عدن ــ وكالات
فضحت منظمة العفو الدولية، الفظائع التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من النظام الإيراني، في الحديدة ومدن الساحل الغربي في اليمن، من استخدامهم للمدنيين كدروع بشرية، وقصفهم العشوائي للمنازل والمستشفيات، وكلها تدخل ضمن “جرائم الحرب”.
يأتي هذا تزامناً مع النجاحات المستمرة للقوات الشرعية اليمينة مسنوده بقوات التحالف العربي، في التقدم نحو تحرير الساحل الغربي ودحر مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأكدت المنظمة الدولية بحسب تحقيق ميداني أجرته في مدينة الحديدة، هذه الجرائم البشعة، وشددت على ضرورة توقف المليشيات الإرهابية عن هذه الجرائم.
وقالت المنظمة في تقرير لها إن المدنيين اليمنيين يكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل قذائف الهاون التي تتسم بعدم الدقة، التي يطلقها الحوثيون على المناطق المدنية المأهولة بالسكان
ووفق تقرير العفو الدولية، أصابت هذه القذائف مستشفى في 25 مارس الماضي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
واعتبر التقرير الحقوقي أن استخدام قذائف الهاون في محيط تجمعات المدنيين ينتهك الحظر المفروض على استخدام الهجمات العشوائية.
وأضاف أن المليشيات تعرض المدنيين للخطر من خلال إرساء القوات والمركبات في الأحياء المدنية، كما أنهم يقومون بتلغيم الطرق، لمحاصرة المدنيين ومنعهم من المغادرة (لاستخدامهم كدروع بشرية).
كما أشار التقرير إلى طرد السكان من منازلهم في مناطق عادوا إليها بعد أن كانت الحكومة اليمنية قد سيطرت عليها.
وبسبب الطرق الملغومة، والحواجز الحوثية، والمخاطر الأخرى على طول الطريق طالت رحلة النزوح بالنسبة للبعض، فما كان يجب أن يأخذ في المتوسط 6 ساعات بالسيارة إلى عدن، أصبح عبارة عن محنة مخيفة استمرت لمدة 3 أيام.
ونددت المنظمة الدولية باستخدام المليشيات الإرهابية للألغام الأرضية بصورة عشوائية، والتي تمنع تحركات المدنيين وحتى فرارهم من مناطق سيطرة الحوثيين، موضحة أن استخدامها بهذه الطريقة محظور بموجب القانون الدولي.
وفي هذا الصدد، دعت المنظمة المليشيات الحوثية إلى الامتثال الصارم للقانون الدولي الإنساني، ومنع قواتهم من تعريض المدنيين للخطر بلا مبالاة.
فيما تعاني الميليشيات فراغا كبيرا على مستوى القيادات الميدانية، وتجد صعوبة في تعويضهم، إثر استنزاف القيادات في جبهات القتال وسقوطهم في مصيدة القوات الشرعية وتحالف دعم الشرعية في اليمن.
وقالت المصادر إن الميليشيات الانقلابية تمر بأزمة كبيرة، جراء النقص الحاد في القيادات الميدانية من الصف الأول والقيادات الوسطى، بعد مصرع العشرات منهم بغارات طائرات التحالف ومعارك مع قوات الشرعية.
ولم تستطع الميليشيات الحوثية تغطية هذا الفراغ وإيجاد البدائل للقيادات، التي لقيت مصرعها بشكل لم تكن تتوقعه.
وتعرضت الميليشيات خلال الشهرين الماضيين لخسائر فادحة في جبهة الساحل الغربي وصعدة والبيضاء وحجة، تهاوت فيها رؤوس كبيرة أبرزها صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي، فيما قتلت قيادات عديدة أخرى منهم ناصر القوبري (أبو صلاح) الذي عين قائدا للعمليات الصاروخية برتبة لواء، وجار الله سالم الجعوني قائد قوات التدخل السريع في الميليشيات، ومنصور السعادي (أبو سجاد) المشرف على القوات البحرية، وغيرهم.
وتتزامن أزمة الحوثي في تعريض خسارة قياداته الميدانية، مع انشغال القيادات الكبرى في الميليشيات بصراع داخلي.
فبعد مقتل الصماد بغارة للتحالف في الحديدة وتعيين مهدي المشاط خليفة له في رئاسة المجلس السياسي، برز صراع المشاط مع عبد الكريم الحوثي رئيس المكتب التنفيذي للمليشيات، الذي عينه المشاط مع عشرات آخرين أعضاء في مجلس الشورى مؤخرا.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن الحوثيين فشلوا في عمليات التعبئة والتجنيد في محاولة لسد الفجوات في جبهات المليشيات النازفة إثر الخسائر الكبيرة، خاصة في جبهة الساحل الغربي حيث يلقى العشرات مصرعهم بشكل شبه يومي.
ومثلت الجبهات المفتوحة في محافظة صعدة، المعقل الرئيس للانقلاب شمالي اليمن، جبهات استهداف كبيرة لمقاتلي الحوثي.
فيما فشلت مساعي الحوثي وتهديداته في دفع القبائل والمواطنين إلى التجنيد الإجباري، في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، ودفع هذا الفشل الحوثيين إلى محاولة استمالة شيوخ القبائل ودفع الأموال لهم للحشد وإمداد جبهات القتال بالمقاتلين.
إلا أن هذه المساعي هي الأخرى لم تنفع الحوثيين، الذين لجأوا إلى التغرير بالأطفال والزج بهم إلى محارق الموت، ومؤخرا إلى محاولات تجنيد النساء في محافظة ذمار.
وفى السياق قتل قياديان من مليشيا الحوثي في معارك مع الجيش اليمني، بمحافظة الجوف، شمالي البلاد. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية “سبتمرنت” عن العميد هادي حمران، قائد لواء الحسم بالجوف، مقتل 7 عناصر من المليشيا الحوثية في معارك مع الجيش الوطني بمديرية “برط العنان”، بينهم قياديان ميدانيان.
وكشف المصدر أن القياديين يدعيان “عيسى القحوم” و”علي محسن القحوم”، بالإضافة إلى إصابة آخرين.
وتمكنت قوات الجيش الوطني، خلال المعارك، من تحرير عدد من السلاسل الجبلية، على رأسها “جبال برم” و”رأس الخور ساهر” و”جبل القاهرة” المطل على خط برم، في برط العنان.
وساندت مقاتلات التحالف تقدم الجيش الوطني في برط العنان، بعدد من الغارات استهدفت تعزيزات للانقلابيين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير دوريات تابعة لهم.
وفي محافظة البيضاء، وسط البلاد، قتل 10 من مليشيا الحوثي بغارات لمقاتلات التحالف، استهدفت تجمعات وآليات عسكرية لهم في مديرية الملاجم.