هل يمكن أن يعود الحبيب صديق؟
أيهما أقوى سُلطة علينا، سلطة القلب أم سلطة العقل؟؟
قد يصبح الصديق حبيب، ولكن هل يتحول الحبيب لصديق مرة أخرى؟؟
تساؤل وجدت الكثير من الإجابات عليه برد قاطع لا جدال فيه، وهو أن الحبيب لا يمكن أن يعود لصديق كما كان، ولكن يمكن أن يتحول الصديق لحبيب يوماً ما
بالتأكيد مشاعر الحب والإحساس بين الطرفين إن تبدلت لا ترجع أبداً كسابق عهدها، فالحب عندما يرحل ترحل معه كل الذكريات السعيدة، لتحل محلها الحزينة التى تترك الآثر الأكبر فى النفس ما يحول الحب الكبير إلى عداوة أكبر
تحدثت من قبل فى مقال سابق بعنوان إتيكيت التعامل بين الزوجين بعد الطلاق عن طريقة التعامل مع الإختلاف بين الزوجين بعد الإنفصال، فالصداقة بين الرجل والمرأة هنا مفيدة للأطفال ولا أعنى صداقة بمفهوم الصداقة المتعارف عليه، لكن الرقى فى التعامل وتقبل وإحترام قرار الطرف الأخر فى عدم قدرته على الإستكمال دون أن تتحول العلاقة إلى حلبة صراع لا نهاية له هو المقصد، فى الحقيقة واجهت عاصفة من الإنتقادات بسبب ذلك المقال كان أغلبها من الرجال، وبتحليلى للأمر توصلت لنتيجة أن الرجل الشرقى يكره الرفض لعشقه للسيطرة، سريعاً ما يواجه بعض الرجال إذ لم يكن أغلبهم الأمر بالسخط والغضب بسبب إحساسه بالرفض من المرأة، لا مانع لدى البعض إذا تحولت علاقة الحب إلى عداوة إذا كانت “من وجهة نظره” تحفظ له كرامته التى أهدرت على يد إحداهن بعد أن قررت فى لحظة صدق مع النفس رفض الإستمرار
الأمر نفسه ينطبق على الغالبية، ما يعنى أن عودة الحبيب إلى صديق مرة أخرى أمر شبه مستحيل تقبله لدى الكثيرين بسبب الإحساس الداخلى بالرفض، لكننا لو نظرنا للعلاقة بين الطرفين بشكل أعمق وبالمسمى الحقيقى للحب البعيد عن الأنانية لوجدنا أن الحب يقرب المشاعر بين الطرفين، يزيل الحواجز التى يكون كل طرف مضطر لتقبلها أثناء الصداقة، وأنا هنا لا أعنى وجود علاقة حب خارج إطارها الشرعى فالحب المزيف هو الذى تأتى رياحه من الشبابيك وليس الأبواب وسريعاً ما تنتهى، أنا أتحدث عن الحب فى مساره الصحيح المتعارف عليه فالصداقة بين الرجل والمرأة أهم بكثير من علاقتهم ببعضهم البعض كزوجان، خاصة عندما تدب الخلافات بينهم هنا تكون صداقة الزوجان هى العامل الذى يقرب وجهات النظر ويسمح لكل طرف بتقبل والإستماع إلى الطرف الأخر
عودة الحبيب إلى صديق مرة أخرى أمر صعب للغاية خاصة عند المرأة، لأن النساء بطبيعتهن يحملن صفات تغلب عليها المشاعر والعواطف أكثر من الرجل، فإذا وجدنا الرجل الإستثنائى الذى يحتفظ بمشاعره حبيسه داخل قلبه فقط حفاظاً على إستمرار علاقته بالمرأة التى أحبها، لن نجده فى المرأة التى لا يمكن أن تتقبل التعامل مع رجل أحبته بدون عاطفة وبمسمى الصداقة أو كشخص عابر فى حياتها دون أن تسيطر على عواطفها تجاهه مشاعر الحب أو الغيرة
التصنيف: