الأخلاق والقيم أمران ثابتان في شخصية الفرد فهي اكتساب فطري من دورة الحياة ومن تعاليم التربية وطبيعة البيئة المحيطة بالفرد فالأخلاق هي الصفات النفسية التي نحدد على ضوئها كيف ينبغي أن تكون , وكيف نتصرف ونتعامل في حياتنا الاجتماعية , وكيف يتصرف بعضنا مع البعض الآخر والقيم بالرغم من كونها كمالاً على المستوى الشخصي فلابد منها أيضا لكمال المجتمع وتحسين العلاقة بين كافة الأفراد ، فكل مدير يلازمه في وظيفته مفهومه الشخصي لما هو صحيح وما هو خطأ وأخلاقياته تمثل الخلاصة الكلية لخبراته , وتعليمة, ونشأته .

قابلت قبل أيام قليلة أحد مدراء شؤون الموظفين بإحدى وزارات بلدي الحبيب ووجدت العجب العجاب في مفرداته وأسلوب خطابه وردوده الاستفزازية وحدة صوته العالية !! ناهيك عن ثقته التامة في أفكاره , كما أنه يلزم عليك أن ما يقوله هو الصحيح وكل ما تقوله هو الخطأ !!

لما كل هذا؟
أيفتقد بعض المدراء مفهوم الإدارة وتعاليمها ونظرياتها في التعامل مع الموظفين أم أن غطرسة خبرته الطويلة أنسته كل هذه المفاهيم ام أن كل ما تعلمناه في مفهوم الإدارة ونظرياتها لا ينطبق علی مجتمعنا !! لقد تعلمنا يا مديري العزيز من علم الإدارة (نظرية ماسلو في تدرج الحاجات) أن الفرد إذا نشأ في بيئة لا تشبع حاجاته فإنه من المحتمل أن يكون أقل قدرة على التكيف ، وعمله يكون معتلاً , وإذا لم يتم إشباعها بطرق مشروعة قد تبحث عن طرق غير مشروعة أو قد تـتخذ طريق الهجرة لتبحث عن مجتمع يحقق لها تلك الحاجات , كما أن الحاجة إلى الاحترام والتقدير والاعتراف بالجهود المبذولة هي من أهم الحاجات الإنسانية في مفهوم الإدارة .

إن الشخصية الكاريزمية يا مديري العزيز هي الشخصية الجذابة أو المؤثرة التي تمتلك القدرة على التأثير الايجابي في الموظفين عن طريق التواصل معهم فكريا وعاطفيا ومراعاة حاجاتهم الإنسانية , أخيراً يا مديري العزيز أضف إلى بنك معلوماتك القيّمة في نظرك أن ” ماريا غرانا ” مديرة شركة مايكروسوفت بأسبانيا نالت جائزة أحسن مدير لسنة 2008 باسبانيا لأنها أبدعت في إدارة الموار البشرية , هذه المديرة وضعت في قلب اهتمامات المنظمة والموظفين والعاملين ، حيث أخذت بعين الاعتبار المشاكل الاجتماعية والمشاكل المتعلقة بتسيير الوقت , فلو وجدنا هذا المفهوم والخلق في إدارات ناجحة فنحن أولى بحسن هذا الخلق والتعامل من غيرنا , فرسولنا صلى الله عليه وسلم لخص مهمة رسالته بقوله ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *