الاحواز ــ وكالات
أضرم مجهولون النار في إحدى المقاهي العربية في مدينة الأحواز، جنوبي إيران، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا، وإصابة 14 آخرين.
وحمل الأحوازيون المخابرات الإيرانية مسؤولية الجريمة، وقال شهود عيان: إن الأجهزة الأمنية طاردت عددا من الشباب المشاركين في الانتفاضة الأحوازية، وعند دخولهم في مقهى النورس، أضرمت النار في المقهى.
وأفادت وكالة “ميزان” للأنباء التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أن الحادث كان متعمدا، وأن مجهولين أضرموا النار بعد منتصف ليل الاثنين، في أحد مقاهي حي الثورة العربي في مدينة الأحواز.
وهذه الجريمة ليست الأولى، فقبل ما يقارب 3 أسابيع دهس شخص مجهول بسيارة عمالا عربا أحوازيين، كانوا يحتجون على عدم دفع رواتبهم.
وتشهد مدن الأحواز في إيران تظاهرات مستمرة منذ أيام، احتجاجا على السياسات العنصرية للنظام الإيراني، واجهها النظام بالقمع والرصاص، الأمر الذي دفع الناشطين إلى اعتماد تكتيكات جديدة للاستمرار في حراكهم الرامي إلى نيل الحرية وحقوقه القومية كعرب تقع أرضهم تحت الاحتلال الفارسي.
ويخرج الأحوازيون في تظاهرات ليلية للتقليل من خسائر الاعتقالات، وقد امتدت التظاهرات من مدينة الأحواز إلى 6 مدن أخرى، هي عبادان، ومعشور، والشبيشة، وشيبان، والحميدية، والأحواز العاصمة.
وفى سياق ذي صلة انطلق ناقوس الخطر في طهران بمجرد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تولي جون بولتون منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، لكون الرجل أحد أكبر مؤيدي المعارضة الإيرانية المتمثلة في حركة مجاهدي خلق ومجلس المقاومة الإيرانية.
ويعد بولتون أكثر حزما تجاه إيران من ترامب، حيث طالب علناً بتغيير نظام الملالي، وأشار إلى الحاجة لتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران للحد من نشاطاتها النووية، كما أصر على تمزيق اتفاق إيران النووي، لكن دعمه لحركة مجاهدي خلق المعارضة المحظورة في إيران هو ما يرعب المسؤولين في طهران.
وقال بولتون خلال التجمع إن “حصيلة استعراض سياسة الرئيس (ترامب) ينبغي أن تحسم أن ثورة الخميني في 1979 لن تدم حتى سنويتها الأربعين (2019)”. مضيفاً أن “السياسة الأمريكية المعلنة ينبغي أن تسقط نظام الملالي في طهران”.
ودائماً ما اقترح بولتون أنه على الولايات المتحدة بذل المزيد لدعم المعارضة الإيرانية، فعندما اجتاحت الاحتجاجات إيران في يناير الماضي، قال بولتون إنه إذا كانت المعارضة الإيرانية مستعدة لتلقي مساعدة من الخارج، ينبغي على الولايات المتحدة تزويدها، حسب تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
وتعد حركة مجاهدي خلق المنفية منذ سنوات أكثر مجموعات المعارضة الإيرانية تنظيماً وهي الوحيدة المسلحة، كما أن المجلس القومي للمقاومة الإيرانية التابع لها لديه عمليات ضغط قوية في واشنطن، لكن بعض المحللين يقولون إنه من الأفضل عدم استخدام الحركة لإضعاف نظام الملالي، نظراً للدعم الضعيف الذي يحظون به داخل إيران.
ويبدو أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران لا تشمل الحركة بأي شكل، حيث قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على استراتيجية إدارة ترامب إن مجاهدي خلق لا يلعبون أي دور في الخطة.
وتصاعدت التوقعات ببدء واشنطن تشديد قبضتها على طهران بالفعل بعد تعيين بولتون وترشيح مايك بومبيو، الحازم تجاه إيران أيضاً لمنصب وزير الخارجية، إضافة إلى توقع العديد من المراقبين بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي الشهر المقبل، خلال تصديق ترامب على التزام طهران ببنوده.