون طرح تشريع للتصدي لما يرونه تزايدا للنفوذ الإيراني في العراق، وسط مخاوف من هجمات في العراق على يد جماعات يعتبرها المسؤولون الأميركيون وكلاء لإيران. ويفرض مشروع القانون عقوبات على الجماعات التي تسيطر عليها إيران ويلزم وزير الخارجية بنشر قائمة بالجماعات المسلحة التي تتلقى دعما من الحرس الثوري الإيراني

ويأتي هذا التحرك فيما فتحت الأحداث التي شهدتها البصرة مؤخرا العين على مدى توغل إيران وسيطرتها على بعض الأحزاب العراقية، التي وصفها مسؤولون أميركيون بأنها وكلاء لطهران.

بالتزامن وخلال اجتماع للقيادة المركزية الأميركية في الكويت مع رؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، اعتبرت القيادة المركزية الأميركية أن التهديدين الأمنيين الأهم في المنطقة هما أعمال إيران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة. وقال جوزف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية “أعتقد أن هذا الاجتماع ضروري لأمن دولنا جميعا، المشترك، ونحن أمامنا اثنان من التهديدات الأمنية المتواصلة هما في هذه المنطقة، أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة العنيفة، ومن الملح القيام بتعزيز ودمج قدراتنا لمصالح أمننا القومي المشترك كذلك الترفع عن كافة الجوانب والأزمات الأخرى”.

فيما حذرت مجلة “أتلانتك” الأمريكية من تهديدات المليشيات الطائفية الموالية لإيران للمصالح والمنشآت الأمريكية في العراق، لافتة إلى أن تحذيرات البيت الأبيض الأخيرة لإيران ووكلائها لم تأت من فراغ.

ونقلت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، تحذير مايكل نايتس، خبير الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، بشأن استهداف السفارة الأمريكية في العراق بالصواريخ.

وقال نايتس إن “المليشيات الطائفية الموجودة في بغداد تتأهب دائما لمهاجمة المنشآت الأمريكية؛ فهي لديها أنابيب مغطاة، موجهة باتجاه سفارة واشنطن، تحت الأرض قرب ملاعب كرة القدم الموجودة في شرق بغداد”.

وأضاف: “أي وقت تريد إطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية، يمكنك ببساطة العثور على إحدى تلك الحفر الأرضية ووضع الصاروخ وإطلاقه، وسينطلق في هذا الاتجاه”.

وتابع نايتس موضحا: “هذه بالضبط طريقة العمل الدقيقة لتلك المليشيات، حيث إنها قد شنّت مثل هذا النوع من الهجمات مئات المرات حرفيا في الماضي”، لكن “الشيء الجديد هذه المرة، هو كيفية رد الولايات المتحدة عبر إدانة إيران مباشرة بسبب تأثيرها على المليشيات في العراق، وهذا لم يأتِ من فراغ”.

وأشارت المجلة إلى أن الهجمات الصاروخية الأخيرة على السفارة الأمريكية ببغداد وقرب القنصلية الأمريكية في البصرة، التي أدانها البيت الأبيض، تندرج ضمن نمط أكبر نطاقا، وقد أمضت المليشيات الطائفية الكثير من السنوات في إطلاق الصواريخ على تلك المنشآت.

وكان البيت الأبيض أصدر بيانا، الثلاثاء، حذر فيه إيران من أنه سيحمّلها مسؤولية أي هجوم قد تشنه المليشيات التي تحظى بدعمها ضد الرعايا الأمريكيين أو مصالح الولايات المتحدة في العراق.

وقال البيت الأبيض إنه “خلال الأيام القليلة الماضية شهدنا هجمات خطيرة في العراق، لا سيما ضدّ قنصلية الولايات المتحدة في البصرة وضدّ مجمّع السفارة الأمريكية في بغداد”. وأضاف أن “إيران لم تفعل شيئا لوقف هذه الهجمات التي شنها وكلاؤها في العراق والذين دعمتهم بالتمويل والتدريب والأسلحة”، مؤكدة أن “الولايات المتحدة ستحمل النظام في طهران مسؤولية أي هجوم يؤدي لإصابة موظفينا أو لإلحاق الضرر بمرافق حكومة الولايات المتحدة. أمريكا سترد بسرعة وبحزم للدفاع عن حياة الأمريكيين”.

ووفقا للمجلة، يعد بيان الإدانة جزءا من حملة ضغط أمريكية أكبر على طهران تسارعت وتيرتها خلال مايو مع انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ثم إعلانه إعادة فرض العقوبات، التي رفعت بموجب الاتفاق، على إيران.

ولفتت المجلة إلى أن النظام الإيراني يشارك بفاعلية في دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في سوريا، كما أنه يدعم الحوثيين الانقلابيين في اليمن، ولديه نفوذ في أفغانستان، وبالطبع، يهيمن على السياسة العراقية عبر تمويل المليشيات الطائفية وتسليح وكلائه الموجودين هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *