دولية

ضبط أموال إيرانية تستهدف الاستيلاء على صناديق الانتخابات العراقية

بغداد – وكالات

كشفت الانتخابات العراقية حجم التدخل الايراني لدعم مليشياتها الطائفية داخل العراق، في الوقت الذي ضبطت فيه أجهزة أمنية عراقية كميات كبيرة من الدولارات، وملصقات دعاية انتخابية داخل صناديق كرتونية، كانت مهربة من طهران إلى بغداد لدعم ائتلاف مليشيا الفتح.

وقد تمدد الدور الإيراني التخريبي في العراق عقب توقيع الاتفاق النووي وإفراج الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق أوباما عن أموال إيرانية مجمدة ، مما شجع نظام الملالي على تمويل الجماعات الارهابية الطائفية الموالية له، لتفجير الاستقرار في العديد من الدول العربية ومحاولة طهران السيطرة على القرار في تلك الدول.

وقال شاهد عيان (موظف في منفذ المنذرية الحدودي بمحافظة ديالي): إن تلك المبالغ النقدية الضخمة من الدولارات. كانت متجهة إلى مليشيات الحشد الشعبي وغيره من الجماعات الإرهابية الموالية لإيران للسيطرة على الخارطة الانتخابية، ومن ثم البرلمان العراقي ، وضبطت في المنفذ لحين وصول الجهات المختصة لفحصها ، وتلقيه اتصالات مكثفة للإفراج عن تلك المضبوطات، مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي بإرسال جهات أمنية للوقوف على حقيقة الأمر.ويعتبر منفذ المنذرية الحدودي من المنافذ الدولية المهمة بين العراق وإيران، وهو الأقرب إلى العاصمة بغداد، ويتمتع طريقه بأمن نسبي.

وفي السياق ذاته، اعترفت وسائل إعلام إيرانية بمدى تدخل نظام الملالي في الشأن العراقي وسعيه للسيطرة على الانتخابات البرلمانية العراقية لصالح أطراف تابعة له، حيث نشرت صورا تكشف عن انتشار واسع للدعاية الانتخابية الخاصة بقوائم أحزاب طائفية عراقية داخل شوارع مدن ومحافظات إيران المختلفة، خاصة بمدينة قم الواقعة شمال البلاد، والتي تعد معقلا للحوزات الدينية .

وتنطلق الانتخابات البرلمانية في العراق اليوم ، فيما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي: إنه لن يترشح لرئاسة الحكومة المقبلة، “إذا كانت مبنية على أساس المحاصصة الطائفية”. ويتنافس في الانتخابات 7376 مرشحاً يمثلون 320 حزباً وائتلافاً وقائمة للحصول على 328 مقعداً في البرلمان العراقي المقبل، والذي سيتولى انتخاب رئيسي الوزراء والجمهورية.

وقال العبادي في مقابلة للتلفزيزن الحكومي: “أجبرتُ على خوض الانتخابات البرلمانية الحالية، وأنا على المستوى الشخصي لا أرغب بالترشيح لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة”، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول، معللا رغبته بالقول: “أطمح للخروج من الحكومة وأنا في قمة إنجازاتي ونجاحي، وأضرب مثلاً للآخرين أنني لا أريد هذه السلطة، لهذا بقيت رافضاً الدخول في الانتخابات الحالية إلى آخر وقت”، مضيفا:”سأكون سعيداً حال عدم دخولي في الحكومة المقبلة، وإذا أراد الشركاء في العملية السياسية تشكيل حكومة محاصصة مثل السابق لن أكون مشاركاً فيها ؛ لأن ذلك سيعيدنا إلى المربع الأول من المحاصصة والامتيازات وتوزيع المناصب فيما بينهم .

والانتخابات البرلمانية العراقية 2018 هي الأولى التي تجري في البلاد بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.

وقد طبقت الحملات الدعائية في العراق مرحلة الصمت الانتخابي أمس قبيل 24 ساعة من بدء الاقتراع العام. ودعا عضو مجلس المفوضين والناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات كريم التميمي الأحزاب السياسية والمرشحين إلى التزام “الصمت الإعلامي” الذي حددته المفوضية وفقاً لنظام الحملات الانتخابية ، متوعدا باتخاذ إجراءات رادعة بحق من يخالف النظام من الأحزاب والمرشحين وفق القانون، وتطبيق عقوبات قد تصل إلى سحب المصادقة من الحزب أو المرشح وحرمانه من المشاركة في الانتخابات أو إلغاء نتائجه في التصويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *