دمشق ــ رويترز
أدى إنذار خاطئ إلى إطلاق صواريخ أنظمة الدفاع السورية، وصفارات الإنذار ليلا، فيما لم يكن هناك أي هجوم خارجي جديد على سورية.
وأقر النظام السوري بالأمر بعد ساعات من إعلان “إسقاط” صواريخ “اخترقت الأجواء السورية” في حمص.
وتذرع قائد في قوات موالية لنظام الأسد في حوار مع وكالة رويترز، بأن إطلاق صواريخ الدفاعات السورية، وقع إثر خلل فني ناجم عن “هجوم إلكتروني مشترك من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد نظام الرادار السوري”.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد أفادت نقلا عن مصدر عسكري، بأن الدفاعات الجوية تصدت لـ”عدوان” خارجي استهدف قاعدة الشعيرات.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لمليشيا حزب الله، في بداية الأمر، أن ستة صواريخ أطلقت باتجاه القاعدة الجوية في حمص، فيما استهدفت ثلاثة أخرى مطار الضمير العسكري قرب دمشق.
إلى ذلك نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أمس الثلاثاء، علاقتها بالصواريخ التي استهدفت مدينة حمص السورية.
وقال المتحدث باسم البنتاجون إريك باهون، ردا على سؤال حول تقارير عن هجوم على مدينة حمص السورية: إنه “لا يوجد نشاط عسكري أمريكي في تلك المنطقة في هذا الوقت”، وتابع: “ليست لدينا تفاصيل أخرى يمكن ذكرها”.
فيما توعدت فرنسا النظام السوري، بشن ضربات جديدة ضده حال قيامه بهجمات كيماوية ضد المدنيين؛ كما حدث في دوما مؤخراً.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن “كل المؤشرات تحمل على الاعتقاد” بأن سوريا لم تعد قادرة على صنع أسلحة كيماوية، لكن في حال استخدمت مثل هذه الأسلحة مرة جديدة، فلن تتردد فرنسا وحلفاؤها في توجيه ضربات جديدة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعرب لودريان عن أمله أن تمهد الغارات الجوية- التي نفذها الطيران الأمريكي والفرنسي والبريطاني، السبت الماضي، على مواقع تابعة للنظام السوري، ردا على الهجوم الكيماوي، الذي ضرب مدينة دوما قرب دمشق- لحلحلة عملية التسوية السياسية المتعثرة حاليا للنزاع السوري برعاية الأمم المتحدة
لودريان أوضح في معرض رده على سؤال خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة “فرانس إينفو”، أنه “في أغسطس 2013 تعهد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتدمير مجمل ترسانته الكيماوية (…) لكن يتبين أنه لم يدمر كل ما لديه”.
وتابع: “يظهر جليا لبشار الأسد أنه لو حصل أن اجتاز هذا الخط الأحمر مرة جديدة، فإن الرد سيكون بالطبع مماثلا”.
وأكد لودريان، أن “المسألة هي مسألة السلاح الكيماوي. لم نعلن الحرب على بشار الأسد أو حلفائه. كل ما قمنا به هو التحرك بحيث لم يعد السلاح الكيماوي مستخدما، ولا يضاف هوله إلى محنة الشعب السوري”.
بدوره دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمام البرلمان الأوروبي، ، عن الضربات العسكرية الأميركية والفرنسية والبريطانية على مواقع تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن الدول الثلاث “تدخلت حفاظا على شرف الأسرة الدولية”.
وقال ماكرون مخاطبا النواب الأوروبيين في ستراسبورغ بشرق فرنسا: “دعونا نضع مبادئنا نصب عيوننا ونتساءل أي طريق نريد أن نسلك، هذه الضربات لا تحل شيئا، لكنها تضع حدا لنظام اعتدنا عليه”.
واستشهد ماكرون بأولئك الذين كانوا يغضبون في كل مرة بسبب صور الأطفال والنساء الذين قتلوا بسبب هجوم بالكلور يقع في سوريا
وتساءل، “هل نجلس مرة أخرى، هل ندافع عن حقوق الإنسان بالقول: الحقوق لنا والمباديء لنا، أما الواقع فلغيرنا؟ لا ، لا!”.
وردا على مداخلات بعض النواب بشأن سوريا، قال ماكرون: إن واشنطن ولندن وباريس نفذت ضربات فجر السبت “؛ حفاظا على شرف الأسرة الدولية، في إطار مشروع متعدد الأطراف ومحدد الأهداف، بدون وقوع أي ضحايا”، بهدف “تدمير 3 مواقع لإنتاج وتحويل الأسلحة الكيميائية”.