خاص البلاد / القاهرة
حوار – نيفين عباس
نعود لنستكمل حديثنا مع كبير الآثريين الأستاذ مجدى شاكر ليحدثنا عن المصرى القديم والأطباق التى ما تزال حاضرة حتى الآن على الطاولة المصرية وبين الوهم والحقيقة ما هى حقيقة لعنة الفراعنة ..
حسناً، نشاهد بشكل كبير تطور للأطباق المصرية وإدخال لبعض العناصر بالأطباق برأيك، هل المحافظة على بعض الأطباق وأساسها كما هى دون تغيير بالمكونات أمر هام لتاريخ مطبخ عريق كالمطبخ المصرى ؟
– هناك كثير من الأطباق المصرية مازالت متوارثة منذ عهد المصريين القدماء طبق العدس والفول والبيصارة والفته والملوخية بجانب أكل البصل والثوم والكرات وحب أكل اللحوم والطيور والسمك المملح والأهم أن الخبز كان ومازال جزء أساسى من مائدة الطعام عند المصريين القدماء والحالين
إرتبطت الإحتفالات بالطعام، وللمصريين عادات للإحتفال أثناء عيد شم النسيم المصرى والذى توارثها المصريين من الفراعنة، حدثنا عن طقوس الإحتفال بين المصرى القديم وما نراه اليوم؟
– من حرص المصريون على تناول أكلات” الفسيخ” وما يطلق عليه” الملوحة ” فى صعيد مصر,أو الأسماك المدخنة فى يوم ” شم النسيم ” , فهى عادة ذات جذور مصرية قديمة متوارثة منذ آلاف السنوات !!
– وهاكم الدليل ,تأمل معى بأمعان هذه الجدارية النادرة في النقوش المصرية القديمة , من مقبرة الكاهن ” بوى إم رى ” وهو الكاهن الثانى لآمون خلال حكومة الملكة حتشبسوت خلال عصر الأسرة الـ 18 فى مصر
– الذي انشــــأ معبده الجنائزى عند سفح جبل خوخة فى طيبة “الأقصر حاليا” وهو يتكون من ساحة كبيرة وممر داخلى .. نرى فى هذا النقش فريق منهمكون فى إعداد الإسماك وتنظيفها وتمليحها وتعريضها للهواء الطلق لتجفيفها أما الفسيخ أو “السمك المملح” .. فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ
– وقد ذكر “هيرودوت” – المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها : ” أنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم.” كان قدماء المصريون ..شعب عاشق للجمال وللطبيعه والبناء والإبداع .. هم أول شعب فى العالم يحتقل بالربيع بعد موت النبات خلال الشتاء
– وحتى الآن الإحتفال بشم النسيم فى مصر له نكهة ومذاق مختلف عن أى بقعه فى العالم .. لما تتميز به مصر من طقوس وأكلات معينه ارتبطت فى ذهن المصرى وصارت تراثيه ..مثل البيض , والبصل . والخس , والفسيخ .. والتى أصبحت من لوازم الإحتفال بشم النسيم يجمع عليها المصريون على إختلاف ديانتهم ومستوياتهم الإجتماعية
– كانت هذه اللوازم لها ألفاظ فى اللغة المصرية القديمة .. مثلا ً * البيض .. كان يقال له ( سوحيت ) هو رمز الخروح الى الحياة،لان الكتــكوت مثلا يخرج الى الحياة من جماد وهى البيـضة
– ولذلك كان المصرى القديم عندما يقوم من النــــــوم فى هذا اليوم كان ياكل البيض كرمز للميــلاد او الخروج الى الحياة
– الفسيخ .. كان يقال له ( بـور ) .. وكان السمك المملح المخزن الذى يأكله المصرى بطريقة التعتيق والذى يسمى الفســيخ فكان من السمك البورى النيلى، وكان رمزا لنهر النيل الذى يعشـــــقه المصريين ولان هذا النوع من السمك يأتى من نهر النيل ايضا
البصل ..كان يقال له ( حجو ) .. والبصل كان يرمز للقــــــــيامة وكانوا يعلقوه على الجدران فى المنازل وكما يفعل الكثيرين حتى الان -وكان من اشهر الاطعمة لزيادة القـــــــــــوة والفحــــولة ولقد ذكر كثيرا فى النصوص المصرية وكذلك فى نصوص الاهرامات ووجد أن العمال الذين شاركوا فى بناء الهرم كانوا يأكلون كميات كبيرة من البصل والثوم وكلها كانت بمثابة مضادات حيوية ضد الأمراض ولذلك كان المصرى القديم يقوم من النــوم فى هذا اليوم ليبدأ بشم البصل لتتفتح رئته ويستنشق العبير الجديد لهذا اليوم العيدى الكبير.وهذه العاده بالذات باقيه إلى اليوم بصعيدمصرفعندما يدخل أحدهم فى غيبوبه لأى سبب بيشمموه بصل!!
– الخس ..كان يقال له ( عيب ) .. وكان يعتبر من النباتات المقــدسة وكان المصرى يأكله بعد أكله سمك الفسيخ ليتخلص من روائح البصل، كما ان الخس كان يساعد على الهضم فهذه الاطعــــمة الاربعة اتخذها المصرى القديم كنوع من الاحتفال فى هذا اليوم
– واهـــمية هذا اليوم عندالمصرى القديم سواء كان ملكا أو من الطبقة الحاكمة او من عامـــــــة الشعب، فكان الشعب كله يحتــفل بهذا اليوم وبنفس الطريقة سواء كان غنيا او فقيرا ولم تتغير هذه العـــــادة على الاطلاق حتى يومنا هذا.