طهران ــ وكالات
توقع رئيس مؤسسة الدفاع المدني الإيراني ومسؤول مراقبة شبكة الانترنت ، العميد غلام رضا جلالي، عودة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام الملالي مرة أخرى عقب إخمادها منتصف يناير الجاري، والتي انطلقت في الـ 28 من ديسمبر الماضي، بسبب ممارسات النظام الطائفية وإنفاقه المليارات، على المليشيات الإرهابية في سوريا ولبنان واليمن علاوة على تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة وسط الإيرانيين .
وقال المسؤول الإيراني، الذي يتولى مهمة مراقبة شبكة الإنترنت، انه من المتوقع أن تشهد البلاد سلسلة احتجاجات مناهضة من جديد بسبب تصاعد عمليات الرسائل المتبادلة عبر تطبيق تلغرام بين المواطنين ، وفق وكالة أنباء إيسنا الإيرانية.
وأضاف: الحملة الجديدة التي بدأت في الأيام الماضية، عبر الدعوة للتظاهر ضد النظام، من المستبعد أن يتم السيطرة عليها.
وحمل المسؤول الإيراني، المدير التنفيذي لمنصة تلغرام للتواصل الاجتماعي، الروسي بافل دوروف، مسؤولية الاضطرابات في إيران، قائلاً: “هناك إمكانية لتكرار الاحتجاجات مع النهج القائم على الإنترنت بين المواطنين في إيران”.
وشهدت مدن كرمان وبندر عباس وشيراز وآراك وآصفهان سلسلة احتجاجات الليلة الماضية ضد الحكومة والنظام، في خطوة فسرها مراقبون بأنها عودة للاحتجاجات الشعبية.
وأقدمت السلطات الإيرانية عقب يومين من الاحتجاجات الشهر الماضي، على حجب تطبيقي إنستغرام وتلغرام، بذريعة تحريضهما على الاحتجاجات، واستهداف الأمن القومي، وإثارة العنف في إيران، ثم بعد قمع الاحتجاجات رفع الحجب عن الموقعين.
وتشير إحصائيات وزارة الاتصالات الإيرانية منذ نوفمبر 2016 إلى أن نصف الإيرانيين يستخدمون تطبيق التلغرام أي بمعدل نحو 40 مليون مستخدم للإنترنت.
بدوره جه الرئيس السابق للبرلمان الإيراني وأحد زعماء الحركة الخضراء المعارضة والخاضع للإقامة الجبرية منذ 7 سنوات، مهدي كروبي، رسالة إلى المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، هاجمه خلالها بشدة، وقال إن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة جاءت بسبب الظلم والفساد وعدم تحمل خامنئي المسؤولية كمرشد للبلاد طيلة العقود الثلاثة الماضية.
وبحسب الرسالة التي نشرها موقع “سحام نيوز” التابع لحزب “اعتماد ملّي (الثقة الوطنية)” الذي يتزعمه كروبي، فقد انتقد الزعيم الخاضع تحت الإقامة الجبرية والذي كان من أحد أركان الثورة، عدم تقبل خامنئي المسؤولية عن سياسات العقود الثلاثة الماضية، وطلب منه أن يكون مسؤولا أمام الشعب بدل تقمص دور المعارضة وانتقاد الآخرين”. وقال إن “الاحتجاجات الأخيرة التي قام بها الشعب في مدن مختلفة من البلاد ضد الظلم والفساد والتمييز، هي جرس إنذار يتوجب عليكم أن تفهموه بسرعة وأن تنظروا بهموم الشعب المعيشية”.
ورأى زعيم الحركة الخضراء أن الحرس الثوري يتدخل “بشكل كارثي” بالحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، وقال إن “مؤسسات الثورة تحولت عمليا إلى مشاريع اقتصادية وحدائق خلفية لبعض الشخصيات، ولا تخضع لأية رقابة حيث تقع أكثر من 50% من ثروة البلاد في أيدي عدة مؤسسات حاكمة”.
وأضاف: “في مثل هذه الظروف فمن الطبيعي أن الجماهير والطبقات الدنيا من المجتمع، وهي القاعدة الرئيسية للثورة، تصبح مثل برميل بارود”.
وانتقد كروبي، بشدة أداء خامنئي خلال فترته المختلفة من قيادته واعتبر الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي في إيران “نتيجة مباشرة لسياساته الاستراتيجية والتنفيذية”.
كما اتهم كروبي المرشد بتكليف ابنه مجتبى خامنئي بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في مختلف الدورات لصالح المرشحين المقربين منه. وهاجم أيضا مجلس صيانة الدستور ورئيسه أحمد جنتي واتهمه بتجاوز القانون وفرض الرقابة وحذف كل مرشح لا يتفق مع أجندة التيار المقرب من المرشد والحرس الثوري.
وقال إن “الحوزات الدينية أصبحت ملوثة بأموال السلطة وإلى جانبها مراكز دينية تحمل أسماء مقدسة تتلقى من الميزانية العامة للبلد مبالغ نجومية”.
وكتب في الرسالة “النظام هذه الأيام أصبح في منحدر السقوط، حيث يشعر بالتهديد من الناس بآلاف الأشخاص، وبات يشعر بالخطر من الظلم والفساد”. فيما أفاد تقرير حديث بأن إيران تنفق مليارات الدولارات على برامجها للأسلحة ودعم الإرهاب حول العالم في حين تتجاهل الاحتياجات الأساسية لمواطنيها.
وذكرت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن التقرير الصادر عن مجلس المقاومة الإيرانية أوضح أن الثورة التي اندلعت ضد النظام كانت بسبب “ارتفاع الأسعار والضغط الاقتصادي الشديد على مجموعة من القطاعات الاجتماعية”.
وأوضح التقرير أن هذه الحالة جاءت نتيجة قيام النظام بتخصيص موارده للقمع الداخلي، وإثارة الحروب، وتوسيع نطاق الإرهاب في الخارج، الذي يشير التقرير إلى أنهم كانوا سبب الفقر والحرمان بين الإيرانيين. حمل التقرير عنوان “الأسباب الرئيسية للفقر والانتفاضات الشعبية في إيران”، وكشف عن أن الحد الأدنى للتكلفة السنوية التي يتكبدها الإيرانيون للحفاظ على وجود نظام الملالي في السلطة هو حوالي 55 مليار دولار.
وأورد التقرير أن نصف تلك الأموال يأتي من أموال موجهة للأنشطة المتعلقة بالأمور العسكرية والأمنية وتصدير الإرهاب، وذلك بتمويل من عائدات تم الحصول عليها من مؤسسات يسيطر عليها مكتب المرشد الإيراني على خامنئي والحرس الثوري التابع له مباشرة.
وأشار التقرير إلى أن النصف الآخر من تلك الأموال يأتي من الميزانية الرسمية للدولة والمخصصة للشؤون المتعلقة بالأمور العسكرية والأمنية وتصدير الإرهاب.
كما تحدث التقرير عن كيف كانت هناك صيحات مناهضة للمرشد الإيراني خلال التظاهرات التي اندلعت بداية العام، مشيرًا إلى أنه على مر السنين استولى خامنئي على “الجزء الأكبر من الاقتصاد الإيراني”.
وأورد التقرير أن المنظمات والمؤسسات ومن بينها الحرس الثوري الإيراني توضح أن الشركات التي يسيطر عليها خامنئي تشكل أكثر من 50% من الناتج الإجمالي المحلي الإيراني.
ويقارن التقرير ما أسماه بتمويل “إثارة الحروب والقمع” بالنفقات الأخرى لإيران، مشيرًا إلى أن إجمالي ميزانية الرعاية الصحية للعام الجاري 16.3 مليار دولار، وهي تمثل ثلث إجمالي ميزانيتها للحرب. كما كشف التقرير عن أنه فيما يتعلق بالست سنوات الأخيرة، فإن إجمالي النفقات على أنشطتها في سوريا حوالي 15 إلى 20 مليار دولار في السنة، مشيرًا إلى أن ما هتف به المتظاهرون خلال تظاهرات يناير “غادر سوريا، فكر بنا”، و”لا غزة ولا لبنان روحنا فداء إيران”.
كما قارن التقرير بين الإعانات الاجتماعية الهزيلة المقدمة لمن يعيشون في فقر مدقع مقابل مبالغ مالية أكبر مدفوعة للمرتزقة الأفغان بتمويل من إيران للقتال في سوريا. فيما اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا، إيران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، فيما عرضت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أدلة تورطها في إشعال الحرب باليمن عبر دعم مليشيات الحوثي الانقلابية. جاء ذلك خلال مشاركة ترامب في اجتماع بين أعضاء مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن القومي الأمريكي، حيث اعتبر أن التصدي لأنشطة إيران التخريبية في المنطقة، وضرورة إنهاء الحرب السورية فضلا عن محاربة الإرهاب، ضمن أولويات أجندة البيت الأبيض.
من جانبها، عرضت هيلي على وفد تابع لمجلس الأمن الدولي، حطام صاروخ تم إطلاقه من اليمن من جانب المليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة إيرانيا باتجاه المملكة .