رهام المدخلي
المُتتبع للمشهد الثقافي لا يغيب عن باله مدى جماهيرية الأدب الشعبي نظرًا لبساطة وعفوية كلماته وتداوله للكثير من الأمثال والقصص ومحاكاته للتراث والعادات والتقاليد ، إذ ينتقل شفهيًا عبر لغة خالية من الرمزية والتعقيد وذاتية الكاتب التي تتجلى في الأدب الفصيح النخبوي والذي يحتل مكانة مرموقة عند القارئ الذي يبحث من خلال قراءته عن عمق الفكرة وأبعادها المختلفة وإن وجد بها شيء من الرمزية والغموض طالما اتصلت بفكره وخاطبت وجدانه..
ورغم جماهيرية الأدب الشعبي ونخبوية الأدب الفصيح تبقى العلاقة تكاملية وإن فرضت ثورة مواقع التواصل الاجتماعي وصولها لمرحلة المنافسة..ما دام القارئ يمتلك الوعي الكافي ليدرك أيَّا منها يرتقي بذائقته ويصل به لقراءة العمق بدون إفراط ولا تفريط ؛ فهو يمتلك الحرية في اختيار توجهه مالم ينطفئ وهج لغته التي تعلم منها البيان وتفرد بها كإنسان.