دولية

الحوثي يلاحق مفتي اليمن .. والشرعية تقطع إمدادات المليشيا بتعز

صنعاء ــ وكالات
من غرائب الأمور محاولة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً الذين سالت على أيديهم بحار من دماء الأبرياء، إظهار مليشياتهم كحام للشعائر الدينية، وذلك بملاحقة مفتي اليمن العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، بزعم التهرب من دفع الزكاة، ما أثار استهجان اليمنيين.
فقد أمرت نيابة الأموال العامة التي تهيمن عليها المليشيات، الطامعة في احتكار السلطتين السياسية والدينية، المفتي العمراني، المتمتع بصفة قاضٍ، بالمثول أمام المحكمة، وإلا سيتم اعتباره هارباً من العدالة.
بدوره، أكد نجل القاضي العمراني، السفير عبد الوهاب، استدعاء المليشيات الحوثية لوالده، قائلا: “وكأن سماحته صاحب عقارات وتاجر وليس رجل دين رأس ماله عشق الكتب وحب اليمنيين له”.

ومبرزا تناقض الحوثيين تجاه أحد أكثر الرجال شعبية في البلاد، أضاف عبد الوهاب أن والده الذي يناهز عمره المائة عام، بقي بدون مرتب لأكثر من عام، مشيرا إلى أن الانقلابيين سبق وأن أطلقوا شائعات عن وفاة العمراني أكثر من 7 مرات.
وبذلك تأتي هذه الخطوة ضمن محاولات الحوثيين لتشويه الرموز الدينية التي لا تؤمن بأفكارهم، وتحظى بإجماع وسط اليمنيين.
ولا يزال العمراني هو مفتي اليمن المعترف به من الحكومة الشرعية والشعب اليمني، رغم إصدار مليشيات الحوثي قرارا بإقالته، في أبريل الماضي، وتعيين محله، مجموعة جديدة للإفتاء تابعة لإيران، وهو ما وصف بـ”الانقلاب الديني” لتعزيز مشروع طهران الطائفي الاحتلالي في اليمن.
والمجموعة المقربة من النظام الإيراني، وتقود دار الإفتاء بصنعاء، هم: شمس الدين محمد شرف الدين رئيسا للإفتاء، وعضوية كل من: سهل إبراهيم عقيل، محمد علي مرعي، محمد عبدالله عوض، يونس محمد المنصور، ومحمد سقاف الكاف.
ويوجد العلامة العمراني في منزله بصنعاء الذي تقول مصادر إن ملكيته تعود لزوجته التي ورثته عن والدها، وأن كل ما يملكه المفتي أكبر مكتبة علمية في ‎اليمن، تضم أهم الكتب في كل المجالات.
وعلى صعيد العمليات العسكرية ضد المليشيات الانقلابية، تستمر قوات الشرعية في تقدمها من أجل كسر الحصار عن تعز، وتوشك على قطع خطوط إمداد هذه المليشيات.
وفي هذا السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم قيادة محور تعز العسكري العقيد عبدالباسط البحر أن 3 ألوية تشارك في العمليات العسكرية التي انطلقت الخميس لفك الحصار عن تعز واستكمال تحرير المحافظة.
وأوضح البحر أن العمليات شملت جميع الجبهات في غرب وشمال وشرق المدينة، بمشاركة الألوية: 22 ميكا، 35 مدرع، 17 مشاة، 170 دفاع جوي، الخامس حماية رئاسية، 45 مشاة بإسناد من مقاتلات التحالف التي تحلق في سماء المدينة بشكل متواصل، وتستهدف مواقع المليشيات وآلياتهم وتحركاتهم بالتنسيق المباشر مع القوات على الأرض.
كما أكد أن اختراقات كثيرة حققها الجيش في جبهات القتال في منطقة الضباب غرب المدينة وشمال غربي المدينة، وفي الجبهتين الشمالية والشرقية باتجاه ضاحية الحوبان.
وفي الجبهة الشمالية للمدينة، تمكنت قوات الجيش اليمني، بحسب البحر، من السيطرة على أجزاء كبيرة من جبل الوعش، الذي تتحصن فيه عناصر المليشيات، وسط حالة من الفرار الجماعي لعناصرها على وقع ضربات الجيش وتقدم القوات تحت غطاء من مقاتلات التحالف التي تحلق بكثافة في سماء المنطقة، مشيراً إلى أن الجيش تمكن من السيطرة على مناطق عدة في الزنوج وأطراف الدفاع الجوي الشرقية وشارع الأربعين، بعد معارك خلفت 14 قتيلاً وعشرات المصابين في صفوف الميليشيات.
وكان الجيش اليمني، أطلق بدعم من التحالف العربي الخميس، عملية عسكرية واسعة لفك الحصار المفروض على مدينة تعز من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية منذ 3 سنوات، واستكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز.
وأكد بيان صحافي صادر عن قيادة محور تعز العسكري، أن العملية تشارك فيها الألوية والوحدات العسكرية التابعة للمحور بمساندة من طيران التحالف العربي.
وأوضح أن صقور الجو في طيران التحالف العربي كان لهم الدور الكبير في تكبيد المليشيات الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بتنفيذ ضربات مركزة ودقيقة استهدفت آليات وتعزيزات للمليشيات.
وأفاد أن الضربات الجوية رافقها تقدم ملحوظ لقوات الجيش الوطني في القطاع الشمالي والشمالي الغربي لتعز في ظل انهيار وحالة فرار وارتباك في صفوف المليشيات.
وتكتسب محافظة تعز أهمية استراتيجية في العمليات العسكرية بسبب تمتعها بموقع جغرافي استراتيجي. فهي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كلم، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي والذي يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية
ومن شأن السيطرة على محافظة تعز التسريع في عملية الحسم العسكري، عبر اتخاذ المحافظة بوابة انطلاق وقاعدة عسكرية للقوات الشرعية لطرد المليشيات وصولا إلى صنعاء، باتجاه صعدة معقل الحوثيين
فتحرير محافظة تعز يسهل من عملية السيطرة العسكرية للقوات الموالية للشرعية على كامل الساحل اليمني والمنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر وعلى كل المنافذ الأخرى على خليج عدن وبحر العرب.
وتيسر استعادة تعز أيضا عملية تأمين المناطق المحررة وتعزيز المكاسب التي حققتها قوات الشرعية بتطهير المحافظات الجنوبية من ميليشيا الحوثي مثل عدن ولحج عبر تأمين الطرق المؤدية إلى الجنوب.
وتكتسب تعز أهمية سياسية وديمغرافية، فبسبب الثقل السكاني في المحافظة والذي يبلغ نحو 5 ملايين نسمة ، فأنها تعتبر الحاضرة الثقافية والمدنية لليمن حيث أن الكثير من النخبة المتنفذة تنحدر أصولها من تعز الأمر الذي كان يشكل عقدة ودرعا حصينا ضد أي مشروع انفصال بين شمال اليمن وجنوبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *