دولية

اعتقال عشرات الجامعيين (وقتكم انتهى).. رسالة المتظاهرين لنظام الملالي

طهران ــ وكالات
رغم إعلان جهات رسمية في إيران عن انتهاء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الملالي إلا أن روايات عن الشباب الإيراني المشارك بها تدل على عزم هذا الجيل التخلص من نظام ولاية الفقيه.
ونجح المتظاهرون في التغلب على الحصار الإلكتروني الذي فرضه النظام الحاكم منذ اندلاع انتفاضة 2017 باللجوء إلى خدمة “في.بي.إن”، بعد إعلان طهران حجب تطبيقي التواصل الاجتماعي “انستقرام” و”تلجرام”.
وأرغمت الاحتجاجات الهائلة التي شهدتها عدة مدن إيرانية رفضا لسياسيات الملالي البرلمان الإيراني على التراجع عن إقرار زيادات جديدة في أسعار الوقود للعام الجاري.
وحسب وسائل إعلام إيرانية فقد أعلنت لجنة إعداد الميزانية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أن أسعار البنزين والمحروقات الأخرى لن ترتفع خلال العام الإيراني القادم.

وكشفت انتفاضة الإيرانيين ضد ديكتاتورية نظام الملالي القمعي من جديد عن حجم الفساد المتفشي في البلاد وإخفاق السياسات الاقتصادية المروعة لحكومة طهران.
وحسب ما ذكر موقع “فوكس نيوز” الأمريكي اعتمد المتظاهرون على خدمة شبكات افتراضية خاصة “في بي إن”، ليتمكنوا من تصفح مواقع التواصل المحجوبة.
وذكر الموقع أن اتباع الإيرانيين لهذا الحل في مواجهة النظام الإيراني جاء بعد نصيحة قدمتها لهم الولايات المتحدة على لسان مسؤول بوزارة خارجيتها باللجوء إلى خدمة “في.بي.إن”، التي تتميز بخاصية حجب المعلومات، مما سيمنح المتظاهرين الإيرانيين متنفسا آمنا لتداول المعلومات عن التظاهرات بعيدا عن أجهزة النظام الإيراني الرقابية.
وتحاول الحكومة الإيرانية منع انتشار الاحتجاجات التي ضربت مدنا عديدة في البلاد الأيام الماضية، اعتراضا علي نظام حكم الولي الفقيه، بالتضييق على وسائل الإعلام.
ونشرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عددا من تلك الروايات، ومنها رواية مريم، في سن الـ28، والتي تعمل مصممة بطهران، وقالت في شهادتها إنها شاركت في تظاهرات 2009 وتعرضت للاعتقال، ولكنها ترى في تظاهرات 2017 ما لم تره من قبل.
ومن ذلك أن هناك أشخاصا من أماكن لم يُسمع عنها من قبل ظهرت لتندد بدعم النظام للإرهاب في الانتفاضة الإيرانية، حاملة لشعارات لم يكن لجيلها أن يحلم بسماعها في يوم من الأيام.
ومظاهرات 2009 جرت ضد ما اعتبره المعارضون تزويرا وقع في انتخابات الرئاسة في ذلك العام، والذي حمل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية في الحكم.
و قال “شايان” البالغ من العمر 29 عاما، إنه يشارك في انتفاضة إيران كل يوم منذ بدايتها، وعبّر عن فخره بأن الشعب الإيراني هذه المرة يطالب بإسقاط النظام بشكل كامل، ولن يرضى بمجرد تغيير في الحكومة أو أحد أفرادها، مؤكدا أن وقت نظام الملالي انتهى بالنسبة للإيرانيين.
وقال “على أنصاري”، أستاذ التاريخ بجامعة “سان أندروس” لـ”التايمز” إن انتفاضة 2017 تختلف عن الحركة الخضراء في كونها أكثر غضبا، والإيرانيون يشعرون هذه المرة بأنه ليس لديهم ما يخسرونه، ولن يمنعهم شيء عن الإطاحة بالنظام الحاكم.
وأجمع هؤلاء في رواياتهم على أن الثورة الإيرانية لن تشهد تراجعا، متوقعين بأن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا في التظاهرات بجميع المدن.
أوقف النظام الإيراني تسعين طالبا جامعيا على الأقل، منذ بدء التظاهرات المناهضة للنظام، قبل أكثر من أسبوع، في الوقت الذي تستمر المظاهرات في عددن من المدن والمحافظات الإيرانية.
وكشف عضو لجنة التعليم والبحث في البرلمان الإيراني، محمود صادقي، أن مصير عشرة طلاب من بين الموقوفين ما زال غامضا. وأشار إلى أن التحقيقات حول مصيرهم ما زالت مستمرة، وأن الجهة التي أوقفتهم ما زالت مجهولة.
ولفت صادقي أن المعلومات التي حصلوا عليها من وزارة التعليم العالي، تفيد بأن العديد من الطلاب الذين تم توقيفهم لا علاقة لهم بالتظاهرات.
من جهة أخرى، تستمر التظاهرات المناهضة للنظام الايراني في عدد من المدن والمحافظات الإيرانية رغم الاجراءات التعسفية والقمعية، التي تمارسها قوات الأمن المدعومة بالحرس الثوري ضد المحتجين.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالعنف الذي تستخدمه السلطات لقمع الاحتجاجات وتدعو إلى إسقاط النظام. يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي الى استمرار الاحتجاجات.
بدروها وأكدت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، أن المحتجين في إيران اقتربوا من تحقيق حلمهم، مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب انتفاضة الشعب الإيراني ضد فساد نظام الملالي.
وقالت رجوي في رسالة جديدة بثتها على الإنترنت، “إلى الإيرانيين الأحرار في الولايات المتحدة الذين نهضوا للدفاع عن المنتفضين ويتظاهرون تخليداً للشهداء الكرام للانتفاضة نتوجه بالتحية للشهداء الكرام الذين سقطوا في مدن: دورود وتويسركان ونورآباد وإيذه وشاهين شهر وقهدريجان وهمايون شهر، وجوى آباد بأصفهان، وغيرها من المدن الإيرانية”
وأضافت أن المنتفضين قد قرّبوا أبناء الشعب الإيرانى إلى تحقيق أحلامهم، أنهم أثبتوا أن تحرير إيران من ولاية الفقيه والاستبداد الديني أمر ممكن، على حد تعبيرها.
وتابعت رجوي أنهم يحاولون بشتى الوسائل، إيقاف حملة انضمام أبناء الشعب المتصاعدة إلى صفوف المنتفضين، ولكن خلف كل هذه التهديدات، يساور النظام بأكمله خوف كبير.
وأوضحت أن نظام ولاية الفقيه ورغم كل استعراضاته للقوة، لا يطيق أمام انتفاضة الشعب، ودعت رجوى المجتمع الدولي إلى العمل بواجباته والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، وأن يتخذ إضافة إلى إصدار بيانات إدانة ضد النظام ولدعم المنتفضين، خطوات عملية محدّدة لقطع الطريق على النظام الحاكم في إيران لمزيد من قمع المنتفضين.
وطالبت رجوي المجتمع الدولي بالاعتراف بحق الشعب الإيراني المشروع لإسقاط النظام وإدانة النظام الإيراني بشدة، بسبب الإبادة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين العزل ومحاسبته، وإدانة قطع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وضمان حرية وصول عموم المواطنين إلى الإنترنت، كما دعت لفرض عقوبات على نظام الملالي، بسبب ممارسة الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان.
واختتمت رجوي رسالتها بالقول: “أيها المواطنون الأعزاء، الانتفاضة الجارية الآن في وطننا المكبل، هي انتفاضة من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة، إنها انتفاضة من أجل العدالة الاجتماعية وهذه حركة وانتفاضة حتى النصر”.
فيما كشفت صحيفة “تلجراف” عن أن عشرات من نواب مجلس العموم البريطاني، قد دعموا اقتراحاً يطالب وزيرة الداخلية أمبر راد، بتصنيف مليشيا الحرس الثوري الإيراني كـ”منظمة إرهابية”؛ بسبب قمعها للمتظاهرين ودعمها للتنظيمات الإرهابية.
وذكرت الصحيفة أن أكثر من 30 نائباً عن حزب العمال من بين 69 نائباً، إلى جانب 16 نائباً من حزب المحافظين، وقّعوا على اقتراح يدعم تضمين مليشيا الحرس الثوري الإيراني على القائمة الرسمية للمنظمات المحظورة وفرض عقوبات على مسؤوليها، والعمل مع الحلفاء من أجل طرد المليشيا من سوريا والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل.وأوضحت الصحيفة أن الاقتراح شمل التأكيد أن مليشيا الحرس الثوري لا تستجيب إلا لأوامر المرشد الأعلى فقط، وأنها مسؤولة عن قمع الشعب الإيراني بما في ذلك مظاهرات 2009، إلى جانب شن حملة قمعية على المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والصحفيين، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية لمزدوجي الجنسية.وأشارت إلى أنه وقّع على الاقتراح نواب من أحزاب: المحافظين والعمال والوطني الاسكتلندي وبلايد سيمرو والديمقراطيين الأحرار والديمقراطي الوحدوي، ومن بينهم النائب السابق لرئيس مجلس العموم نايجل إيفانز، وعضو اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان فيونا بروس، والسير بير بوتوملي الذي كان وزيراً في عهد رئيسة الوزراء الراحلة مارجريت تاتشر. فيما اعتبرت صحيفة “تايمز” البريطانية أن الشعب الإيراني يدفع ثمن طموحات نظام الملالي بإعادة بناء إمبراطورية فارسية في منطقة الشرق الأوسط ولو على حساب توفير الحياة الكريمة لشعبه.
وفي افتتاحية بعنوان “شعب إيران يدفع ثمن إمبراطورية فارسية جديدة” قالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني “استغرق الأمر أكثر من أسبوع لتصل موجة الاحتجاجات -التي بدأت يوم الـ28 من ديسمبر الماضي في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران- إلى مجلس الأمن الدولي، بناء على طلب أمريكا.
وأشارت إلى أنه “لا توجد أدلة على أن الاحتجاجات تدار من قبل وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) كما زعم النظام الإيراني على نحو متوقع أيضا”.
ولفتت إلى أنه “على الرغم من أن الحشود التي شاركت في الاحتجاجات كانت أقل مما كانت عليه في عام 2009، عندما دعت الحركة الخضراء إلى الإصلاح، فإنها تعكس مظالم حقيقية وهي أكثر انتشارا خارج العاصمة”
وفيما يخص الموقف في بريطانيا من الاحتجاجات انتقدت الصحيفة حزب العمال المعارض الذي بدا متهاونا مع إيران.
وقالت في ذلك: “النائب بحزب المحافظين (الحاكم) توم توجندات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان)، عن حق استجابة حزب العمال غير الواضحة، وعدم تعليق (زعيم الحزب) جيريمي كوربين حتى الآن”.
وتشير الصحيفة بهذا الأمر إلى أن حزب العمال البريطاني لم يؤيد المظاهرات ضد النظام الإيراني، في استمرار لسياساته المهادنة لطهران، ومنها رفضه العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وفي ذلك قالت: “مما لا شك فيه أنه سيصر على أن هذا لا علاقة له بـ20 ألف جنيه استرليني التي تلقاها بعد ظهوره عدة مرات على شبكة “برس تي في” الإيرانية الناطقة بالإنجليزية المملوكة للدولة، فإنه لا يحتاج إلى إغراءات مالية ليكون صديقا لأي نظام يعادي الولايات المتحدة والغرب”.
واختتمت بالقول: “يبقى أن نرى إلى أي مدى ستصل هذه الاحتجاجات، فادعاء رئيس الحرس الثوري الإيراني الماضي بأن (الفتنة) قد هزمت سابق لأوانه، والاحتجاجات استمرت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *