مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
صرّح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أنه انطلاقاً من مكانة الحرمين الشريفين وعناية الدولة “رعاها الله” بهما وبقاصديهما، وما تجده الرئاسة من لدنهم “رعاهم الله” من جليل الرعاية وكبير الدعم والاهتمام.
فقد حرصت الرئاسة على الاستعداد المبكر لموسم شهر رمضان المبارك بخطة تم إعدادها مسبقاً، ابتدأت من يوم الثلاثاء الموافق 15 /8 /1439هـ وتنتهي يوم الجمعة الموافق 15 /10 /1439هـ, وتناولت عددا من المحاور هي : المحور الخدمي, والإداري , والتوجيهي الإرشادي, والعلمي الفكري, والهندسي الفني, والمالي, والإعلامي, ومحور العلاقات العامة.
ويتم تنفيذ تلك المحاور بالحرمين الشريفين لتطوير العمل وتحسين مستوى الأداء وتأهيل الموارد البشرية والاستثمار في إنسان الرئاسة، وموظفيها المميزين ومنسوبيها المؤهلين المفعمين بالنشاط والحيوية والتفاعل والإيجابية لتحلق بالإدارات إلى سماء التميز والإبداع في تناغم وتعاون وتكاتف بما يحقق مصلحة العمل وعلى مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، في المطاف والمسعى والسطح والقبو وتوسعة الملك فهد “رحمه الله” والتوسعة السعودية الثالثة “الشمالية” وسائر أدوار الحرم وساحاته، وذلك لإبراز الجهود والانجازات التي تقدمها الدولة “رعاها الله”، بالحرمين الشريفين وعنايتهما بقاصديهما، وتحقق منهج هذه البلاد المباركة في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية على ضوء التوجيهات السديدة والتطلعات الأكيدة للقيادة الرشيدة “حفظه الله” وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة مكة المكرمة وسمو أمير المدينة المنورة وسمو نائبيهما “حفظهما الله”، والتزام ثوابتها ومواكبة لرؤيتها المستقبلية “2030”، وبرنامج التحول الوطني “2020”
مشيراً معاليه إلى أنّ خطة الرئاسة خلال موسم شهر رمضان لهذا العام تعمل على تحقيق عدد من الأهداف, تشمل مساعدة المعتمرين والزوار على تأدية مناسكهم بكل سكينة وهدوء, مع الحرص على تنفيذ خطتها المعدة دون عوائق تُذكر، وأن تكون إمكاناتها متاحةً لجميع قاصدي الحرمين الشريفين من الزوار والعمار والمصلين مع الحرص على توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة, وتهيئة جميع المرافق والإمكانات, والتأكد من جاهزيتها على الوجه الذي يتطلع إليه ولاة الأمر “حفظهم الله” مبيناً أن ذلك يتم بمشاركة وتنسيق الإدارات الحكومية والأمنية ذات العلاقة، وفي مقدمتها إمارة منطقة مكة المكرمة, وإمارة منطقة المدينة المنورة.
وقد أكَّد معاليه على توافُّر عدد من الخدمات المهمة التي تقدمها الإدارات العامة منها: خدمة التوجيه والإرشاد التي تعنى بتوعية العمار والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح ومنها: إقامة حلقات للدروس يلقيها عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء والمدرسين, وكذلك توزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية, وترجمة خطب الجمعة في الحرمين الشريفين لعدد من اللغات, وتنظيم وترتيب الزيارة الشرعية والسلام على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه، رضي الله عنهما، وتنظيم دخول النساء إلى الروضة الشريفة والصلاة فيها دون اختلاط بالرجال, بواقع ثلاث مرات في اليوم والليلة.
وأوضح معاليه بأنَّ الإدارات المختصة تقوم بتوفير الخدمات ؛ عدد الأبواب والسلالم خلال موسم رمضان المبارك (210) أبواب بالمسجد الحرام و (100) باب بالمسجد النبوي، و (28) عدد السلالم الكهربائية بالمسجد الحرام، و(4) سلالم كهربائية بالمسجد النبوي، و عدد المداخل المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة (38) ، وعدد المداخل المخصصة لدخول النساء (7) ، وعدد الجسور (7) , وعدد العبارات (7) , ومدخل واحد مخصص لدخول الجنائز , وبما يخص سقيا زمزم، يوجد عدد من المشربيات الرخامية ، بلغ عددها (660) مشربية بالمسجد الحرام، و(60) مشربية بالمسجد النبوي , وعدد الترامس (25,000) ترمس بالمسجد الحرام , و(23,000 ) ترمس بالمسجد النبوي , وعدد الخزانات الأستان أستيل (352) خزانا، وعدد (10,000) عربة عادية, وعدد (700) عربة كهربائية.
كما تقوم أيضاً بترجمة الخطب إلى لغة الإشارة للإخوة الصُّم, وتهيئة الفرش وعربات القولف الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار, وتنظيم دخول وخروج المصلين, والقضاء على المخالفات, وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها, وكل ما يساعد قاصدي الحرمين الشريفين على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
واستطرد معاليه بشأن جاهزية الخدمات الفنية والإدارات المختصة بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة الفنية من الإنارة, والتكييف والتهوية, وأنظمة الصوت والتحكم والكاميرات, وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية, والمباني, واستعداد المكتبات في الحرمين الشريفين للباحثين وطلاب العلم من قاصدي الحرمين الشريفين.
كما يسهم كلٌّ من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين الشريفين ومعرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي في التعريف بجهود الدولة ” أعزها الله” وما تبذله بسخاء لأداء النسك و الزيارة بيسر وطمأنينة, وتقديم رسالة الحرمين الشريفين الدينية والتوعوية و التثقيفية بصورة عصرية.
وبيّن معاليه، أنه يقوم على تنفيذ هذه الخطة في الحرمين الشريفين خلال موسم شهر رمضان لعام 1439هـ أكثر من (عشرة آلاف) من القوى البشرية من موظفين وموظفات من المؤهلين علمياً وعملياً للمراقبة ومتابعة سير العمل وبالإضافة إلى عمال وعاملات النظافة.
وفيما يتعلق بمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف أوضح معاليه أنَّه بلغ عدد الطائفين في جميع أدوار الحرم إلى (107) آلاف طائف في الساعة.
وسيكون الدخول لصحن المطاف من باب الملك عبدالعزيز خلال شهر رمضان المبارك، ومن الجهة الغربية للمسجد الحرام من الدور الأرضي لتوسعة الملك فهد ” رحمه الله” ومن الجهة الشرقية من خلال باب السلام بقبو المسعى، وأبواب المسعى الأرضي وذلك تيسيراً لدخول وخروج قاصدي الحرم المكي الشريف، مشيراً إلى أنه سيتم الاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة (التوسعة الشمالية) بنسبة 80 % حيث سيكون جميعها مصليات, واستغلال كافة الساحات المحيطة حول الحرمين بنسبة 100% .
كما سيتم إتاحة الطواف للطائفين ، وإفساح كل المساحات للمعتمرين والزائرين وتخصيص القبو للمعتكفين بناءً على توجيه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة.
كما أيضاً تتم الاستفادة من تكييف الدور الأول في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف توسعة الملك فهد، وتكييف القبو للمرحلة الثانية بالتوسعة السعودية الأولى، ابتداءً من قبو باب الملك عبد العزيز إلى منتصف المنطقة الواقعة أمام قبو توسعة الملك فهد , وأيضاً تكييف الدور الأرضي في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف التوسعة الملك فهد, الاستفادة من جسر الراقوبة المؤدي إلى المسعى (المروة) الدور الثاني من وإلى الساحات , وتكييف مشروع المطاف للدور الأرضي و الدور الأول و دور القبو , وتجهيز عدد (600) مروحة تلطيف هواء في المسجد الحرام وساحاته عدد (4500) مراوح في أروقة مبنى المطاف و(250) مظلة بساحات المسجد النبوي , وعدد (52,499) سجاد بالحرم المكي والمدني.
وفيما يتعلق بدورات المياه فقد تم تجهيز أكثر من( 8441 ألف) وحدة من وحدات دورات المياه، وأكثر من( 6000 آلاف) ميضأة موزعة في ساحات المسجد الحرام و ساحات المسجد النبوي, وغيرها من الخدمات التي يحتاجها كل حاج وزائر للحرمين الشريفين.
وأيضا تم تجهيز جميع خطوط التغذية الكهربائية التبادلية للنظام الصوتي الأساسي والاحتياطي وبذلك يكون النظام الصوتي بإذن الله مؤمناً تأميناً كاملاً لاستمرار التيار الكهربائي دون انقطاع.
كما يتم تكثيف أعداد المباخر في أروقة الحرمين الشريفين وممراتهما لاستقبال الزوار والمصلين خلال شهر رمضان المبارك وترتيب مواعيد تبخير يومياً خلال صلاة العشاء والتراويح وقبل صلاة التهجد من خلال موظفيها ليتهيأ بذلك تطييب الحرمين الشريفين، وتقوم بتجهيز المباخر الخاصة بالتبخير والتي يتم من خلالها استخدام أجود أنواع البخور وأجود أنواع الفحم “القرض” الذي يحتفظ بوهجه وحرارته دون شرار ولا رائحه، وأن المباخر المستخدمة من النوع الكولندي النحاسي المطلي بماء الفضة ذي الغطاء المثقّب لنفاذ الطيب منه.
كما أكد معاليه وضمن حملة خدمة “معتمرينا شرف لمنسوبينا” المنبثقة من برنامج “كيف نكون قدوة” على أهمية تعظيم المسجد الحرام والمسجد النبوي وأن تعظيمهما عقيدة وشريعة ومنهج وأصل ومبدأ ينبغي أن نفعله في أنفسنا وفي صفاتنا وأخلاقنا وأعمالنا وأن نراعي الآداب الشرعية فيه حيث أن ذلك من تعظيم شعائر الله قال تعالى: (( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ))وأهمية غرس ثقافة التعظيم فالحرمين الشريفين في نفوس العاملين فيهما وقاصديهما من الحجاج والعمار والزوار وأن تكون البيئة العاملة في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي هي بيئة مميزة متعاونة ومتكاتفة وإيجابية متفاعله.
وبين معاليه أن برنامج تعظيم المسجد الحرام والمسجد النبوي وما يحتويه من حملات هادفة تنظمها الرئاسة وتنطلق برامجها في جميع إداراتها ويكون من صميم رسالة هذا الدين العظيم من المهام والصلاحيات الموكلة للرئاسة في أداء رسالة الحرمين الشريفين على خير وجه.
وضمن حملة (صفاً معكم جنودنا البواسل) خصصت الرئاسة سفرة إفطار في شهر رمضان المبارك في المسجد الحرام والمسجد النبوي لجنودنا البواسل , وتنظيم رحلات حج وعمرة وزيارة لأبناء شهداء الواجب, وإمداد رجال أمننا المرابطين على الحدود بوجبات إفطار وكذلك عبوات ماء زمزم المبارك , وإن الرئاسة تحرص على الإسهام في رفع الحس الوطني والأمني لدى الجميع وخاصة تجاه جنودنا البواسل حماة الوطن وتعزيز مكانة المرابطين على ثغور وحدود بلادنا المباركة, وكذلك إبراز جهود الدولة -أيدها الله- في حماية الوطن وأمنه والعناية بالمواطن وسلامته.
وفي ختام تصريح معاليه دعا الله، سبحانه، أن يجزي مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو نائبه، وسمو أمير منطقة المدينة المنورة، وسمو نائبه على ما يولونه للحرمين الشريفين من رعاية فائقة وعناية بالغة ، خير الجزاء وعظيم الأجر والمثوبة، وأن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة. إنه سميع قريب مجيب.