لماذا تستحوذ أرامكو على سابك؟

• د. هاشم بن عبدالله النمر

عندما استحوذت “فيسبوك” على “واتس أب” بمبلغ 19 مليار دولار، وصفها العديد بأنها صفقة مبالغ فيها جدا وبأنها صفقة خيالية وفلكية لاسيما بان واتس اب في ذلك الوقت كانت شركة ناشئة لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات.

وهي بالفعل صفقة خيالية فقد تجاوز هذا المبلغ ميزانية العديد من دول العالم وتخطت القيمة السوقية للعديد من الشركات العالمية الكبرى، ولكن في نهاية المطاف أثبت مارك زوكربيرغ نبوغه التجاري والنظرة المستقبلية التنافسية. فقد ضمنت فيسبوك باستحواذها على واتس اب التوسع والنمو والانتشار بشكل سريع بل ساعدتها على جذب فئة جديدة من العملاء فاق عددهم المليار شخص،

هؤلاء هم الذين يفضلون التواصل السريع اللحظي، وبالتالي ضمن زوكيربيرغ فرصا جديدة استثمارية في كل أنحاء العالم. وبالمثل ها هي “أرامكو” الشركة النفطية الوطنية العالمية تتجه لاستحواذ وشراء أسهم شركة وطنية أخرى من أكبر شركات الكيماويات العالمية “سابك” وذلك من خلال شراء حصة صندوق الاستثمارات العامة في سابك.

سيدعم هذا الاستحواذ التوجه المشترك بين الطرفين لإنشاء أكبر مجمع لتحويل النفط إلى بتروكيماويات وسيقدم نقلة جوهرية كبيرة في عالم صناعة الطاقة التحويلية، وسنشهد تغير في مستقبل صناعة النفط والبتروكيماويات لاسيما أن البتروكيماويات تنمو بمعدل أسرع من معدل نمو صناعة الوقود.

فأرامكو الشركة العملاقة التي وصفتها وكالة بلومبرج بحجر الزاوية للاقتصاد العالمي تتصدر المركز الأول عالميا كأكبر شركة في إنتاج النفط والغاز والمكثفات بمتوسط إنتاج يقدر بحوالي 11 مليون برميل في اليوم وبتحقيق أرباح تقدر بحوالي 127 مليار ريال سعودي للنصف الأول من عام 2017 متفوقة على أرباح كبرى الشركات العالمية كشركة أبل وإكسون موبيل وشل وبنك مورغان،

وتتصدر سابك المركز الرابع عالميا في إنتاج البتروكيماويات وبتحقيق أرباح تقدر بحوالي 18 مليار ريال لعام 2017. وإن من المتوقع أن تهيمن سابك على انتاج البتروكيماويات في حال تكاملت مع أرامكو ذلك للمكانة السوقية والتوسع الكبير التي تتمتع به أرامكو عالميا ولوجود المواد الاولية اللازمة لصناعة البتروكيماويات المشتقة من النفط الخام،

وبالتالي المساهمة في زيادة الناتج المحلي و توفير آلاف الوظائف لشبابنا. إن عملية الاستحواذ ستنعكس إيجابيا ليس فقط على أرامكو وسابك بل حتى على صندوق الاستثمارات العامة، ذلك أن من أهداف الصندوق دفع عجلة الاقتصاد السعودي واستثماراته ليصبح أكبر صندوق سيادي في العالم، استحواذ أرامكو لحصص سابك المملوكة للصندوق، سيتيح للصندوق فرص استثمار أخرى تتوافق مع رؤية 2030 التي تهدف إلى الاستثمار في التقنية والمعرفة والصناعات العسكرية بما يساهم في تنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى الدور المأمول في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة. أخيرا إن لنا أن نفخر باقتصادنا الذي ينمو يوما بعد يوم بالرغم من التحديات الاقتصادية العالمية وجدير بنا أن نتفاءل بان هناك مستقبل مزدهر لنا ولأجيالنا فها هو اقتصادنا سيسجل أكبر صفقة استحواذ في العالم تصب في مصلحة الوطن والمواطن.

@Dr_AlNemerH

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *