متابعة: عبد الله صقر
بمشيئة الله تعالى يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ اليوم الأربعاء , حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثاني والثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني سنوياً في الجنادرية ، ويشهد ـ أيده الله ـ سباق الهجن السنوي الكبير ، ويسلم الجوائز للفائزين في السباق، كما سيشرف ــ رعاه الله ــ الحفل الخطابي والفني في قاعة العروض بالجنادرية الذي يشتمل على أوبريت ” أئمة وملوك”، رؤية وأشعار صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز.
وبهذه المناسبة رفع صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان أسمى آيات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ على هذه الرعاية الكريمة، مؤكداً أنها مصدر فخر واعتزاز لكافة منسوبي وزارة الحرس الوطني ولجميع العاملين بالمهرجان، وأن متابعته الدائمة ــ رعاه الله ــ واهتمامه المتواصل بالمهرجان منذ انطلاقته تعد دعماً لمسيرة الثقافة والتراث والإبداع في المملكة.
وعدّ سموه صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتمديد فترة المهرجان لتصبح ثلاثة أسابيع، دعماً وتشجيعاً للمهرجان والعاملين فيه سواء من وزارة الحرس الوطني أو من بقية القطاعات، إمارات المناطق أو الوزارات والهيئات المختلفة من القطاعين العام والخاص، ويأتي استجابة لمطالبات ومناشدات المواطنين والمواطنات، مفيداً سموه أنه تم كذلك تغيير مواعيد زيارة الجنادرية لهذا العام لتصبح من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساء، مما يتيح وقتاً أرحب يلبي رغبات زوار المهرجان إن شاء الله.
وأشار سمو الأمير خالد بن عياف إلى أن مسيرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة تمضي بتوفيق الله أولاً، ثم بهذه الرعاية الكريمة والدعم الذي يحظى به المهرجان، ثم بتكاتف جميع أبناء هذا الوطن وتضافر جهودهم في إبراز هذه المناسبة التي ترمز لوحدة الوطن وترابطه.
ورحب سمو وزير الحرس الوطني بضيوف المهرجان، كما رحب بمشاركة الدولة الضيف جمهورية الهند الصديقة بوصفها إحدى إضافات المهرجان الوطني هذا العام امتداداً للتقليد الذي ينهجه المهرجان سنوياً.
كما قدم سمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف شكره لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق على المشاركات الفعالة لمناطقهم، ومتابعتهم وحرصهم على أن تظهر كل منطقة بالمظهر المشرف، مقدراً جهود أبناء المناطق وتفانيهم في سبيل إبراز مشاركتهم على الوجه الأكمل.
وأوضح سمو وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان أن مهرجان هذا العام يحمل الكثير من الفعاليات في برنامجه الثقافي من محاضرات وندوات وأمسيات وأنشطة ثقافية منوعة في مختلف الجوانب الإبداعية، إضافة إلى ما سيقدم للزوار في الجنادرية من فعاليات تراثية منوعة، إلى جانب إبراز الوجه الحضاري للمملكة والتقدم الذي تشهده في مختلف المجالات عبر ما سيعرض في أجنحة ومقرات مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
• مناسبة وطنية
ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة ، ومؤشراً عميقاً على اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة . وتعد الجنادرية مناسبة وطنية ، يمتزج فيها عبق التاريخ المجيد ، ونتاج الحاضر الزاهر ، وتأكيداً للهوية العربية الإسلامية ، وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه ، والحفاظ عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة ، حيث يضم المهرجان الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود ، إضافة إلى سباق سنوي للهجن ، أكتسب مع مرور الوقت ذيوعا على المستوى الوطني والإقليمي بين عشاق هذه الرياضة العريقة . وتؤكد رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله -، لهذا الحدث الوطني ، الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءاً كبيراً من تاريخ البلاد . ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان ، إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية ، بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها بصفتها هدفاً من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء الوطن على مدار أجيال سابقة ، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين.
ويبرز المهرجان الرسالة الحضارية للحرس الوطني ، في خدمة المجتمع السعودي التي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره .
• تمديد فترة المهرجان
أعلن وزير الحرس الوطني الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على تمديد مهرجان الجنادرية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية ٣٢”، أن المهرجان ومنذ ثلاثة عقود يحظى بدعم الملك سلمان حفظه الله، منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض وحتى اليوم، مشيرا إلى أن المهرجان يحظى بمتابعة مستمرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
• الفكرة والمكان
بدأت فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بصدور المرسوم الكريم في عام 1405هـ 1985م، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، لينمو ويتزايد ويصبح أحد مشاريعنا الوطنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، ويحظى بالرعاية والتوجيه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، حتى نمت هذه الأفكار وأثمرت وانتجت من مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل والفنون الإبداعية لتعرضها في قرية متكاملة على أرض الجنادرية ” قرية التراث العربي السعودي” وقد تم إنشاء هذه القرية المتكاملة على ارض الجنادرية والتي تعد روضةٌ من رياض مَدينةِ الرِّياض عاصمةُ المَملكة العربيّة السُّعوديّة، وتَقَع إلى الشَّمال الشرقي منها،
وارتبط اسم الجنادريّة في أذهان أبناء المملكة العربيّة والسُّعوديّة والمنطقة الخليجيّة بالتُّراثِ، والموروثِ القديم عن الآباء والأجداد. على أرضِ قرية الجنادريّة يُقام أَضخمُ مِهرجانٍ سَنويٍّ في السُّعوديّة بِحضورِ جُمهورٍ غفيرٍ، ورعايةٍ مَلكيّة، ومشاركةٍ ملموسةٍ من فنانين، وشعراء، وأدباء، وفِرقٍ شعبيّةٍ في مُختلفِ الفنون، بالإضافة إلى العَديدِ من النَّشاطات الأخرى، مثل مِهرجان الجنادرية للتُّراث والثَّقافة.
وتضم قرية الجنادرية بين جنباتها ، مجمعا لكل منطقة من مناطق المملكة ، يشتمل على بيت وسوق تجارى ، ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة ، وما تشتهر به كل منطقة من المناطق من موروثها الثقافي والحضاري والعروض الشعبية . وتحتضن قرية الجنادرية أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها الخدمية لتقدم الخدمة لجمهور قرية الجنادرية أثناء افتتاح المهرجان ، وتعرفهم بما تقدمه من خدمات ، وتعرفهم بالكثير من الأنظمة والقوانين ، التي تخدم الوطن والمواطن ، حيث يمتزج الماضي بالحاضر . وتحاكي الجنادرية حياة المواطن السعودي ، قديماً وتقدم نماذج لهذه الحياة البدائية من خلال نماذج مصغرة لها ، مثل المزرعة ، وجلب المياه عن طريق السواني ، وحرث الأرض بوسائل زراعية بدائية . وتجسد القرية الشعبية نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي مثل السوق الشعبي ، ومجموعة من المعارض التراثية ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص . وتقدم فرق الفنون الشعبية بمناطق المملكة المختلفة للجمهور في قاعة العروض طوال أيام المهرجان جميع العروض الشعبية المعروفة في المملكة .
ويختار المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً شخصية ثقافية ، تكرم على مستوى الوطن نظير جهدها وما قدمته من نتاج فكري وثقافي لخدمة الإنسان ، حيث كرم خلال دورات المهرجان السابقة ” 22 ” مفكراً وأديباً ومثقفاً .. هم الشيخ حمد الجاسر ، محمد بن أحمد العقيلي ، حسين عرب ، محمد حسن فقي ، يحي بن عبدالله المعلمي ، عبدالكريم الجهيمان ، الشيخ عبدالله بن خميس , أحمد بن علي المبارك ، محمد بن ناصر العبودي ، الشيخ علي بن الشيخ حسن الجشي ، عبدالله بن أحمد العبدالجبار ، الدكتور حسن بن فهد الهويميل ، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري ، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ، الشيخ عبدالله بن إدريس ، الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان ، الشاعر ابراهيم خفاجي ، الدكتورة ثريا عبيد ، سعد البورادي ، عبدالله أحمد الشباط , أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وا لدكتور أحمد بن محمد علي ، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي ، والأستاذة صفية بنت زقر .
وفي هذه الدورة الثانية والثلاثين سيتم تكريم الأمير سعود الفيصل، وتركي السديري، وخيرية السقاف، ويتفضل خادم الحرمين الشريفين بمنح كل واحد منهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، كما يكرم – حفظه الله – الرعاة والداعمين .
• أوبريت “أئمة وملوك”
يحمل أوبريت الجنادرية لهذا العام عنوان “أئمة وملوك” وسيتحدث عن الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد، والدولة السعودية الثانية في عهد تركي بن عبدالله، والدولة السعودية الثالثة في عهد الملك عبدالعزيز.
كما ان هناك العديد من الممثلين الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في هذا المحفل، ولعل أبرزهم الفنان راشد الشمراني وعلي إبراهيم وعبدالعزيز السكيرين وفيصل العيسى.
وأشار وزير الحرس الوطني الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف إلى أن أوبريت الجنادرية هذا العام كتبه الأمير بدر بن عبدالمحسن ولم يكلف ريالا واحدا وكلفته هي ١٠ ملايين مواطن وزائر وصديق للمهرجان.
وكان ال عياف قد كشف في تصريحات إعلامية سابقة أن الاستعدادات للمهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية” جارية؛ لكي يكون المهرجان في دورته الـ32 مغايرًا لما سبقه من دورات. مبينًا أن الأوبريت سيقام بصورة تعكس مكانة المهرجان إقليميًّا وعالميًّا.
الجدير بالذكر أن أوبريت “أئمة وملوك” من غناء الفنان محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، و رابح_صقر، الفارس، وماجد المهندس، من ألحان الموسيقار، ياسر بوعلي، وإخراج أحمد الدوغجي. وسيكون الأوبريت هذا العام مختلفاً في جميع جوانبه، كما أن البروفات قد بدأت فعلياً، وتم الانتهاء، من تركيب صوت الفنان راشد الفارس
•أمسيات وشيلات
أتمت لجنة الأدب الشعبي استعداداتها لانطلاق فعاليات الشعر الشعبي المقامة في إطار جنادرية (32), وسوف تشهد قاعة المؤتمرات بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية بالحرس الوطني افتتاح نشاط لجنة الشعر الشعبي مساء يوم الخميس الموافق 22 جمادى الاولى الحالي، فيما تشهد القاعة الكبرى بقرية الجنادرية انعقاد الفعاليات لمدة خمسة أيام .
أوضح ذلك رئيس لجنة الشعر الشعبي بالجنادرية سعد بن عبدالله الحافي
وأبان الحافي أن صاحب السمو الأمير خالد بن عياف وزير الحرس الوطني وجه بأن يكون نشاط لجنة الشعر الشعبي متميزاً هذا العام في المضمون والتنفيذ والمكان وذلك بتقديم الجديد وتوسيع النشاط وافساح المجال أمام الشعراء المبدعين , مشيراً إلى أنه قبل كل أمسية سيكون هناك عرض فيلم وثائقي مختصر بعنوان ( الملك عبدالعزيز سيرة خلدها الشعر )، يتضمن الفيلم عرض بعض أحديات الملك عبدالعزيز وقصائد قيلت فيه منذ استرداد الرياض وحتى وفاته – طيب الله ثراه -.
وأضاف الحافي أن البرنامج يشتمل على عدد (5) أمسيات شعرية وعدد (5) أمسيات شيلات وطنية، وكذلك إقامة الخيمة الشعبية التي تفتح طوال أيام النشاط وفيها عازف ربابه وضيافة عربية، مؤكداً أن البرنامج حافل بالتنوع ويشارك فيه كبار الشعراء والمنشدين من الإمارات والكويت ومن مختلف مناطق المملكة، مبيناً أنه من الشعراء المشاركين في الفعاليات سيف المنصوري حامل بيرق شاعر المليون وذياب بن غانم المزروعي وحمد البلوشي من الإمارات،ومانع بن شلحاط وفهد الشهراني وخزام السهلي وسلطان بن بتلا وعبدالله مدعج و عبدالله بن جليدان وعبدالله الغامدي وحمد العرط وسلطان بن سعيدان ورمضان المنتشري وماجد عبدربه وسالم بن جهبل ومحمد نجر من السعودية ، وفهد الصعيري وخالد المحسن وحمود بن قمرا وفهد العدواني من الكويت.
ومن المنشدين.. عبدالعزيز العليوي ،شبل الدواسر،بندر بن عوير، سلطان بن مريع، عبدالله الهذلول، محمد العيافي، عبدالله الحلافي, فهد القرني, سلطان العزيزي, ماجد زيد, ثامر الرفدي, فهد سند، حيث سيقدم الأمسيات تركي المريخي , وعبدالعزيز أبو حيمد , وخالد الحزيمي , وفيصل السور .
• مؤشر لتطور الحركة الثقافية
تقف الحركة الفكرية والثقافية في المملكة العربية السعودية على أرض صلبة الا هي التراث العربي والإسلامي، مع انفتاحها بوعي على النظريات والمعطيات الغربية الحديثة، لتستفيد من هذه التيارات دون أن تنصهر فيها، وتفاعلت مع الثقافات الأخرى لتؤثر فيها وصار لها شأن فاعل وتجليات حاضرة في الوجدان والعقل العربي من محيطه إلى خليجه، من خلال العديد من الأعمال الإبداعية للكتاب السعوديون التي تعكس ملامح التقدم والنهضة في المملكة ، وبدت الثقافة السعودية كشعاع الضوء الذي يدعو إلى التفاؤل ومواجهة الأزمات بالحكمة والعقلانية والقدرة على اتخاذ القرار.
ومن مؤشرات عمق الثقافة السعودية تسلحها بما أتاحه الدين الإسلامي الحنيف من التعددية وحرية الفكر والتعبير. ومن ثم فقد انطلقت الثقافة في الرياض للأمام في مسارات كثيرة، وتعددت تجلياتها بين مهرجانات وجوائز دولية ومنتديات ووسائل إعلام متطورة ودور نشر كبرى ومواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت وجامعات على أعلى مستوى وغير ذلك من شتى المظاهر الثقافية ، وقد بلغت الحياة الثقافية في الرياض قدراً كبيراً من النضج والقدرة على الإشعاع والتأثير في الآخرين والتفاعل معهم بإيجابية، سواء على مستوى الإبداع الشعري والقصصي والروائي، على مستوى المتابعات النقدية والتغطيات الإعلامية لما يحدث على أرض المملكة وفي مختلف الدول العربية.
ومما لا شك فيه أن النهضة الثقافية في المملكة هي ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تعيشها السعودية في السنوات الأخيرة، والتقدم الذي تمشي في ركابه على كافة الأصعدة والمستويات.
ومن ملامح تفوق الحركة الثقافية السعودية في الآونة الأخيرة ، انفتاح الإعلام السعودي على الفعاليات الثقافية الكبرى التي تقام على أرض المملكة مثل مهرجان الجنادرية الذي يستضيف كبار المفكرين والمبدعين من داخل الوطن العربي وخارجه، هذا إلى جانب النبوغ الإبداعي السعودي في الشعر والرواية والقصة والنقد، وهذا التوهج الإعلامي المرئي والمسموع والمطبوع، وحركة النشر التي تعدت حدود المملكة بالمطبوعات الثقافية السعودية، والجوائز الثقافية الكبرى التي تحمل أسماء الأعلام السعوديين في كافة المجالات، وغيرها من التجليات التي تؤكد حقيقة تميز الثقافة السعودية.
ويتميز هذا المهرجان بكونه مناسبة ثقافية رئيسية في المملكة يتخللها منتديات فكرية وشعرية، وتستضيف العاصمة فيها شخصيات عربية وإسلامية وعالمية للمشاركة في العديد من الندوات المتخصصة. ويتزامن مع الأنشطة الفكرية إحياء للصناعات التقليدية في قرية الجنادرية القريبة من مدينة الرياض وتحظى أنشطتها بإقبال كبير من السكان والزوار. ومن أهم أهداف المهرجان : التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف. وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي.
كذلك الحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي. كما يهدف المهرجان إلى تشجيع دراسة التراث للاستفادة من الإيجابيات كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة. والعمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار لإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانية الثقافية والفنية.
• لقطات ومحطات
• أعلن سمو الأمير خالد بن عيّاف مجيبًا عن تكلفة الأوبريت : القيمة الحقيقية للأوبريت هي 10 ملايين مواطن ومقيم تتشرّف قرية الجنادرية بزيارتهم.
• سجلت الجنادرية حضوراً في ذاكرة رياضة سباق الهجن العريقة حيث كان أول ميدان لرياضة الهجن في المملكة هو ميدان الجنادرية عام 1394 هـ في عهد المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمة الله, لتصل الميادين اليوم إلى 35 ميدانًا في جميع مناطق المملكة لتسهم في مضاعفة أعداد الهجن المشاركة في السباقات والإنتاج والذين يضع ملاكها من جميع مناطق المملكة آمالاً عريضة على اللجنة السعودية لسباقات الهجن والهيئة العامة للرياضة
• لأول مرة في تاريخ الجنادرية سفارات دول إندونيسيا والجزائر وإسبانيا والبرازيل وكرواتيا، ستشارك عبر جناح وزارة الخارجية، إضافة إلى مشاركة “مسك الخيرية” ووزارة البترول
• ستقدم ضيف الشرف مفاجآت للجمهور وهي عروض تراث الهند الثقافي والاجتماعي والشعبي والأزياء التقليدية والعطور الهندية وأزياء العروس.
كما ستحتوي المشاركة الهندية ايضآ على الآثار والنماذج وفن الخط والمخطوطات العربية، إضافة الى الطعام بنكهات المأكولات الهندية، وسيقدم المجلس الهندي للعلاقات الثقافية عددا من الرقصات الشعبية مع مشاركة مدارس الجاليات الهندية في السعودية وأيضاً تمارين اليوغا.
• تقرر هذا العام فتح أبواب المهرجان من الساعة ١١ صباحا إلى الـ ١١ مساء بدلا من فترتين في السابق.
• يشارك في الأنشطة الثقافية المصاحبة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة سنويا أكثر من ” 300 ” أديب ومفكر من داخل الوطن ومن مختلف أنحاء العالم ، وشخصيات مؤثره على المستوى العالمي ومنهم على سبيل المثال .. مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق ، الأمير تشالز ولي العهد البريطاني
• تمت زيادة رقعة المساحة في أرض الجنادرية من الجهة الجنوبية لتتحمل الأعداد المتزايدة من الزوار وكذلك استيعاب طلب المشاركات من الجهات والمؤسسات الحكومية ومناطق المملكة وكذلك زيادة المواقف لتستوعب الأعداد الكبيرة من الزائرين حيث أصبحت المواقف من الجهة الجنوبية تستوعب ما يقدر بـ 200000 سيارة
• يشهد مهرجان هذا العام توسعاً في الشعر خاصة الشعبي منه والشيلات الوطنية ويشتمل البرنامج على عدد (5) أمسيات شعرية وعدد (5) أمسيات شيلات وطنية، وكذلك إقامة الخيمة الشعبية التي تفتح طوال أيام النشاط وفيها عازف ربابه وضيافة عربية ..
كما سيشارك في كبار الشعراء والمنشدين من الإمارات والكويت ومن مختلف مناطق المملكة
• سيتم تقديم مكافآت مالية ومعنوية للحرفيين الشباب وإحضارهم وتدريبهم على أرض المهرجان. من أجل استمرار الحرف التراثية اليدوية وصونها من الاندثار وفق ما اعلنه مدير عام المهرجان سعود الرومي.
• ضيف الشرف
يستضيف المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان ، تقدم ثقافتها وإنتاجها المادي والحضاري لزوار الجنادرية ، حيث استضافت الجنادرية خلال دوراتها الثلاثين الماضية ، كلاً من ، تركيا ، روسيا ، فرنسا ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، الصين ، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، ألمانيا الاتحادية ،
وتستضيف الجنادرية في نسختها ” 32 ” جمهورية الهند الصديقة كضيف شرف لهذا العام
وقد أكدت الحكومة الهندية، حضور وزيرة الشؤون الخارجية الهندية، “سوشما سواراج”، مهرجان الجنادرية 32 الذي تُعَد الهند ضيفة شرفه،.
وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية رافيش كومار، إن الوزيرة ستقوم بزيارة السعودية في الفترة ما بين 6 إلى 8 فبراير الجاري، لحضور حفل افتتاح مهرجان الجنادرية 32 الذي يبدأ في 7 فبراير ، وفقًا لتقارير هندية.
كما أوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندية في. كي سينغ قائلا: إنه شرف كبير لبلدنا أن تكون ضيف الشرف في مهرجان الجنادرية، وهو أكبر مهرجان للتراث والثقافة في المملكة، ويعقد منذ 1985 م برعاية خادم الحرمين الشريفين.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية “كي سينج” في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الحرس الوطني السعودي رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عيّاف، إن مشاركة الهند في المهرجان ستكون متعددة الأوجه.
وأضاف سينج “سيكون لدينا جناح هندي حيث سنعرض عدد من الموضوعات والمشاريع الهندية، وسوف يضم الجناح لمحات من الهند التقليدية والحديثة، وقد دُعِيَت الهند إلى المهرجان كدولة ضيفة”.
كما عبر معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندية عن شكره للعياف قائلا: أود أن أشكر صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عيّاف، على توفير كافة الدعم والمساعدة لنا وللسفارة الهندية بالرياض لتسهيل مشاركتنا في هذا المهرجان الوطني.
واكد الوزير سينج باننا نولي اهتمامًا بالغًا لعلاقتنا الاستراتيجية والحضارية مع المملكة، وأدعوكم لزيارة جناح الهند في الجنادرية والذي سيقدم للزوار لمسة الهند التي سيتذكرونها لسنوات عديدة قادمة.
•العلاقات السعودية الهندية
تتمتع الهند والمملكة العربية السعودية بعلاقات صداقة و ودية التي تعكس العلاقات الاقتصادية و الثقافية تمتد جذورها إلى قرون مضت.
وأقيمت العلاقات الدبلوماسية في عام 1947م و تابعت زيارات رفيعة المستوى من الجانبين.حيث قام الملك سعود بزيارة الهند في عام 1955م و زار رئيس وزراء الهند، السيد/ جواهر لعل نهرو للمملكة العربية السعودية في عام 1956م.
كما عززت العلاقات الثنائية بزيارة رئيسة الوزراء، السيدة/ انديرا غاندي للمملكة العربية السعودية في عام 1982م. وفي الآونة الأخيرة، الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبد الله رحمه الله للهند في عام 2006م أدت إلى التوقيع على “إعلان دلهي” ما أعطى القوة الدافعة للعلاقة الثنائية. كما وفرت الزيارة إطارا للتعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما ان الزيارة المتبادلة التي قام بها رئيس الوزراء، الدكتور مانموهان سينغ للمملكة العربية السعودية في عام 2010 رفعت مستوى المشاركة الثنائية إلى الشراكة الاستراتيجية و “إعلان الرياض” الموقع خلال الزيارة و الذي انتهز بحيوية التعاون المعزز في مجالات سياسة والاقتصاد والأمن والدفاع.
وقد أدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حينما كان ولياً للعهد آنذاك في عام 2014 إلى تعميق العلاقات بين المملكة والهند.
كما شكلت الزيارة التي قام بها دولة رئيس وزراء الهند، السيد/ ناريندرا مودي إلى الرياض في 2-3 ابريل 2016م، نقطة التحول في نمو العلاقاتبين الهند و المملكة و التي ساعدت بشكل اضافي على تعميق الاتجاه الاستراتيجي.
كما قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى رئيس وزراء الهند، السيد/ ناريندرا مودي ” وشاح الملك عبد العزيز” والذي يعد اعلى وسام تمنحه المملكة.
وعلى هامش قمة مجموعة – 20 في سبتمبر 2016، عقد رئيس الوزراء اجتماعا ثنائيا مع ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، حيث بحث القائدان سبل تعزيز وتنويع العلاقات الثنائية.
كما تتمتع الهند والمملكة العربية السعودية بعلاقات متعددة الأوجه التي تعكس الاواصر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تمتد جذورها إلى قرون مضت. الهند والسعودية شريكتان قديمتان في التجارة، حيث علاقاتهم التجارية تعود إلى عدة قرون. اليوم، يجري توسيع العلاقات التجارية الثنائية و تعزيزها بشكل متواتر من خلال استمرار التفاعل والتعاون ، مع تبادل الوفود التجارية بشكل مستمر و بالإضافة إلى ذلك. و كونها شريكا تجاريا رئيسيا، تعتبر الهند المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية لأمن الطاقة وشريكا اقتصاديا هاماً للاستثمارات والمشاريع المشتركة ونقل المشروعات التكنولوجية.
وتجاريا المملكة العربية السعودية هي رابع أكبر شريك تجاري للهند بعد (الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة) و مصدر رئيسي للطاقة التي تحتاجها الهند ،وتستورد الهند حوالي 19% من متطلباتنا الزيت الخام من المملكة،
كما تعد المملكة أكبر ثامن سوق في العالم للصادرات الهندية كما تعد المملكة العربية السعودية المصدر لــ 5,19% (2016-2017)من واردات الهند العالمية .
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وفقا لبيانات عام 2016، تعد الهند رابع أكبر سوق حيث بلغت صادراتها إلى 9,3% من صادراتها العالمية . و من حيث الواردات من المملكة العربية السعودية، تحتل الهند المرتبة السابعة وتمثل حوالي 3,7٪ من إجمالي واردات المملكة العربية السعودية.