المديبنة المنورة ـ خالد سعيد باحكم
أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الشريعة الاسلامية جاءت بالحث على الاجتماع والائتلاف والتحذير من التفرق والاختلاف، قال تعالى:(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقال سبحانه:(إن هذه أمتكم أمة واحدة) وقال صلى الله عليه وسلمن فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، أن الله يرضى لكم ثلاثا ، وذكر منها” أن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام والسلف الكرام.
وأشاد معاليه بما من الله به على هذه البلاد المباركة، وطن الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، من اجتماع رعاتها ورعيتها على الكتابة والسنة ومنهج سلف هذه الأمة، منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمهما الله- حين تعاهد الإمامان المجددان على إعلاء صرح التوحيد وراية الشريعة،
وتتابع على ذلك النهج ولاة الأمر الميامين حتى جاء عهد المؤسس الإمام العادل والملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله وطيب ثراه- وإلى هذا العهد المبارك الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- حيث تؤكد هذه القيادة الرشيدة اعتزازها بالإسلام الحق وينص نظام الحكم على قيام الدولة على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبفضل من الله، سارت هذه البلاد على هذا المنهج القويم والصراط المستقيم جماعة واحدة، وكيانا موحدا، لم تفرقها الأهواء ولم تشتتها السبل والآراء على حد قوله سبحانه: (وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
وأضاف معاليه : نحمد الله ونشكره على ما ميز به هذه البلاد السنية، وخصها بهذا المنهج الوضاء، فلم تطأ أرضها قدم مستعمر ولا فكر متطرف وسلمت من الأحزاب الضالة والجماعات المنحرفة، التي اختطفت الإسلام وعقول بعض أبنائه، في تيارات متطرفة وتنظيمات إرهابية وجماعات مشبوهة وأحزاب غالية، وأخرى جافية، قد جانبها الوسطية والاعتدال وعاشت ما بين الغلو والانحلال. اتخذت العنف طريقا وأراقت الدماء سبيلا تجتزي النصوص وتأول المنقول وتخالف المعقول وتنتقي الفتاوى وتتبع الرخص وتأخذ بالمتشابه وتطعن في المحكمات وتتساهل بالقطعيات وتعبث بالمسلمات في انسياق وراء شعارات سياسية، أو نظرات حزبية أو نعرات طائفية، أو فتاوى تحريضية.
وحذر الرئيس العام ، الشباب من هذه الجماعات والأحزاب وقنوات التضليل والتحريض والفتنة ومواقع ومعرفات الشائعات المغرضة والافتراءات الكاذبة والتشويش والإثارة والبلبلة، التي تهدم ولا تبني، وتفرق ولا تجمع وتدمر ولا تعمر وتبيد ولا تشيد، مشددا أننا في المملكة العربية السعودية جماعة واحدة، لا جماعات وكيان واحد لا كيانات، على نهج الدعوة الإصلاحية التجديدية على ضوء الكتاب والسنة، إمامها سلمان بن عبدالعزيز، ونائبه محمد بن سلمان على قلب رجل واحد، ولن يسمح أبداً باختراق هذا النسيج المتميز، ولا المنظومة الواحدة المتألقة التي هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه, محذراً من الأحزاب والجماعات التي شملها بيان وزارة الداخلية الموقر،
وما يوجه به كبار العلماء في هذه البلاد المباركة داعياً إلى الالتزام والاعتصام بالكتاب والسنة بمنهج سلف الأمة ولزوم الجماعة والإمامة والحذر من الخروج على ولاة الأمر، مذكرا بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يأمر بمعصيه. وبحديث جرير بن عبدالله، رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله.