لم يتغير شيء في المكان سوى غيابك، شعرت أن كل شيئاً باهتاً
كان قلبى فارغا من كل شيء سوى الحنين، لا مفر من الحنين.. كانت نسمات الهواء اليوم بارده جداً، لم تكن هنا لنتحدث عن مدينتنا ونتأمل سمائها الساحره
أشعر دائماً بالحنين لمدينتنا لا أتخيل يوماً أننى أستطيع أن أغادرها
شعرت أن رائحتك تملأ المكان تلك الرائحه المألوفه التي تشبه مدينتنا وتشعرنى بالدفء
تأملت الوجوه الماره لم أقرأ تعبيرات ملامحهم المتجمدة
تسائلت كيف تملأ الشوارع مئات الأشخاص وأنت لست منهم
أشعر بالإنتماء إليك مثلما ننتمي للمدن والتفاصيل والأماكن
كلمات الشاعر أمل دنقل ظلت تتردد فى ذهني..” دائماً أنتِ في المُنتصف، أنتِ بيني وبين كِتابي، وبيني وبينَ فراشي، وبيني وبينَ هدُوئي، وبيني وبينَ الكَلامْ، ذكرياتُكِ سِّجني، وصوتكِ يجلِدني، ودمي قطرةٌ بين عينيكِ ليستْ تجِفْ”..
دائماَ أنت في منتصف الأشياء تجعلنى أقفّ حائره بين الوصول إليك والتراجع
يجعلنى ذلك الشعور مجبره على قول نصف ما أردت قوله، وفعل نصف ما أنوى
لأنني لا اعرف أين بدايتي من نهايتي، أشعر أنني أنزوى فى زاويه مظلمه بقلبى لا تسع المزيد من الحزن
لا أحدٌ يعرف مدى شراسَة المعارك التي خضتها وحدى، التقينا كالغرباء كل منا يحمل بين طيات قلبه وخبايا نفسه الكثير من الحزن والذكريات، ربما جمعنا الحنين..
حنين النفس لذاتها، مقدار السكينه التي غمرت قلبي معك مازلت أحيا بها
تجعلني أقاوم أشد الليالي ظلمه، أدعي القوه وأنا أقاوم دموعي هكذا أنهي الأمور في حين أنها ظلت بداخلي ولم تنتهي..
قرأت في تعريف الأنا أنها إدراك الشَّخص لذاته أو هويّته، وأنا حينما أدركتك أدركت ذاتي وأحببتها معك، أؤمن أن التفاصيل الصغيره تحمل لنا بين طياتها الكثير من الدفء
مازالت تفاصيلك تشغلني.. لمعه عيناك، أبتسامتك، ملامحك، أؤمن أن كل شخص تميزه ملامحه بشيئا ما
كانت ملامحك نقيه، صادقه، ترتبط في ذاكرتي بصوت فيروز حينما قالت “انا كل ما بشوفك كأنّي بشوفك لأول مرة حبيبي انا كل ما تودعنا كأنّا تودّعنا لاخر مرة حبيبي”..
بالفعل كان هذا ما أشعر به نحوك، تمنيت لو أحتفظ بلحظه لقائك للأبد، أريد أن أعترف لأول مره أنني أشعر بالخوف من مواجهة الرحيل، أخشي الأيام..
هل تعرف هذا الشعور حينما تتمني أن تبقي محتفظ بلحظات الأمان لأطول وقت ممكن، وكنت أنت ذلك الأمان..
بعض الأماكن تثير في القلب العواطف والذكريات، وبعض الأشخاص تجعل للحياه معني، وكنت أنت المعني والذكرى التي لا تنتهي..