جدة – عبدالهادي المالكي
المفهوم الحقيقي لحساب المواطن يتجاوز التخفيف المعلن سلفاً لمواجهة زيادة أسعار الطاقة لتحسين مستوى الاستخدام الأمثل عوضاً عن الهدر غير المبرر ولهذا فهناك من استشعر الأهمية البالغة لإشاعة ثقافة الترشيد كما تفعل المجتمعات المتحضرة في معظم دول العالم رغم أن أسعار الطاقة والنفط في تلك الدول العالمية تظل الأعلى بعد مطلع العام القادم بنسب مختلفة. معظم المحللين ورجال الاقتصاد من المتابعين تأملوا أن يعي المجتمع أهمية الترشيد وتوقعوا أن يسهم حساب المواطن بالتخفيف من الأعباء المالية ريثما يتعود المستهلك على نمط جديد في التعامل مع الخدمات المحتاجة لصيانة ومثالية في الاستخدام والتعامل.
هناك من لا زال يعتقد بأن حساب المواطن دخل جديد رغم الإعلان المسبق الواضح عن مبررات إقرار المشروع للتخفيف من الأعباء ولهذا روعي في تحديد المبالغ معايير عديدة من بينها الدخل وعدد أفراد الأسرة والممتلكات وغيرها، فأصبح الأقل دخلاً أوفر حظاً بأعلى رقم بدليل أن شرائح المجتمع الذي يفوق دخلها 20 ألف ريال لا يدخلون ضمن الفئات المستهدفة.
بداية أوضح الدكتور عبدالله بن احمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد ،أن حساب المواطن في الحقيقة هو برنامج دعم لمواجهة آثار تصحيح أسعار الطاقة المتمثلة في الكهرباء والمشتقات النفطية مثل البنزين والديزل والمحروقات، والمياه والضريبة المضافة، وهذا الحساب منظومة اقتصادية فيها عدل للثروات وتخدم الأسر والمواطنين حسب فئات بل ومعايير من يستحق.
وأضاف :” ميزة حساب المواطن أنه موجه لمن يستحق ومستبعد من لا يستحق هذا الدعم وغير المواطنين ، وهي طريقة ذكية وقوية صممت من الأجهزة الحكومية، حيث سنويا هناك دعم لكافة المنتجات مثل الكهرباء والماء والمنتجات الغذائية وغيرها تعادل 400 مليار دعم غير مباشر فحان الآن ايجاد طريقة دعم مباشر مقنن وبرنامج ذكي يحسب المتغيرات وهو برنامج مرن يتم تحديثه كل 3 أشهر و6 أشهر. والمحصلة الأخرى غير المباشرة أن البرنامج يؤصل لثقافة ترشيد الاستهلاك في الخدمات والسلع ، و نتمنى الوصول الى شيوع هذه الثقافة بسلوك استهلاكي متزن في المجتمع.
وأوضح المغلوث أن قيمة الدعم المقدمة للمستحقين تتأثر بعوامل عدة، منها مجموع دخل الاسرة وعدد واعمار افرادها وستكون قيمة الدعم متغيرة حسب تغير تلك العوامل الرئيسية بحيث يتزايد الدعم ويتناقص ليعكس الحجم الحقيقي للعبء على الاسر المستحقة وسيتم تطبيق معايير الاهلية والاستحقاق المعتمدة في سياسيات البرنامج على المسجلين الحاليين وتحديد اهليتهم واحتساب قيمة الاستحقاق ، لكن الأساس الصحيح الذي يجب أن ننظر من خلاله هو أن هذا الدعم أيا كانت قيمته هو تخفيف الفارق المادي في الأسعار الجديدة وليس باعتباره دخلا جديدا.
* دعم لادخل:
من جانبه قال الأستاذ طاهر السلمي أولا: نرفع التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بذكرى البيعة الثالثة. ثانياً: بالنسبة لحساب المواطن هو عبارة عن دعم من الدولة – أدامها الله – من أجل تخفيف العبء الناتج عن ضريبة القيمة المضافة لبعض السلع الغذائية والطاقة ، وذلك من منطلق خطة التحول الوطني 2020 والرؤية 2030 ، والحمد لله ولاة الأمر يتلمسون حاجة المواطن ولا يرضون لهم إلا كل خير ، وكم من ازمات اقتصادية عانى منها العالم وتجاوزتها المملكة ، وهاهو برنامج حساب المواطن يستهدف التخفيف من أعباء الأسعار الجديدة للطاقة ، لكن البعض وبكل أسف يعتبره دخلا جديدا دون خطة ترشيد من المواطن وبشكل عام سوف نرى النتائج بعد اكتمال الايداع في حساب المواطن في الأيام القادمة. كما ادعو الى كثير من الوعي في فهم الخطوات الكبيرة لوطننا والتي ستثمر ان شاء الله مع الأيام ، لذلك اتمنى تجنب تداول الرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تشوه الحقائق ، وتلك جهات خارجة حاقدة وحاسدة تستكثر علينا ما ننعم به من نعمة الامن والأمان والرخاء التي تعيشه بلادنا”.
وقال حسن احمد مخافا احد منسوبي التعليم بجدة:” قيادة هذه البلاد ذكروا وأكدوا على أن المواطن ورفاهيته ومصلحته هي في المقام الأول فبالتالي كل القرارات التي صدرت فيما يتعلق بحساب المواطن والتسعيرة الجديدة التي ستصدر في بداية العام 2018م بالنسبة للكهرباء والبترول والضريبة المضافة وغيرها، وأنا على ثقة تامة انها لم توضع إلا بعد دراسة ورؤية وتقديم المصلحة العامة للمواطن والوطن، فبحول الله سوف يكون لها مردود إيجابي ، والمهم الترشيد وحسن استخدام مواردنا في الأسرة وأيضا الموارد العامة، وأنا على ثقة تامة انها لم توضع الا وفق مصلحة الوطن والمواطن. وإن شاء الله في الأعوام القادمة يزدهر الاقتصاد الوطني وينموا ويرتفع كما خطط لها حسب الرؤية 2030، وتأمين بدائل اقتصادية لتنويع الدخل لتحقيق رفاه افضل وفرص معيشية اكبر وفرص وظيفية اكثر ، و سوف تثمر هذه الخطط بالخير علينا وعلى الوطن الغالي .
وحول حساب المواطن قال المشرف التربوي محمد الزهراني:” إن أول الغيث قطرة وكما نعلم بأن الإيداع في بداية مشواره ويجب أن نحمد الله على الأمن والأمان في هذه البلاد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. ففي خارج المملكة لديهم ارتفاع في أسعار الكهرباء والمواد الغذائية والبترولية بفارق كبير ومع ذلك لم تفكر فيهم حكوماتهم بإيجاد حساب للمواطن مثلما فعلت قيادتنا الرشيدة والتي تسعى دائماً لراحة المواطن ، وسوف نرى في الأيام القادمة زيادة في الإيداع لحساب المواطن مع بداية العام الجديد ومع بداية إضافة الضريبة وأتمنى من الذين يقومون بتداول رسائل سالبة أن يتوقفوا، فهناك لجان على قدر من المسؤولية والثقة هم أهل لذلك ولو التزم كل مواطن بالترشيد وثقافته لقدم نفعاً لنفسه وللوطن بحسن الترشيد والمحافظة على المكتسبات”.