متابعات

الأمانة: نفايات الطعام تجاوزت 178.118 طنا.. أئمة مساجد : الإسراف في موائد الإفطار والسحور محرم شرعاً

جدة – إبراهيم المدني

ناشد أئمة ومواطنون إخوانهم الصائمين بعدم الاسراف في موائد الإفطار والسحور وقالوا في استطلاع لـ “البلاد” ان الاسراف بلغ ذروته في السنوات الأخيرة وتحول شهر رمضان المبارك من شهر للعبادة والاقتصاد في الطعام الى شهر للأكل وزيادة الوزن.

كرم مخالف
وارجع المواطن موسى السويد ظاهرة الاسراف في موائد الإفطار والسحور في المجتمع السعودي الى الكرم الذي يتمتع به شعب هذه البلاد ولكنه كرم مخالف للشريعة الإسلامية والتي نهت عن الاسراف بجميع انواعه ووصف الرب جلت قدرته المبذرين بانهم اخوة للشياطين وأضاف السويد مشكلة مجتمعنا انه يجب ان تكون سفرته هي الأفضل والامثل ليتحدث عنها الاخرون وغير مبالي بتطبيق السنة الشريفة عند اكرام الضيف وهذا من الأخطاء الكبيرة والتي نسأل الله ان يبصرهم ويوفقهم للترشيد في اعداد الطعام لضيوفهم.

تقليد وتنافس
من جهته لفت المواطن عمر السبيعي الى ان معظم ربات البيوت وهن الأساس في اعداد وجبات الإفطار والسحور في المنازل يقلدن البعض ويتنافسن على الأفضلية من حيث المحتوى والكمية.. وأضاف السبيعي انا رجل معتدل واحب الوسطية في جميع اموري واواجه صعوبة في اقناع زوجتي واسرتي في الترشيد في وجبات الإفطار والسحور والرد يأتيني منهم دائماً “أترك البخل عنك يا رجل”.

واستطرد المواطن عمر السبيعي قائلا يعلم الله انني لست بخيلا ولا اعرف طريق البخل ولكنه الحرص على عدم الاسراف والتبذير في نعمة الله ونحن محاسبون عليها واكد السبيعي ان كثيراً من الرجال يجدون تعاوناً من زوجاتهم في الترشيد في الوجبات واسأل الله لهم التوفيق وللمسفرين الهداية والتوفيق عن هدر النعمة.

شعوب جائعة
ومن جانبه حذر المواطن سعود الزهراني من غضب الله على المسرفين والمبذرين وقال مع الأسف كميات كبيرة من الطعام المختلف ترمى في قلب النفايات بينما هناك شعوب في افريقيا واسيا تموت من الجوع.وأضاف الزهراني يقول لا أجد مبرراً شرعياً لهذا الاسراف والتبذير ويعتبره البعض كرماً وجوداً لضيوفه وفي حقيقة الامر كل عمل خالف الشريعة الإسلامية فهو محرم. وناشد الزهراني اخوانه الصائمين الحرص على عدم التبذير مشيراً الى ان دول عدة غير إسلامية وضعت ضوابط مشددة على المبذرين في الطعام ومن هذه الدول المانيتا حيث تعاقب كل شخص بعقوبات مغلضة يضع على سفرته من الطعام اكثر من حاجته.

الأمانة رفعت 178.118 طناً
الى ذلك قال المتحدث الإعلامي لامانة جدة الأستاذ محمد البقمي يشير تقرير إدارة النظافة الى ان آليات المتعهد قامت برفع 118 – 178 طن من النفايات المنزلية فقط في شهر رمضان من العام الماضي وهو رقم مرتفع مقارنة بما يتم رفعه في كثير من دول أوروبا وافريقيا او اسيا وتمنى البقمي ان ينخفض هذا الرقم ويتضاعف الوعي لدى المواطن والمقيم ويدرك أهمية الترشيد في اعداد وجبات الإفطار والسحور بما يوافق الشريعة الإسلامية السمحاء.

اغتنموا رمضان بالعبادة
من جانبه قال امام وخطيب جامع النهضة الشيخ سالم النهدي شهر رمضان شهر العبادة، ومن الأسباب التي جعلته شهرًا للعبادة والنور: أن فيه مضاعفة الأعمال الصالحة، وفيه فرضية الصيام وسنية القيام، والحث على قراءة القرآن والذكر والدعاء، وهي الأسباب التي تكون سببًا في العتق من النار، أما الذين يتخذون شهر رمضان موسمًا لكثرة المأكل والمشرب فما قدروا هذا الشهر حق قدره، صحيح أن الناس إذا أقبل رمضان أقبلوا على شراء الكثير من الأنواع المتنوعة من اللحوم والمآكل والمشارب والخضراوات والأطعمة والفواكه، فإذا جاء وقت الإفطار نجدهم قد حشدوا كل هذه الأنواع على الموائد، ويكثرون من الأكل طوال الليل فهؤلاء يحولون شهر رمضان إلى شهر شهوات، شهر مأكل، وهذا خلاف ما جعل عليه وما شرع من أجله، فالسلف -رحمة الله عليهم- كانوا يفطرون على العلقة من الطعام،

وثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه كان إذا أفطر يفطر على رطبات قليلة، فإن لم يجدها فعلى تمرات، فإن لم يجدها فعلى حسوات من الماء يعني: جرعات من الماء ثم يخرج إلى الصلاة، أما الأكل بعد ذلك فهو قليل كالأسودين: التمر والماء، وهذا هو الذي يؤثر؛ لأنه كلما كان تأثير الصيام في الصائم بالجوع والعطش كان أرق لقلبه وأقبل لدعائه، أي: أقرب إلى أنه يقبل منه، ونحن ننصح المسلم ألا يجعل شهر رمضان الكريم موسمًا للشهوات، وأن يقتصر على ما يسد رمقه؛ لئلا يخل بشيء من الأعمال والعبادات التي يعملها، ولقد ورد في كثرة الأكل آثار تدل على كراهيتها، ففي الحديث: «لا تأكلوا كثيرًا فتشربوا كثيرًا فتناموا كثيرًا فتحرموا كثيرًا» ولا شك أن الذين عودوا أنفسهم على كثرة الأكل طوال الليل، ثم كثرة النوم طوال النهار، فيكون الليل للأكل والنهار للنوم- لم يبق لديهم إلا مجرد الإمساك، فهؤلاء لا يتأثرون بفضل رمضان ولا يستغلونه وهذا خلاف ما شرع لأجله، وقد كان السلف -رحمهم الله تعالى- يقلون من الأكل في الصيام مع اشتغالهم بحرفهم وعباداتهم، فيظهر عليهم أثر الجوع الذي يضاعف معه الأجر. والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *