جدة ـ وكالات
شرعت وكالة الاستخبارات الكونفدرالية السويسرية في جمع معلومات دقيقة عن دعم قطر لتنظيمات إرهابية، بما فيها تنظيمات وشخصيات في سويسرا.ووفق ما نشرته صحيفة “لوتمب” السويسرية، استناداً على معلومات من مصادر قريبة من التحقيقات، وصفتها بالمطلعة فإن “الاستخبارات السويسرية تتقصى اتصالات بعض المتطرفين المقيمين في قطر، والمتهمين بدعم تنظيم “القاعدة” الإرهابي”. وشملت التحقيقات البحث في اتصالات شخصيات ليبية منفية في سويسرا، ومنظمات مجتمع مدني في جينيف السويسرية.
وأشارت إلى أن “إحدى الشخصيات التي تتعقبها الاستخبارات السويسرية هي عبدالرحمن النعيمي، مؤسس منظمة “الكرامة” ومقرها جنيف، والمتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان في الوطن العربي”. وتابعت أن “الشخصية الثانية هي علي السويدي، رئيس المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، وهي منظمة طوعية مقرها مدينة برن السويسرية،
وهؤلاء الشخصيات، على قائمة داعمي الإرهاب، عادوا الصيف الماضي من قطر التي تدعم تنظيمات إرهابية تحت ستار المنظمات الإسلامية والمساعدات الإنسانية سراً، سيما تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي له أذرع في كل دولة بالعالم. وأشارت الصحيفة إلى أنه “رغم إنكار قطر ، إلا أن الاستخبارات السويسرية أكدت صلة الدوحة بتلك الشبكات الداعمة للإرهاب”. وخلال الشهر الماضي حصلت الاستخبارات السويسرية على معلومات من ضمنها قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب التي أعدتها الروباعية العربية بعضها مقيم في قطر، إضافة إلى مجموعة من الناشطين الليبيين المنفيين في سويسرا منذ التسعينيات. كما نقلت صحيفة “لوتمب” عن مصادرها أن السلطات السويسرية تحاول معرفة هؤلاء الشخصيات وتحركاتهم للتوصل إلى رأس الأفعى”، خاصة أن بعضهم يتلقى تدريبات وتمويلا ممنهجا من جهات دولية بما في ذلك جماعات مسلحة.وبحسب التقرير برز اسم عبدالرحمن النعيمي باعتباره أخطر رجل في قطر وأكبر الممولين للجماعات الإرهابية في العالم، سافر إلى جنيف للمرة الأولى عام 2010، عندما حصل على جائزة لحقوق الإنسان من منظمة “الكرامة”. والنعيمي هو المدير السابق لمؤسسة “عيد آل ثاني” الخيرية القطرية، وعلي عبدالله السويدي هو المدير الحالي لتلك المنظمة.
ووفقاً لتقارير الاستخبارات السويسرية فإن هاتين الشخصيتين ساهمتا في تمويل تنظيم “القاعدة” فرع سوريا المتمثل في “جبهة النصرة”.
وأوضحت الصحيفة أنه لم يذكر الدول الأخرى، لأن المنظمات التي يمولونها لن تصنف كتنظيمات إرهابية في قطر، لكونها في الأساس خرجت من رحم الدوحة”. وفقاً لتقارير الاستخبارات التي حصلت عليها الصحيفة فإن المحيسني على علاقة وثيقة بالقطريين “النعيمي” والسويدي، لكن كيف؟
أجابت الصحيفة بأنه “على الرغم من أن وزارة الخزانة الأمريكية سبق أن أشارت إلى التحويلات المالية بين النعيمي وجبهة النصرة إلا أن هذه العلاقة لا تزال غير مفهومة”. وفي هذا الشأن يشير المصدر -الذي له صلة وثيقة بالتحقيقات- إلى أنه “خلال هذا الخريف أحال المدعي العام للاتحاد السويسري 3 أعضاء من المجلس الإسلامي السويسري في بيرن للتحقيق، لنشرهم مقابلة تلفزيونية أجريت مع عبدالله المحيسني عام 2015 في سوريا، بصفته زعيم “جبهة النصرة “التابعة لتنظيم القاعدة” وفيما يتعلق بقضية منظمة “الكرامة” لحقوق الإنسان في جنيف، فإن هذه المنظمة -التي أسسها عبدالرحمن النعيمي- أثارت انتقادات عدة مشتبهين في أنشطتها، كما تصنفها أجهزة مخابرات عدة في العالم بأنها سيئة السمعة، لكونها تضم معتقلين سابقين لسجن “جوانتنامو”، كما اتخذت تلك المنظمة دوراً عدائياً من دول التحالف العربي أشارت الصحيفة إلى مسار آخر في التحقيقات، وهو موضوع تنظيم الإخوان الإرهابي في سويسرا، لافتة إلى أن هناك مدينة بأكملها وهي مدينة “تيشينو” الواقعة على الحدود الإيطالية، كانت قاعدة صلبة للفرع الدولي لتنظيم “الإخوان” منذ عام 2001″.