متابعات

انخفاض الحوادث المرورية بنسبة تغير بلغت 15.91 بالمائة.. الإدارة العامة للمرور تساهم في رفع الوعي لقائدي المركبات بمخاطر الطريق

مركز المعلومات – عبدالله صقر

شهدت المملكة العربية السعودية منذ منتصف القرن الرابع عشر الهجري تطوراً اقتصادياً وعمرانياً كبيراً، وظهرت في مناطقها كافة حركة إنمائية هائلة من مشاريع زراعية وصناعية وتجارية إلى غيرها من نواحي الحياة الاجتماعية، زادت على إثرها حركة السيارات داخل وخارج المدن، واكتظّت الطرقات في أمهات المدن كالرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف والظهران، وغيرها من المدن ذات الكثافة السكانية والحركة التجارية النشطة.

وكان لابد أن يصاحب هذا النمو تسهيل وتنظيم لحركة السير وتوفير الأمن والسلامة على تلك الطرق، فأوكل لجهاز الشرطة هذه المهمة حيث كان هناك قسم للمرور يتبع جهاز الشرطة، ويقوم بمهمات تنظيم حركة السير، وتحصيل المخالفات والتحقيق في حوادث المرور، وصدر أول نظام للمرور عام 1345هـ باسم ( قانون السيارات).
وقد تطورت أقسام المرور هذه، فأصبحت إدارات وشعباً ومراكز للمرور، وانتشرت في معظم مدن المملكة، وجميعها تتبع الشرطة بتلك المناطق، وتسير الأمور فيها وفق ما ورد في الفصل الثاني عشر من نظام الأمن العام الصادر بالإرادة الملكية رقم 10/8/1369هـ فيما يختص بواجبات ومسؤوليات قسم المرور ونظام السيارات،

ومع التطور الإنمائي والعمراني الكبير كان لابد من صدور نظام للمرور يواكب هذا النمو الهائل، ويتضمن أحكاماً عامة لتنظيم حركة السير والمرور. بناءً عليه فقد صدر تعديل لنظام السيارات، وتعليمات لسائقي السيارات الحكومية والأهلية ومعاونيهم، وتعليمات لمستودعات السيارات الحكومية بالأمر السامي رقم 3125 وتاريخ 10/11/1361هـ.
وفي السنوات الأخيرة ازداد عدد السيارات، وشقت الطرق في جميع أنحاء المملكة، وازدادت حركة النقل البري، لذا كان من الضروري إصدار نظام شامل يواكب هذه الزيادة الهائلة في أعداد السيارات، فصدر نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي رقم 2/49 وتاريخ 6/11/1391هـ، ثم تلاه صدور لائحته التنفيذية التي تضمنت أحكاماً تفسيرية وتنظيمية لنظام المرور.

وتولت الإدارة العامة للمرور مسؤولية قيادة إدارات المرور في عام 1381هـ، وأعيد تشكيلها عام 1387هـ وحددت اختصاصها وواجباتها، وأصبحت إدارة عامة تتبع مديرية الأمن العام، لها ميزانيتها الخاصة والتي أدرجت فيها احتياجاتها من مشروعات وخطط لازمة لتنظيم حركة المرور.

في عام 1400هـ اتسعت مسؤولية ورقعة خدمات المرور بالمملكة حتى أصبحت تتبع الإدارة العامة للمرور ست عشرة إدارة مرور رئيسة، تتبعها إدارات وشعب ومراكز مرور فرعية موزعة على جميع مناطق المملكة.
وكان أسلوب التجنيد في الماضي المصدر الوحيد لتزويد جهاز المرور بالرجال العاملين، لكن استمرار التطور فرض أن يكون رجل المرور متخصصاً في مجال عمله؛ لهذا افتتح معهد للمرور لتخريج رجال أكفاء يتولون مسؤولية العمل المروري، كما عقدت دورات تأهيلية وتدريبية لرفع كفاءة ضباط وأفراد المرور، وتم ابتعاث عدد كبير منهم إلى الدول المتقدمة في مجال المرور، وعادوا مزودين بتقنيات المرور الحديثة.

كما اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمقابلة الزيادة الهائلة والمستمرة في أعداد السيارات والآليات التي ترد إلى المملكة، وكثفت الجهود البشرية والمادية للقضاء على عوائق السير واختناقات المرور، لاسيما وقد شهدت المملكة خلال السنوات العشر الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد السيارات الواردة،
حيث بلغ عـدد السـيارات المسـجلة عام 1399هـ ( مليوناً وسبعمائة وثلاثة وعشرين ألفاً، وست عشرة سيارة)، مقارنة مع السيارات المسجلة عام 1390هـ، إذ كان يبـلغ حوالي 144768 (مائة وأربعة وأربعين ألفاً، وسبعمائة وثمان وستين سيارة).

وشيدت الطرق السريعة العملاقة لتربط المدن بعضها ببعض، وشيدت الجسور والأنفاق، وازدادت وفق كل هذا مسؤولية رجال الأمن والمرور لتحقيق الأمن والسلامة المرورية. وقد نهجت الإدارة العامة للمرور منهجاً علمياً في حل المشكلات المرورية، حيث أجرت البحوث والدراسات للظواهر المرورية، بالتعاون مع جامعات المملكة والأجهزة المتخصصة، واهتمت بالتوعية المرورية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأصبح عمل رجال المرور تطبيقاً يومياً يعتمد في أساسه على النتائج العلمية المستمدة من الأرقام والإحصاءات، وسيشهد المستقبل بإذن الله تطوراً أكبر في مجال العمل المروري ليواكب التطور السريع لمرافق الدولة كافة.

رمضان أمان
دشنت الإدارة العامة للمرور وبالتعاون مع العديد من الجمعيات وعدد من الفرق التطوعية مع بداية شهر رمضان في مختلف مناطق المملكة حملة “رمضان أمان ” في نسختها السابعة .
وتنظم الحملة تحت شعار ( معًا رمضان بلا حوادث) والتي تهدف للحد من الحوادث المرورية والسرعة الزائدة، عبر توزيع وجبات إفطار خفيفة على السائقين قبل أذان المغرب في التقاطعات المرورية المهمة والأماكن المزدحمة.

فقد دشن مدير الإدارة العامة للمرور اللواء محمد بن عبدالعزيز البسامي في مكة المكرمة , حملة “رمضان أمان” في نسختها السابعة.
وتهدف الحملة التي تنفذها مؤسسة شباب خير أمة للعمل التطوعي في 19 مدينة، للحد من الحوادث المرورية والتخفيف من السرعة الزائدة وتوعية سائقي المركبات بالالتزام بالقواعد المرورية, خصوصاً قبيل وقت الإفطار، إلى جانب تشجيع الأفراد والمؤسسات للإسهام في الخدمة المجتمعية والعمل التطوعي, سعياً لتحقيق أحد أهداف رؤية المملكة في زيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع في عام 2030. كما دشنت جمعية حفظ النعم بمنطقة تبوك بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور بالمنطقة وعدد من الفرق التطوعية أمس , حملة “رمضان أمان ” في نسختها السابعة .

يذكر أن الإدارة العامة للمرور تعد شريكًا إستراتيجياً للمشروع الذي يشارك فيه أكثر من 7000 متطوع ومتطوعة يعملون في أعداد وتوزيع أكثر من 350 ألف وجبة أفطار صائم عند الإشارات المرورية. وتقديم النصح لهم بالإلتزام بالقواعد والأنظمة المروية بشتى مجالاتها .

الجدير بالذكر ان الإدارة العامة للمرور قد شاركت في غالبية الفعاليات، وذلك لتوعية قائدي المركبات بقواعد السير على الطرقات ومن هذه الفعاليات : مشاركة الهيئة العامة للرياضة في استاد الملك فهد، وفي معرض الكتاب بالرياض، وملتقى “نحن مستعدون” في الرياض، وملتقى “تنقلي بأمان”، وملتقى “تولمي”، وحملة أطلقت بين الإدارة العامة للمرور وشركة نجم للتأمين تستهدف كل شرائح المجتمع لطرق أكثر سلامة، وهناك ملتقيات توعوية في جميع مناطق المملكة، كما شاركت وزارة التعليم بملتقى القيادة الآمنة والذي يقدم في جميع إدارات التعليم بالمناطق وسيستمر في إيصال الرسائل التوعوية لجميع أطياف المجتمع حتى يتأصل مفهوم القيادة الآمنة على الطرق، وتم إنتاج عدد من الرسائل المرئية والخاصة بالسرعات وحزام الأمان واستخدام الجوال وغيرها، وتمت الشراكة مع المستشفيات لتوعية المخالفين الذين يرتكبون مخالفات تؤثر على السلامة العامة ويصدر بحقهم غرامات وإيقاف إلى زيارة المستشفيات ورؤية نتائج الحوادث على أرض الواقع كتوعية حية للتأثير في سلوكياتهم مستقبلاً أثناء القيادة.

انخفاض الحوادث المرورية
شهد الربع الأول من العام الحالي 1439هـ، انخفاضاً في عدد الحوادث المرورية في المملكة، مقارنة بالربع الأول من العام الهجري الماضي 1438هـ، وذلك بنسبة تغير بلغت 15.91 بالمائة.
جاء ذلك في مقارنة إحصائيات الحوادث المرورية في الربع الأول من عام 1439هـ مع الربع الأول من العام الماضي 1438هـ صدرت عن الإدارة العامة للمرور. وأوضحت الإحصائية أن مجموع الحوادث في الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي بلغ 107637 حادثاً مرورياً، في حين كان عدد الحوادث المرورية في الفترة ذاتها من العام الماضي 127998 حادث مروري في مناطق المملكة كافة.

وأضافت كما شهدت أعداد المصابين جراء الحوادث المرورية في الربع الأول لعام 1439هـ انخفاضاً بنسبة 8.51 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث وصل عدد المصابين حتى شهر ربيع الأول من العام الحالي إلى 7776 مصاباً، فيما بلغ العدد في الربع الأول من العام الماضي 8499 مصاباً.
وقالت الإحصائية إن عدد المتوفين من الحوادث المرورية في الربع الأول من العام الحالي سجل انخفاضاً بنسبة 14.11 بالمائة مقارنة بذات الفترة من العام 1438هـ، حيث بلغ عدد حالات الوفاة بسبب الحوادث المرورية في الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي 1649 حالة وفاة، مقابل 1920 حالة وفاة في الفترة ذاتها من العام 1438هـ.

ففي شهر محرم من العام الحالي 1439هـ بلغ عدد الحوادث المرورية في جميع مناطق المملكة 33957 حادثاً مرورياً مسجلاً انخفاضاً بنسبة 21.44 بالمائة مقارنة بالعام الماضي الذي وصل فيه عدد الحوادث في الشهر نفسه إلى 43225 حادثاً مرورياً.
إضافة إلى ذلك تراجعت أعداد المصابين من الحوادث في شهر محرم لعام 1439هـ إلى 2508 مصابين مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي الذي بلغ عدد المصابين فيه 2597 مصاباً بنسبة انخفاض بلغت 3.43 بالمائة.

وأبانت الإحصائية أن حالات الوفاة قد تراجعت في شهر محرم من العام الحالي 1439هـ مقارنة بمحرم من العام الماضي 1438هـ بنسبة 14.82 بالمائة، حيث وصل عدد الوفيات في محرم هذا العام إلى 546 حالة وفاة، في حين كان عدد حالات الوفاة بسبب الحوادث المرورية بنفس الشهر من العام الماضي 641 حالة وفاة.
وأوضحت إحصائيات الحوادث المرورية التي صدرت عن الإدارة العامة للمرور أنه في شهر صفر من العام الحالي 1439هـ بلغ عدد الحوادث المرورية في جميع مناطق المملكة 35613 حادثاً مرورياً مسجلاً انخفاضاً بنسبة 13 بالمائة مقارنة بالعام الماضي حيث وصل عدد الحوادث في شهر صفر إلى 40975 حادثاً مرورياً.

إضافة إلى ذلك تراجعت أعداد المصابين من الحوادث في شهر صفر لعام 1439هـ إلى 2525 مصاباً مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي الذي بلغ عدد المصابين فيه 2871 مصاباً بنسبة انخفاض بلغت 12 بالمائة.
وأشارت الإحصائية إلى أن حالات الوفاة قد تراجعت في شهر صفر من العام الحالي مقارنة بصفر من العام الماضي 1438هـ بنسبة 14 بالمائة، حيث وصل عدد الوفيات في صفر 1439هـ إلى 556 حالة وفاة، في حين كان عدد حالات الوفاة بسبب الحوادث المرورية في صفر من العام الماضي 644 حالة وفاة.

وفي شهر ربيع الأول من العام الحالي 1439هـ بلغ عدد الحوادث المرورية في جميع مناطق المملكة 38067 حادثاً مرورياً مسجلاً انخفاضاً بنسبة 13 بالمائة مقارنة بالعام الماضي حيث وصل عدد الحوادث في شهر ربيع الأول إلى 43735 حادثاً مرورياً.
وتراجعت أعداد المصابين من الحوادث في شهر ربيع الأول لعام 1439هـ إلى 2743 مصاباً مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي الذي بلغ عدد المصابين فيه 3052 مصاباً بنسبة انخفاض بلغت 10 بالمائة.

وقالت الإحصائية كما تراجعت حالات الوفاة في شهر ربيع الأول من العام الحالي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي 1438هـ بنسبة 14 بالمائة، حيث وصل عدد الوفيات في شهر ربيع الأول 1439هـ إلى 547 حالة وفاة، في حين كان عدد حالات الوفاة بسبب الحوادث المرورية في ربيع الأول من العام الماضي 635 حالة وفاة.
وأبانت أنه فيما يتعلق بعدد الحوادث مناطقياً فقد سجلت 12 منطقة ومدينة انخفاضاً في نسبة عدد الحوادث المرورية في الربع الأول من العام الحالي 1439هـ مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 1438هـ، في حين ارتفعت نسبة الحوادث في 4 مدن في ذات الفترة.

وفيما يلي نسبة الحوادث لكل مدينة ومنطقة:
المناطق والمدن التي سجلت انخفاضاً في نسبة عدد الحوادث:
الرياض -31.07 بالمائة، العاصمة المقدسة -10.44 بالمائة، جدة -33.75 بالمائة، منطقة عسير -15.12 بالمائة، منطقة القصيم -31.32 بالمائة، منطقة جازان -6.07 بالمائة، منطقة تبوك -53.43 بالمائة، منطقة الحدود الشمالية -12.80 بالمائة، منطقة الجوف -40.02 بالمائة، القريات -31.34 بالمائة، منطقة نجران -14.42 بالمائة، منطقة الباحة -25.89 بالمائة.
المناطق والمدن التي سجلت ارتفاعاً في نسبة عدد الحوادث:

الطائف +9.62 بالمائة، منطقة حائل 7.75 بالمائة، المدينة المنورة +3.47 بالمائة، المنطقة الشرقية +2.55 بالمائة.وأظهرت إحصائيات الحوادث المرورية الصادرة عن الإدارة العامة للمرور أعداد المصابين حسب المنطقة والمدينة، حيث سجلت 10 مناطق انخفاضاً في نسبة عدد المصابين بسبب الحوادث المرورية في الربع الأول من العام الحالي 1439هـ مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 1438هـ، في حين ارتفعت نسبة عدد المصابين بسبب الحوادث في 6 مدن في ذات الفترة.

وفيما يتعلق بأعداد المتوفين حسب المنطقة والمدينة أظهرت الإحصائية تسجيل 11 منطقة انخفاضاً في نسبة عدد المتوفين بسبب الحوادث المرورية في الربع الأول من العام الحالي 1439هـ مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 1438هـ، في حين ارتفعت نسبة عدد المتوفين بسبب الحوادث في 5 مدن في ذات الفترة.
وقد ارجع مدير الإدارة العامة للمرور اللواء محمد بن عبدالله البسامي هذا الانخفاض في مؤشرات الحوادث إلى عدة أمور أولها ارتفاع الوعي العام لقائدي المركبات بمخاطر الطريق وهذا هو المؤثر المهم في انخفاض أعداد الحوادث. والعمل المشترك المستمر في معالجة النقاط السوداء التي يتكرر فيها وقوع الحوادث.

واما السبب الثالث فهو فعالية الضبط المروري على كافة الطرق، والتقنيات المساندة في ذلك.
واشار البسامي في حديث سابق له مع وكالة الانباء السعودية ان العمل جار على إعادة صياغة بعض مواد نظام المرور وخاصة عقوبات المخالفات التي تؤثر على السلامة العامة، وسيتم الإعلان عن ذلك بعد استكمال الإجراءات ذات العلاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *