متابعات

متخصصون وتربويون ومثقفون لـ(البلاد): عاملات المنازل يحظين بمعاملة راقية والوفاء سمة المجتمع

جدة : إبراهيم المدني . المدينة المنورة –جازي الشريف . مكة المكرمة – أحمد الأحمدي

أكد عدد من الأخصائيين الاجتماعيين والتربويين والمثقفين أن السعوديين عرفوا بمعاملتهم الطيبة لعاملات المنازل “الخادمات” انطلاقاً من تعاليم الدين الحنيف وما جبلوا عليه من احترام ومساعدة للآخرين وأن بعض الحالات الفردية لسوء المعاملة لا يمكن أن تكون مثالاً وتضخيم حجمها القصد منه تشويه السمعة رغم أن الواقع يكذب ذلك لأن الوفاء سمة المجتمع السعودي. كما شددوا على أهمية التعامل بالحسنى مع الخادمات وعدم تحميلهن فوق طاقتهن من الأعمال والأعباء المنزلية أو تشغيلهن لساعات طويلة وقالوا لـ(البلاد) إن من أبرز أسباب هروب بعض الخادمات التعامل غير الحصيف معهن من قبل بعض أفراد الأسر ، وضغوط العمل عليهن مع استمرار عملهن طوال ساعات النهار وحتى ساعة متأخرة من الليل وعدم منحهن ساعات للراحة. نواح إيجابية لوجود الخادمات:

الأستاذة فاتن محمد حسين المشرفة التربوية سابقاً والكاتبة الصحفية وعضو نادي مكة الثقافي الأدبي قالت : اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يسخر بعضنا لبعض لتبادل المنافع وقضاء الحاجات ، لأن الناس يختلفون في قدراتهم الجسمية والعقلية والنفسية. كما أن هناك أشخاصاً في المجتمع هم في أمس الحاجة إلى غيرهم لمساعدتهم وخدمتهم وهم المرضى والمسنون والمعاقون.

وقد برزت حاجات اجتماعية في المملكة نتيجة لخروج المرأة للعمل وحصولها على مراتب تعليمية عليا ، فهي بحاجة إلى من يخدم منزلها في حالة غيابها ، كما أن هناك المرافق العامة في المجتمع كالمستشفيات والفنادق والإدارات الحكومية ودور الإيواء .. وغيرها بحاجة أيضاً إلى خدمات متنوعة .

ومن هنا نرى أن ظاهرة العمالة المنزلية ضرورة اجتماعية تتطلبها احتياجات الناس تلبيةً لمتطلبات المجتمع.

وهناك نواحي إيجابية لوجود الخادمات منها :
1. التخفيف من أعباء ومعاناة سيدات المنزل ومساعدتهن للتفرغ لأعمال مهمة تسهم في رفع المستوى الحضاري والاجتماعي والاقتصادي للدولة.

2. تعويض غياب الأم عن المنزل وأداء الأعمال بدلاً عنها.

3. الإسهام في رعاية كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم خدمات متنوعة لهم من داخل الأسرة .

4. توفير الوقت للزوجة للراحة والعناية بمظهرها وجمالها فتحظى باهتمام الزوج ويتحقق الاستقرار العائلي للأسرة.

5. تأثر الخدم بقيم وأخلاق المجتمع السعودي المنبثقة عن قيم الدين الإسلامي وعاداته وتقاليده.

وهناك حقوق أساسية للخدم وللأسف يتجاهلها البعض:
الإسلام بسماحته وعطفه أعطى الخدم حقوقاً كاملة لا يحصلون عليها اليوم فقد أوصى المصطفى الكريم – صلى الله عليه وسلم- عليهم فقال: {هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه}.

وعن معاوية بن سويد بن مقرن قال: لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني ، فقال : أي للمولى المملوك ” اقتص منه ” أي اضربه كما ضربك ” فإنا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي وليس لنا إلا خادم ، فلطمها رجل منا ، فقال رسول الله : { اعتقوها ، قالوا: ليس لنا خادم غيرها ، قال : فلتخدمهم حتى يستغنوا فإن استغنوا فليعتقوها } ، ومن هنا نرى حكم الأب بالقصاص على ابنه مما يدل على عظمة الإسلام في إعطاء الحقوق وحفظ كرامة .

والأسباب التي تؤدي إلى هروب الخادمات منها :
1. عدم إعطائهن مرتباتهن شهرياً وتأجيلها لعدة شهور أو ربما سنوات ..!! مع إن الخادمة تترك أهلها وأولادها للحصول على المال..

2. عدم مراعاة شعورهن الآدمي و تجريحهن ومناداتهن بألقاب غير ملائمة .

3. تكليفهن من الأعمال مالا طاقة لهن بها .

4. اللجوء إلى الإهانة والضرب أحياناً .

5. السخرية منهن ومناداتهن بألقاب غير مقبولة .

6. وهناك الكثيرات ممن يشتكين من عدم كفاية الأطعمة ورداءة الملابس التي تقدم لهن .

هذه المعاملة القاسية تولد الحقد والضغينة في نفوسهن وبالتالي الرغبة في الانتقام حيث يؤكد علماء النفس أن من أقوى دوافع الجريمة هي الرغبة في الانتقام.

والدين الإسلامي من أعظم الأديان التي ترعى حقوق الإنسان وينظر إلى هؤلاءالمخدومين كأناس قد نزعت الرحمة من قلوبهم بل إنهم قد جحدوا نعمة الله وكفروا بها .

فن التعامل مع الخادمات:
بما أن الخادمة هي إنسان له مشاعر وأحاسيس وتملك عواطف تتأثر بما تتلقاه من معاملة من حولها من الأشخاص فإن مشاعرها إما أن تتحول إلى عواطف إيجابية كالحب والعطف لمن حولها أو لمشاعر سلبية تقوم على الكراهية والبغض .. فمعاملة من حولها لها يلعب دوراً كبيراً في سلوكها وتصرفاتها.

ومن هذه الفنون ما يلي :
• الابتعاد عن اللوم والتوبيخ أو السب أو الشتم للخادمة خاصة أمام الآخرين لأن ذلك يحطم كبرياء النفس ويزرع الضغينة والحقد فيها.
• تعريفها بالخطأ ، فمعظم الأخطاء التي ترتكب إنما هي بسبب الجهل.

• التسامح والعفو عند ارتكابها للأخطاء . فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ نَعْفُوا عَنْ الْخَادِمِ ؟ ، فَصَمَتَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ فَصَمَتَ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ : اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً. “

• استخدام العبارات اللطيفة والمؤدبة عند طلب شيء ما والابتعاد عن صيغة الأمر واتباع أسلوب الرفق ،فعن أنس -رضي الله عنه- ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : { ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا عزل عن شيء إلا شانه.

• المدح على القليل من الصواب والشكر عند إجادة العمل الذي كلفت به .

• التغافل عن بعض الهفوات الصغيرة عند عدم إجادتها لبعض الأعمال أو نسيانها للقيام ببعض المهمات، مع ملاحظة عدم التغافل إطلاقاً عن أي تصرف يمس الخلق أو الدين .

• ضرورة دفع مرتبها أولاً بأول وعدم تأخيره ، ودفع الأجر للعامل من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام فقال عليه الصلاة والسلام : { أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه }.

• إعطاؤها حقوقها كاملة سواء كان في الملبس أو المأكل أو الراحة .

• تثقيفها وتعليمها أمور الدين بتوفير الشريط الإسلامي بلغتها وكذلك توفير الكتيبات الإرشادية النافعة عن طريق الاتصال ببعض الجهات مثل المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وإعطاؤها وقتاً للقراءة والاستماع.

موضوع حيوي وهام:
وقال الإعلامي جمعه الخياط رئيس شبكة نادي الصحافة السعودي:” إن موضوع الخادمات موضوع حيوي وشائك، لن يستطيع طرف واحد حله ، إلا بالتعاون الحقيقي المشترك بين المؤسسات الرسمية للدولة ، والمواطن ، ومكاتب الاستقدام ، وسفارات دولهن للأسباب التالية: -البعض، يعتقد أن المعاملة الحسنة تُبقي الخادمة في بيت مستقدمها، وهذا إلى، حد، ما صحيح لكن ليس أكيداً.

– البعض، يعتقد أن كثرة الأعمال في البيت تجعل الخادمة تهرب من المنزل. وهذا قد، يكون حقيقيا.

– البعض، يعتقد قسوة ربة البيت تكون سببا مهما للهروب وهو سبب مهم فعلا.

ورغم ان تلك النقاط السابقة مهمة إلا أن هناك سبب آخر لهروب الخادمة من البيت ، زيادة الرواتب للخادمات الهاربات من ربات البيوت والتي قد تصل إلى أكثر من ألفي ريال،وهو دافع للهروب خاصة عندما تتقابل الخادمات الرسميات مع الهاربات في بيوت العائلة ، فيتم. إغوائهن من قبل الخادمات الهاربات وأيضاً وجود سماسرة الخادمات الذين يعملون بحرية دون عقوبات صارمة من قبل المؤسسات الحكومية الرسمية، حيث تأتي الخادمة وتهرب بعد قدومها بفترة وجيزة، نتيجة تدبير مسبق منهم لذا لو سهلت عملية الاستقدام للمواطن، وكانت هناك اتفاقات رسمية بين السفارات والدولة بأن تدفع الخادمة قيمة الاستقدام ، وقيمة الرواتب طيلة سريان العقد في حالة هروبها، ثم يتم القبض عليها، أو تفكر في العودة لبلدها،

ويسجل ذلك في العقد وتأُخـُذ تعهدات بمسؤولية السفارات عن هذا الشرط ليتم الحد من هروب الخادمات ولو تم الاشتراط من المكاتب، على المستقدم للخادمة ويسجل في العقد بحسن تعامل أهل بيته مع الخادمة لتم الحد من هروبهن ولو سمحت الدولة بشركات استقدام الخادمات، ويكون هناك تعاقدات داخلية بين تلك الشركات والمواطنين، لحدت من هروب الخادمات ولو بلغت كل ربة بيت عن الخادمة الهاربة التي تحضر عندها ، لتنظيف البلد من سماسرة الخادمات كمشروع وطني لتم الحد من هروب الخادمات.”

هم اخوانكم:
وقال الاستاذ جابر الفاهمي الاخصائي الاجتماعي بمركز التأهيل الاجتماعي بمكة المكرمة:” التعامل مع الخادمات كماقال عليه السلام والصلاة عن الخدم: (هم إخوانُكم جعلهم اللهُ تحت أيديكم فأَطعِموهم مما تأكلون وأَلبِسوهم مما تلبسون ولا تُكلِّفوهم ما يغلبُهم . فإن كلَّفتُموهم فأعِينوهم) [صحيح مسلم]
لابد ان نتقيد بهذه التعاليم الإسلامية بان لا نفرق بينهم وبين الآخرين كونهم خدما وبهذا نلخص أسباب هروبهن من الكفلاء بما يلي :

١/ أن نحدد لهن ساعات العمل وذلك ليعرفن ساعات راحتهن
٢/ عدم تكليفهن بمهام خارجة عن نمط عملهن٠

٣/ حسن التعامل معهن بالاحترام والتقدير فلم يأتين للعمل إلا الحاجة
٤ / تمكن ظاهرة الهروب خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحافظة جدة وذلك لكثرة فرص العمل في السوق السوداء

٥/ تأخير أجورهن ( الراتب)
٦/عدم تأمين المسكن المناسب لهن
٧/ التحرش وإلحاق الأذى بهن

٨/ عدم تطوير مكاتب الاستقدام الأهلية في الخارج بالتعاون مع سلطاتهم الأمنية بان يتم الاختيار على الخادمات الآتي ليس لديهن سوابق جنائية
١٠/ عدم منع رب الأسرة أطفاله من سوء التعامل مع الخادمات٠

تعامل حسن:
وقال أحمد الحازمي الاخصائي الاجتماعي بمركز الخدمة الاجتماعية بمكة المكرمة:” يجب أن نتعامل مع العاملين لدينا من خادمات وخدم وسائقين تعاملاً حسناً من واقع ما أملاه علينا ديننا الإسلامي الحنيف على لسان نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل خادم رسول الله انس بن مالك رضي الله عنه حيث قال” خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ماقال لي أفاً قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلت كذا وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلا فَعَلْتَ كَذَا” لذا فالخدم لابد ان نعاملهم بالأدب والا حترام وعدم إهانتهم والتلفظ عليهم بألفاظ جارحة أو حبسهم في البيوت وضربهم وأهمية اعطائهم رواتبهم كامله غير منقوصة وفي مواعيدها المعروفة لأنهم بشر لهم احاسيسهم ولولا حاجتهم الماسة للمال لما قطعوا المسافات الطويلة من بلدانهم واتوا إلينا تاركين فلذات اكبادهم وأسرهم وأعز ما يملكون وتحملوا الغربة من اجل تأمين لقمة العيش لذا فلا بد من معاملتهم معاملة حسنة تلك المعاملة التي كفلها الإسلام ونغرس ونحبب في نفوسهم تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم “حب لأخيك ما تحب لنفسك”.

ضغوطات العمل:
وقال المرشد الطلابي بمدرسة في مكة المكرمة الأستاذ عبد الله بن دحيم الدهاس

:”من الأسباب المؤدية لهروب الخادمات المنزليات ضغط العمل وعدم تعاون أفراد الأسرة معها وتحميلها كافة الأعمال المنزلية حتى التي قد تكون من خصوصيات الشخص” مشيرا إلى أن العاملة المنزلية لها طاقة يومية محددة يجب مراعاتها.

وأضاف قائلا :”مما لا شك فيه أن التعامل الحسن مع الخادمات له دور كبير في بقائهن للعمل عدة سنوات وشاهدنا من ذلك كثير خاصة إذا تمت مراعاتها ومساعدتها من قبل أفراد الأسرة في العمل اليومي مشيرا إلى أنه يتعين على رب الأسرة والأم إفهام أبنائهم أن هذه العاملة قد اضطرتها الظروف للتغرب عن أهلها ووطنها وأسرتها للعمل وتوفير المال اللازم لكي تعيش” لافتا إلى عدم استغلال هذه الظروف وإجبار العاملة على العمل طوال ساعات اليوم وحتى في أوقات راحتها.

الوفاء سمة المجتمع السعودي:
من جانبها لفتت الأستاذة إيناس فرج وهي المشرفة على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بجدة إن الوفاء سمة في المجتمع السعودي وما شاهدناه في مقطع الفيديو عن وداع أسرة سعودية لخادمتها سوى جزء بسيط من نماذج الوفاء.” وأضافت:” يمثل الوفاء اخلاقيات الشعب السعودي الحريص على الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي ومساعدة الآخرين” مشيرة إلى أن أغلب العاملات في المنازل يعاملن معاملة راقية بعيداً عن العنصرية أو التشدد.

واستطردت قائلة:” ما يروج له عن سوء معاملة وخلافه فهذه نادرة وهناك من يحاول تضخيمها وتشويه صورة المجتمع السعودي وكان عند جدي عاملة من شرق آسيا للاشراف على خدمته وبعد وفاته، رحمه الله تركنا لها الخيار في البقاء معنا أو السفر فاختارت أن تعود لبلادها وهي تذرف الدموع على فراق جدي والأسرة.” ودعت الأستاذة ايناس وسائل الإعلام لإبراز الجوانب الإيجابية في المجتمع السعودي وعدم التركيز على الجوانب السلبية وهذه الأخيرة تعطي انطباعا عن مجتمعنا وهو بريء منها.

الوفاء خير:
من جهته قال الاخصائي الأستاذ عبدالله الحربي:” الدين الإسلامي يحث على الوفاء والله سبحانه وتعالى ذكر الوفاء أكثر من مرة في كتابه الكريم ووعد الأوفياء بالجزاء الحسن.”

وأضاف:” من أجمل صور الوفاء التي مرت علي خلال عملي الطويل في مجالي شاب سعودي يعمل موظفاً في قطاع حكومي ودخله محدود ولديه أسرة مسؤول عن رعايتها هذا فضلا عن والديه الطاعنان في السن وفي يوم من الأيام زار صديق له ووجده مشغولا بترتيب أوضاع عاملة افريقية اصابها شلل نصفي اثناء عملها ويرغب في ترحيلها لبلادها. وهنا طلب الانسان البسيط من صديقه ان يسمح له بأخذها وعلاجها فوافق على طلبه وأخذها إلى منزله وإكرمها ثم ذهب بها لعدة مستشفيات ولكن دون جدوى فطلب من زوجته إكرامها والعناية بها وبقيت في منزله كفرد من أفراد الأسرة على الرغم من محدودية دخله”. واستطرد الاخصائي الحربي في حديثه قائلا :”بعد عام بدأت الخيرات تنهال على الأسرة وخلال أعوام فقط صار الموظف البسيط يملك منزلاً مكوناً من ثلاثة طوابق ومحلات تجارية ودخل ممتاز وعوضه الله خيراً بسبب احتضانه لتلك العاملة المسكينة وهذا يدل على أن مجتمعنا فيه الكثير من الخيرين والطيبين”.

من أسباب هروب الخادمات:
وقالت المعلمة مها الشريف :”ولله الحمد استقدمنا طوال حياتنا الزوجية أكثر من عشرين خادمة وجميعهن عدن إلى بلادهن وهن في أحسن حال وبعضهن يذرفن الدموع عند الفراق كنا نعتبرهن من أفراد العائلة يأكلن مما نأكل وفي الأعياد نشتري لهن ملابس ورواتبهن يستلمنها بانتظام ولم تهرب أو تتذمر أي خادمة أتت إلينا ولله الحمد وذلك نتيجة التعامل الطيب معهن.”

اللواء متقاعد صالح المهوس قال:”إن الأسباب الرئيسية لهروب الخادمات في الغالب كما يلي: بعض الأسر تتأخر في دفع الرواتب لهن ممايسبب توترا بين العائلة والخادمة وهي قدمت من أجل المادة وتريد أن تحول لعائلتها في بلادها وهذا أحد الأسباب الرئيسية وعدم معرفتها بالعادات والتقاليد والطبخ والكلام يسبب بعض المشاكل مما يتسبب في هروب الخادمات وعدم تهيئة المكان المناسب لنومها كذلك كثرة الأعمال المنزلية وعدم اعطائها الوقت الكافي من الراحة.

وبعض السماسرة لهم طرقهم في التصيد للخادمات واغرائهن براتب أكبر مما يشجعهن على الهروب من كفيلهن الأول طمعا في زيادة الراتب ويجب علي كل أسرة أن تعرف أن هذه الخادمة هي إنسان اجبرتها الظروف علي الغربة ويجب التعامل معها بطريقة جيدة حتى تكسب ثقتهم ومحبتهم وأن القليل من الهاربات يكون ذلك نتيجة أخطاء أسرية.”

وقال الدكتور عيسي القايدي من جامعه طيبة:” يجب علينا حسن التعامل مع الخدم الذين تركوا أوطانهم وعوائلهم وقدموا إلينا للعمل في طلب الرزق:أن ننظر إليهم نظرة رحمة ورأفة ، فهم إخوة لنا فضلنا الله عليهم بشيء من السعة المادية و العفو ثم العفو عن زلاتهم وعدم توبيخهم أو زجرهم دائما ، وخاصة أمام الآخرين، فقد ذكر ثوبان مولى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن رسول الله ما عاب عليه شيئا قط ، وما عاب عليه طعاما قط .

وعدم ضربهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة”.

وإيفاؤهم حقوقهم كاملة : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه”، فيجب ألا نؤخر أجرهم؛ لأن هذا ظلم لهم .

والاهتمام بتعليمهم ؛ وخاصة علوم الدين من الصلاة والصيام ؛ لأننا مسؤولون عنهم ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”

الأستاذ ابراهيم الحربي قال:” بالطبع في كل عمل لابد أن يكون هناك أخطاء وتجاوزات سواء من الكفيل أو العمل أو الخادمة أو السائق ولكن نحن نتكلم من المنظور الإنساني الذي يحتم علينا التعامل الحسن والرأفة والاحسان مع منهم يعملون معنا وخصوصا الخادمات وهن أصبحن جزءاً من الأسر والرأفة والتعامل الحسن يقضي علي كل خلاف بل ويعمق العلاقة بينهم أما عن الهروب فله عدة أسباب وإن كانت هذه الظاهره قليلة نظرا لكثرة المستقدمين ولا تهرب خادمة أو سائق إلا غالباً بسبب السماسرة الذين يغرونهم بالمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *