دولية

الاحتجاجات تربك نظام الملالي .. ومستشار خامنئي يعترف بـ(جرائم بلاده)

طهران ـ وكالات

في تحدٍ صريح للمجتمع الدولي الماضي في طرق الحرب على الارهاب والقضاء على الجماعات الارهابية بقطع كل مصادر تمويلها، ورغم التنديد الدولي كذلك لا تزال طهران تصرّ على تدخلها في الشؤون الداخلية لجيرانها، وتمسكت إيران، رسميا، بجرائمها في الجوار العربي، عبر تصريحات صادرة عن علي أكبر ولايتي (مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي) بحتمية التدخل في شؤون الجوار العربي، مؤكدا أن طهران لن تتراجع عن أهدافها، وأنها ستكون نقطة تحول، وفق ما أدلى بها “ولايتي” أثناء حضوره مؤتمرًا طلابي

وقال “ولايتي” -وفق ما أوردته وكالة فارس لسان قوات الحرس الثوري الإيراني- إن “وجودنا في دول المنطقة مسألة حتمية.. سنعمل على أن نكون أقوى عنصر فعال في الشرق الأوسط”؛ ما يعد تجديدًا لتأكيدات سابقة توضح مواصلة إيران أنشطتها المزعزعة لأمن المنطقة (أمنيا وعسكريا).

وزعم “ولايتي” أن “تدخلات طهران في سوريا والعراق ولبنان واليمن، جاءت بعد موافقة حكومات هذه الدول”، وأن تدخل إيران في العراق كان “هدفه تثبيت دعائم الحكم بعد سقوط النظام”.

وتتنافى هذه الأكاذيب التى رددها “ولايتي” مع الواقع على الأرض في العراق حيث فرضت طهران نفوذها العسكري في العراق، فضلًا عن دعمها الشامل للميليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) الذي ارتكب جرائم حرب، وإبادة جماعية ضد السكان العرب السنة في العراق.

كما تكشف التصريحات نفسها عن حقيقة استغلال طهران أزمات العالم العربي وافتعالها من خلال تصريحات مباشرة لكبار مسؤوليها. وطبقًا لتقارير دولية، فإن إيران تلعب دورًا مباشرًا في تخريب وهدم أركان هذه الدول.

وفي اليمن تندد الحكومة الشرعية، يوميا، بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبلاد، بمد طهران الانقلابيين الحوثيين بالأسلحة والذخائر التي تقتل بها المدنيين العزل كل ساعة.

وأضاف ولايتي حول دعم طهران ميليشيات (متهمة بالإرهاب): “نعلن صراحةً أن ما عليه حزب الله الآن من قوة ونفوذ في لبنان يرجع إلى دعم إيران”، مؤكدًا أن هذا الجناح العسكري أصبح أكثر الأجنحة المؤيدة لإيران تأثيرًا في منطقة الشام.

وكان تقرير صادر عن “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” قد أفاد أن ميليشيا حزب الله اللبناني تتلقى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار سنوياً من إيران لتمويل أنشطتها الإرهابية، وذلك بحسب تغريدة للمتخصص في العلاقات الخارجية والشرق الأوسط، تيلور ستابلتون، في كانون الثاني الماضي.

وذكر التقرير أن إيران كانت تمد حزب الله بنحو 100 مليون دولار سنوياً، ارتفعت خلال 10 سنوات إلى 200 مليون دولار سنوياً..

وأكد أيضا على مواصلة دعمهم لحركة حماس، رغم أنه يغّذي الانقسام الفلسطيني أكثر من دعم القضية العادلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وكان زعيم حماس إسماعيل هنية، قد بعث الشهر الماضي، رسالة للمرشد الإيراني علي خامنئي تفضح ارتهان جماعته للملالي.

وتجلى الهدف الحقيقي من الدعم الإيراني لحركات مناهضة للسلطة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي في حدوث أكبر انقسام داخلي فلسطيني حين سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بعد صراع دام مع حركة فتح في 2007، وتحويل بندقية النضال الفلسطيني من اتجاه إسرائيل إلى الصدور الفلسطينية.

وفى السياق تجدد موجة الاحتجاجات الشعبية في إيران، لتربك نظام الملالي بعد أن زعم القضاء على الانتفاضة خلال الأيام الماضية، وبث موقع المقاومة الإيرانية مقطع فيديو لمظاهرة ضخمة فی مدینة خرم آباد بمحافظة لورستان ردد المحتجون فيها شعارات الموت لخامنئي ولا تخافوا لا تخافوا كلنا معا، كما خرج متظاهرون في مدن بندر عباس جنوب البلاد ونجف آباد في محافظة أصفهان وكرمان وشيراز مركز محافظة فارس، التي هتف المتظاهرون فيها الموت للديكتاتور وهو أحد الشعارات الأساسية خلال الاحتجاجات الأخيرة التي استهدفت مرشد النظام الإيراني علي خامنئي وطالبت برحيله.

وبحسب موقع المقاومة الإيرانية، فقد ناشد مواطنون منهوبة أموالهم من قبل مؤسسة كاسبین لإقامة تجمع احتجاجي في العاصمة طهران امس “الخميس” ، وحدد الداعون مكان التجمع في أتوستراد أفریقیا شمالي بین شارعي تور وكلشهر فرع أفریقیا.

وفي محافظة زنجان، واصل أمس عمال شركة تراورس لسكة الحدید إضرابهم عن العمل الذي بدأوه أمس الأول أمام مبنی سكة الحدید الجدید، للاحتجاج علی عدم دفع رواتبهم لمدة شهرین، وذلك بعد أن جرى تقلیص كبیر في عدد عمال الشركة في السنوات الأخیرة، إذ وصل عددهم إلى 300 عامل من أصل 500.

فيما نظمت شرائح مختلفة‌ من المواطنین الإیرانیین في العاصمة طهران وشوش وقوجان تجمعات احتجاجیة.

ففي طهران نظم حشد كبیر من الموظفين وأصحاب المحلات التجاریة‌ العاملین في مبنی بلاسكو المحروق تجمعا احتجاجیا أمام المجلس البلدي للاعتراض علی لامبالاة وكلاء النظام السراق والنهاب للنظام حیال مشكلاتهم، هاتفين «إما الموت وإما بلاسكو».

كما نظم في طهران أیضا العمال والعاملون في كیان تایر تجمعا احتجاجیا أمام وزارة الصناعة والمعادن والتجارة وأكدوا: بما أن معمل كیان تایر مدین للمنظومة المصرفية‌ فلم یقبل أي مصرف لحد الآن دفع القرض. وقال أحد المحتجین ان دائرة الغاز أغلق غاز المعمل بسبب الدیون علی ذمته مما تسبب في تعطیل أجهزة خطوط الانتاج. معمل كیان تایر یمتل 1100 عامل لم تدفع لهم مستحقاتهم الرواتبیة للشهر الماضي و4 شهور من اضافة العمل وقسیمة الحوافز.

كما وفي طهران أیضا ووفق دعوة سابقة اعتزم حشد من المواطنین والمتقاعدین التجمع أمام مجلس الشوری الا أن مأموري قوی الأمن فرضوا حكما عرفيا غیر معلن ولم یسمحوا مذعورین حتی التجمع لشخصین.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *