طهران ــ وكالات
أقر النظام الإيراني باعتقال الآلاف من ابناء الشعب وتقيد حريات مستخدمي الإنترنت، وذلك وفق ما أفصح عنه عميد الحرس الثوري الإيراني كمال هادي أنفار رئيس شرطة الإنترنت الرسمية المسماة بـ”فتا” معترفا أن السلطات اعتقلت أكثر من 70 ألف مستخدم للإنترنت العام الماضي.
وأكد أنفار قائلا: في العام الماضي، اُعتقل أكثر من 70 ألف مجرم إلكتروني وتم تقديمهم إلى السلطات القضائية، كما، تم اكتشاف أكثر من 39 ألف حالة من الجرائم الإلكترونية، وساورنا القلق حول تزايد حالات الجرائم بما يقرب من 10 أضعاف. بحسب ما نقلته (وكالة أنباء ايلنا الحكومية).
ياتي ذلك فيما تجددت المظاهرات الطلابية في ساحة جامعة إيرانية بارزة طالب خلالها المحتجون بالكشف عن مصير زملائهم المعتقلين بالسجون، على خلفية مشاركتهم باحتجاجات يناير الماضي.
ونددت المظاهرات بسياسات النظام الإيراني في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، فيما تصدت الشرطة ومليشيات الحرس الثوري والباسيج للمحتجين بالرصاص الحي، وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت عددا كبيرا من النشطاء والطلاب.
وذكرت كالة “خبر أونلاين” الإيرانية، أن تلك الوقفة الاحتجاجية امتدت على مدار يومين في ساحة جامعة “طباطبائي”، حيث رفع المتظاهرون شعارات من قبيل “الطالب الجامعي ليس مجرما”، و”لا مكان للأجهزة الأمنية داخل الجامعة”.
كما هتفوا بشعارات رافضة للقرارات القضائية بحق بعض الطلبة الجامعيين ممن اُعتقلوا خلال فترة الاحتجاجات، التي استمرت حتى منتصف شهر يناير الماضي، إضافة إلى إصدار أحكام مغلظة بالسجن بحقهم.
من جانبهم، أكد المحتجون، في بيان صدر خلال المظاهرات، على رفض ممارسات السلطات الإيرانية داخل الجامعات، على خلفية الأحكام القضائية والمحاكمات بحق طلبة جامعيين.
وفي منتصف مارس الماضي، قضت محكمة الثورة بطهران بالسجن، بحق 3 من الطلاب الجامعيين، بزعم التحريض والدعاية ضد النظام، وتلقي دعم من جهات خارجية لاستهداف الأمن القومي، في ذريعة طالما استخدمتها إيران لقمع معارضيها.
كما أحالت السلطات الأمنية الإيرانية، مؤخرا، نحو 50 طالبا من الجامعات في طهران، إلى الأجهزة القضائية لمحاكمتهم
غير أن سياسة القمع التي تعتمدها طهران لإلجام أفواه المحتجين لم تأت أكلها على ما يبدو، وسط حالة الغليان المطبقة على الشارع الإيراني عموما، والطلبة بشكل خاص.
فالاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد النظام الإيراني، مطلع يناير الماضي أثبتت مدى قوة الحركة الطلابية في مواجهة القبضة الأمنية السائدة في البلاد، وقدرتها على حشد المحتجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة بكثافة في المسيرات التي اندلعت شرارتها من العاصمة طهران، وثاني كبرى المدن الإيرانية مشهد.