متابعات

ترحيب واسع بزيارة ولي العهد إلى باريس.. المملكة وفرنسا.. شراكة راسخة ومتينة واستثنائية

جدة – البلاد
يشهد قصر الإليزيه، خلال الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- حفظه الله- إلى فرنسا، أحد أهم ملامح العمل المشترك بين الرياض وباريس؛ حيث تعتبر الزيارة محطة مهمة في علاقات البلدين المبنية على المصالح المشتركة والصداقة التاريخية.
فمنذ إعلان باريس عن الزيارة، رحبت الأوساط الفرنسية ووسائل الإعلام بها، مؤكدة على عمق علاقات البلدين، وتطلعهما إلى تعزيز تعاونهما الثنائي، وتطوير شراكتهما والاتفاق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتعد الزيارة الكريمة ذات دلالات مهمة جداً؛ إذ تستقبل فرنسا رسمياً الأمير محمد بن سلمان في باريس للمرة الثانية، حيث سبق وزارها عندما كان ولياً لولي العهد، وتناولت مباحثاته مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند (آنذاك) سبل تعزيز العمل المشترك لمواجهة الوضع في المنطقة، وتعميق التعاون الاستراتيجي الثنائي بشكل خاص، بجانب التعرض لكيفية تنفيذ اتفاقيات اللجنة المشتركة، التي طرحت إبان زيارة الرئيس هولاند للرياض.
كما التقى سمو ولي العهد بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إبان زيارته للرياض في نوفمبر من العام الماضي، حيث بحثا مواصلة تطوير التعاون الثنائي ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، والجهود المبذولة؛ من أجل أمن واستقرار المنطقة ، بما فيها التنسيق المشترك تجاه مكافحة الإرهاب .

تاريخ العلاقات:
علاقة المملكة العربية السعودية، بالجمهورية الفرنسية علاقات تاريخية؛ حيث كانت فرنسا سباقة بالاعتراف بحكم جلالة الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) في عام 1926م، وأرسلت فرنسا قنصلاً مكلفاً بالأعمال الفرنسية لدى المملكة عام 1929م، ثم عٌقدت معاهدة “الجزيرة” بين مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، وبين الجمهورية الفرنسية عام 1931م. وعقب تأسيس المملكة عام 1932م، كانت فرنسا من أوائل الدول، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع المملكة، وأنشأت أول بعثة دبلوماسية في مدينة جدة عام 1936م.
ولقد دخلت العلاقات السعودية الفرنسية مرحلة جديدة متميزة ومستمرة إلى الآن، عقب الزيارة التاريخية لجلالة الملك فيصل (يرحمه الله) إلى فرنسا عام 1967م، والمحادثات المكثفة التي أجراها مع الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول، والتي نجم عنها ترسيخ العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل والتعاون في كافة المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين السعودي والفرنسي، ثم تعززت العلاقات بين البلدين لاحقاً، وزادت من متانتها العلاقات المميزة التي ربطت بين الملك فهد (يرحمه الله)، ثم الملك عبدالله (يرحمه الله) مع رؤساء فرنسا السابقين، الرئيس فرانسوا ميتران (1981-1995م)، والرئيس جاك شيراك (1995-2007م)، والرئيس نيكولا ساركوزي (2007-2012م)، ثم مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند.
كما قام العديد من ملوك المملكة بزيارة إلى فرنسا، وبادلهم الرؤساء الفرنسيون الزيارات ذاتها. وارتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وثقافية؛ حيث تمثل فرنسا المستثمر الثالث في السعودية. كما نظم البلدان معارض متبادلة، حيث افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان أميرا للرياض ، معرض المملكة بين الأمس واليوم في عام 1986.
ومن الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما التي أسهمت في تطور العلاقات بين المملكة وفرنسا، كانت زيارة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ لفرنسا عندما كان وليا للعهد في شهر رجب من عام 1395هـ ، والتي مثلت خطوة مهمة في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية؛ حيث قام ـ يرحمه الله ـ ورئيس وزراء فرنسا آنذاك جاك شيراك بتوقيع اتفاقية عامة للتعاون الاقتصادي؛ بهدف تنمية ودعم التعاون بين البلدين في المجالات الصناعية والزراعية والتقنية، وإنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لتطوير ذلك التعاون ووضعه موضع التنفيذ .
وفي عام 1397هـ زار الرئيس الفرنسي الأسبق فاليرى جيسكار ديستان المملكة ،وهي أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي للمملكة ، وقام بزيارة مماثلة للمملكة في العام 1400هـ .
كما قام الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ بزيارتين إلى فرنسا، الأولى عام 1398هـ، والثانية في عام 1401هـ .
وجاءت الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، إلى فرنسا عام 1401هـ عندما كان ـ رحمه الله ـ وليا للعهد، إيذانا ببدء مرحلة جديدة من التعاون بين المملكة العربية السعودية، وفرنسا .
وعلى إثر ذلك قام الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة عام 1401هـ .
وفي عام 1404هـ قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ بزيارة رسمية إلى فرنسا، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي ميتران، وكانت وجهات نظر الجانبين متطابقة في المسائل التي بحثها الزعيمان .
كما قام الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ بزيارة رسمية لفرنسا عام 1407هـ؛ تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران .
وفي عام 1405 هـ قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ عندما كان وليا للعهد بزيارة فرنسا ، وتركزت المباحثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي حول العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط .
وفي عام 1411هـ قام فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة .

علاقات راسخة واستثنائية:
وتعد زيارة فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمملكة العربية السعودية في عام 1417هـ خطوة أخرى على طريق ترسيخ العلاقات، وتوطيدها بين البلدين .
وفي عام 1419 هـ قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ عندما كان وليا للعهد بزيارة رسمية إلى فرنسا، استقبله خلالها فخامة الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط، ومسيرة السلام .
وفي عام 1420هـ قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ـ يرحمه الله ـ بزيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية؛ تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك .
وفي 28 شعبان 1422هـ قام فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك بزيارة للمملكة.
وفي كلمة له أمام مجلس الشورى خلال زيارته للمملكة عام 2006 م ، وصف فخامة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك العلاقات بين المملكة وفرنسا، بأنها استثنائية ووثيقة ومتينة وتتعزز على مر السنين ، معيدا إلى الأذهان الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ إلى فرنسا في (1967) وزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ إلى باريس في أبريل عام 2005 م عندما كان ولياً للعهد، مبيناً أن تلك الزيارة أكدت على تواصل الشراكة الاستراتيجية، التي أبرمها الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ في عام 1996م .
من جهته، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ـ يرحمه الله ـ في اللقاء الصحفي، الذي عقده سموه في الرياض مع ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية المرافقين، لفخامة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك في زيارته للمملكة في شهر مارس 2006م، أن المملكة وفرنسا تركزان على السلام والاستقرار؛ إقليمياً ودولياً، وعلى استعمال الدبلوماسية لحل النزاعات مبيناً سموه أن البلدين قررا التعاون مع بعضهما البعض؛ سعيا لأفضل السبل للتأثير إيجابيا على القضايا التي تواجه المنطقة .

اتفاقيات متعددة وتعاون أمني:
قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حينما كان وليا للعهد وزيراً للدفاع- في ذي القعدة 1435ه الموافق سبتمبر 2014 م بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية؛ تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية. وقد أكد البيان المشترك الصادر عن الزيارة على أهمية المضي في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وفرنسا، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، كما أعرب الجانبان عن نجاح معرض الحج في معهد العالم العربي الذي افتتحه رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند في 21 جمادى الآخرة 1435 ه، الموافق 22 أبريل 2014 م، واتفقا على تعزيز التعاون بينهما في المجال الثقافي والفني، بما في ذلك تنظيم المناسبات الثقافية في كلا البلدين.
وفي عام 1429ه قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة للمملكة التقى خلالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – ووقع خلال الزيارة اتفاقية تعاون مشترك، بشأن المشاورات السياسية الثنائية بين وزارة الخارجية في البلدين، كما جرى توقيع اتفاقية في مجال التدريب المهني والتعليم التقني، كما تم توقيع اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتوقيع اتفاقية تعاون في مجال الطاقة والتعاون الثنائي في مجال البترول والغاز. ويرتكز التعاون الأمني والعسكري بين المملكة وفرنسا على الاتصالات الوثيقة بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح لتعزيز الأمن الداخلي للمملكة ودفاعها عن مقدساتها وأراضيها والحق والعدل والسلم فى العالم. وتبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين في البلدين تقارب وجهات النظر السياسية، وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بينهما. ويتمثل التعاون في هذا المجال في التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة. وفي عام 1429ه وقعت المملكة وفرنسا اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع.

العلاقات الاقتصادية:
تعد فرنسا شريكاً رئيساً حيث احتلت خلال عام 2012 م المرتبة الثامنة من بين أكبر 10 دول مصدرة للمملكة، كما احتلت المرتبة 15 من بين الدول التي تصدر لها المملكة فقد تضاعف حجم التبادلات التجارية بين البلدين، لتصل إلى أكثر من 10 مليارات يورو في العام 2014م بزيادة 10% مقارنة بعام 2013م .
وتمثل فرنسا المستثمر الثالث في المملكة، وتصل قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 15.3 مليار دولار أمريكي، في حين بلغت قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا 900 مليون يورو .
ويعادل الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا 3 % من قيمة الاستثمار المباشر الأجنبي السعودي في العالم، و30 % من الاستثمار المباشر الأجنبي لدول مجلس التعاون في فرنسا .
وفي أبريل 2013م منحت الهيئة العامة للاستثمار تراخيص جديدة لعدد من الشركات الفرنسية لتأسيس مشروعات استثمارية داخل المملكة في قطاعات ومجالات مختلفة .
وجمهورية فرنسا من الدول المستهدفة في خطة الهيئة العامة للاستثمار الترويجية، وتحتل المرتبة الثالثة عالميا، من حيث رصيد التدفقات الاستثمارية، التي استقطبتها المملكة بإجمالي استثمارات تتجاوز 15 مليار دولار موزعة على 70 شركة فرنسية، تستثمر حاليا في المملكة .
ومنتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي الأول، يعد أكبر تجمع اقتصادي سعودي – فرنسي يهتم بالشؤون الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، ويشارك فيه مجموعة من كبار المسؤولين في البلدين، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين ورجال الأعمال وكبار مسؤولي الشركات، ويتناول فيه الجانبان تعزيز التعاون في عدد من القطاعات المهمة من خلال جلسات عامة ومتخصصة تتناول الاقتصاد السعودي وقطاعات المال والصحة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة ” النفط ، والغاز ، والبتر وكيماويات ، والنقل ، والتنمية الحضرية ، والصحة ، والمياه والكهرباء، والصناعات الزراعية والبنية التحتية الصناعية .
كما توفر خطة “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” آفاقًا جديدة للمنشآت الفرنسية، لا سيّما في مجالات المدن المستدامة، وإدارة الموارد، والصحة والتدريب، والطاقات، والسياحة، والاستثمار. ولكي يستقطب العرض الفرنسي اهتمام المملكة، يجب أن يستوفي المعايير الثلاثة المطبّقة في الترتيبات الاقتصادية الجديدة التي تسعى إلى تنفيذها في إطار خطة “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” وهي نقل التكنولوجيا وسعودة الوظائف والتدريب.
وفي 29 ذي الحجة 1436 هـ الموافق 13 أكتوبر 2015 م أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، أن هناك تطابقا في الرؤى بين المملكة وفرنسا في جميع الموضوعات التي تهم البلدين، و أكد معالي الأستاذ الجبير، أن هناك علاقات تجارية كبيرة وضخمة، يسعى الجانبان لتعزيزها وتوسيعها بشكل أكبر، وكان المنتدى الذي عقد في الرياض من أجل إيجاد فرص للمستثمرين بين البلدين، أحد الوسائل لتعزيز وتكثيف العلاقات التجارية القوية .
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس : (نحن على توافق مع أصدقائنا السعوديين فيما يتعلق بالمسائل الإقليمية)، مرجعاً أسباب الاتفاق في التوجهات بين البلدين وجدية التعاون السياسي والاقتصادي، إلى الشراكة الحقيقية، والفاعلة .
وأكد فابيوس، أن اللجنة السعودية الفرنسية المشتركة تجتمع كل 6 أشهر، وتقوم حتى الآن بعمل ممتاز، لافتاً النظر إلى نيتهم في الإعلان عن نتائج عمل اللجنة منذ تأسيسها في بيان أو نصٍّ توضيحي، مشيراً إلى لقاءات رجال الأعمال السعوديين، ونظرائهم من الجانب الفرنسي، معبراً عن تفاؤله بنتائج هذه اللقاءات، التي ستعود بالنفع على البلدين من الناحية الاقتصادية، لاسيما وأن الفرنسيين يريدون بشدة تطوير العلاقات الاقتصادية أكثر مع المملكة

التعاون الثقافي والعلمي والتقني:
في مطلع شعبان 1431هـ الموافق 13 يوليو 2010م، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية – يرحمه الله – ونظيره الفرنسي بيرنار كوشنير معرض (روائع آثار المملكة) في متحف اللوفر، الذي استمر شهرين، وعبر الأمير سعود الفيصل في كلمة له حينها، عن سروره بتدشين المعرض السعودي ( روائع آثار المملكة عبر العصور ) في متحف اللوفر مع وزير خارجية فرنسا بيرنار كوشنير .
وفي 26 جمادى الأولى 1433هـ الموافق 18 ابريل 2012م أقيمت فعاليات الأيام الثقافية السعودية في مقر اليونيسكو بباريس، التي تحكي سيرة المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـــ تغمده الله بواسع رحمته ــ ـوالنهضة الثقافية والعلمية التي تطورت في المملكة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن .
يتمحوّر التعاون الفرنسي مع السعودية حول ثلاثة محاور وهي:التعليم الجامعي والمهني-التعليم في مجال الصحة -تحسين الحوكمة تمهيدًا لإرساء سيادة القانون تدريجيًا والتعاون في المجال التعليمي واللغوي والثقافي.
وأضحى القطاع التعليمي في فرنسا يستقطب المزيد من الطلاب السعوديين في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يمول ابتعاث مائة وثلاثين ألف طالب إلى الخارج، أما في مجال الصحة ، فقد أتاح برنامج لتدريب الأطباء المتخصصين، يستند إلى اتفاق حكومي وقّع في عام 2011، استقبال بضع مئات من الأطباء منذ عام 2006. ويجري اختيار خمسين طبيبًا كل عام ليتابعوا برنامج تدريب لغوي لمدة سنة قبل انضمامهم إلى المراكز الطبية الجامعية الفرنسية، وتمثل الطبيبات السعوديات؛ زهاء ثلث هؤلاء الأطباء.
وفي مجال البحوث، أُبرم اتفاق تعاون علمي بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمركز الوطني للبحوث العلمية في عام 2016 ، وتمخّض بالفعل عن هذا الاتفاق إقامة برامج تعاون رفيعة المستوى. وأُقيمت بين 21 و24 نوفمبر 2016 ندوةً في الرياض، جمعت زهاء أربعين باحثا من البلدين.

تعليم اللغة الفرنسية:
تضطلع ثلاث مدارس بتدريس اللغة الفرنسية في المملكة العربية السعودية، مدرسة في الرياض تابعة لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج ومدرستان في جدّة والخُبر تابعتان للبعثة الفرنسية، وتضمّ هذه المدارس ما يقارب 3200 تلميذ.
وأنشئ فرع الأليانس فرانسيز في السعودية في أكتوبر 2010 من أجل تأطير نشاط مراكز تعليم اللغة الفرنسية الثلاثة القائمة في المملكة في الرياض وجدة والخُبَر. وصنّفت السلطات السعودية الأليانس فرانسيز مركزًا ثقافيًا في عام 2016، ومُذّاك بات بإمكانها تنظيم فعاليات ثقافية.
ويُتاح أيضًا تعليم اللغة الفرنسية في مدارس سعودية خاصة في الرياض وجدّة، فهي تدرّس المنهاج الدراسي الفرنسي (إجراء امتحانات الشهادة الفرنسية في المدرسة الفرنسية في الرياض، أو جدّة) أو تعلّم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية (شهادة دراسة اللغة الفرنسي (DELF) أو شهادة معمّقة باللغة الفرنسية (DALF)).
أمّا في ما يخصّ التعليم الجامعي، فثمة ثلاث جامعات تضمّ أقسامًا لتدريس اللغة الفرنسية.

الإشعاع الثقافي والبعثات الفرنسية:
تسهم البرامج الثقافية المشتركة الرامية إلى صون التراث وإبرازه، ولا سيما في جدة والرياض، في تعزيز التعاون الثقافي. واستُهلّت برامج تدريب فييناير 2014 موجّهة للعاملين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، بالشراكة مع المعهد الوطني للتراث ومتحف اللوفر في فرنسا.
وتعمل سبع بعثات أثرية فرنسية على الأراضي السعودية، وتنتشر في جميع المناطق السعودية باستثناء نجران (انتقل مقر البعثة إلى شمال غرب البلاد مقابل خليج العقبة)، وتدرس المواقع الأكثر رمزيةً في البلاد على غرار المقابر النبطية في مدائن صالح ومدينة ثاج الأثرية وواحة دومة الجندل.

أهم الاتفاقيات الثنائية:
اتفاقية التعاون الثقافي والفني ( 7/7/1963م و9/11/1983م)-اتفاقية التعاون الاقتصادي (24 يوليو 1975م)-اتفاقية الإعفاء الضريبي (18 فبراير 1982م)- اتفاقية التعاون والمساعدة العسكرية (9 أكتوبر 1982م)-اتفاقية التعاون في مجال الشرطة (3 أغسطس 1985م)- اتفاقية التعاون في مجالات الشباب والرياضة (6 يناير 1987م)-اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات (26 يونيو 2002م)-اتفاقية في شأن المشاورات السياسية الثنائية ( 13 يناير 2008م)- اتفاقية للتعاون في مجال الأمن الداخلي والدفاع المدني ( 13 يناير 2008م)
– اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي (13 يناير2008م)- اتفاقية التعاون في مجال الاستخدامات النووية السلمية (11 فبراير 2011م) واتفاقية التعاون في المجال الصحي (30 ديسمبر 2013م).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *