المستشار مروان عبدالفتاح عبدربه حارة اليمن
في عام ١٣٨٩ تقريبا كنّا في النموذجية الابتدائية في السبعة القصور التي تقع في البغدادية الغربية، والتي أهداها الملك سعود رحمه الله لإدارة تعليم جدة .فتوزعت القصور السبعة إلى النموذجية الابتدائية والفاروق المتوسطة والثانوية التجارية والوحدة الصحية وإدارة التعليم، والمبنيان المتبقيان لا اذكرهما.
كانت هذه المدارس تضم بين جدارنها أكبر عوائل جدة من جميع الطبقات فتكونت الصداقات بين ابناء هذه العوائل حتى يومنا هذا.
ايامها، كان يوم الخميس يوما دراسيا نص دوام وكنا عددا كبيرا من اخواني وعيال عمي عمر وعمي عبدالله وعمي عبدالرحمن اضافة الى ابناء جدة أمثال عيال الكيال والحمراني والسديري والشربتلي الى آخرهم من ابناء العوائل.
وطبعا تلك الأيام لا أرصاد ولا تنبيهات بدأت السماء تتجمع فيها السحب وبدا صباحنا واحنا في صفوفنا ببرق ورعد قوي وبدا المطر يهطل بغزارة حتى تحول من قوته الى سيل لم نتعود على رؤيته من قبل لصغر أعمارنا.
ولأنه كان في قصور في تلك الأيام في اتخاذ القرار المناسب من مديري المدارس فقام المدير ودق جرس الصرفة وما بين الفرحة وصراخ الطلبة بالصرفة وكأني اسمع صياحهم حتى هذه اللحظة.
خرجنا إلى خارج حوش المدرسة فرحانين بالمطرة واتبلبلت تيابنا وهاتك ياجري ولعب بين موية المطره واكيد ربنا ستر علينا والحمدلله
الاتصالات كانت على قدها طبعا وفجاه جانا عمي عبدالله الله يرحمه وجمعنا مع عياله وبقية عيال العيله وعلى النزله اليمانيه حيث يسكن
الفرحه واللعب والمزح داخل السياره له متعه كبيره وكان صاحب القلب الكبير عمي عبدالله رحمه الله يتحمل أصواتنا ومزحنا ولعبنا لكي لا ينكد علينا
تصور أيها الحبيب وانت تمر من شوارع جده وقت نزول المطر،،، المهم خرجنا على شارع المدارس الى البغداديه مرورا بشاورما شاكر والطريق زي العسل ،،، عدينا مدرسة دار الحنان اللي كانت تقع على شارع المطار القديم ناحية حي الكندره …..
حتى وصلنا الى شارع المطار بعد فندق الكندره وسراج زهران مرورا بمخابز بدره،،،،، وهناك بدأت الدغاله والخَوف فقد دخلت علينا المويه جوة السياره من غزارة المطر وغرق الشارع فتحولت سيارة عمي عبدالله من مزح وضحك الى بكاء وصياح وخوف وكل واحد يقول لعمي عبدالله ابغى ماما ابغى بابا وعمي عبدالله يقول اسكت ياواد انت وهوا خليني اعرف أسوق ،،، رحمك الله ياعم عبدالله
وصلنا النزله لبيت عمي عبدالله وكان في انتظارنا سيل اكبر،،، سيل جارف ومن فضل الله علينا ان كان في بيت عمي عبدالله كراج للسيارات فكان هو المكان الأمن للهروب من ذلك السيل الجارف
كانت ايام جميله وكانت العوائل لبعضها في تقاربها وتعاضدها حتى الجار كان بمثابة ولي امر ولا زلت أقول ان الخير في أمة سيد البشر محمد بن عبدالله الى ان تقوم الساعه
والى لقاء قادم ادعو الله الرحمة والمغفرة لوالدينا جميعا الأحياء منهم والأموات.