شعر: فيحان الويباري
رؤية : ياسر زويد
النص معارضة شعرية لقصيدة الشاعر بدر الحمد التي يقول في مطلعها:
بعض الغلا يشبه صباحات برلين
صاخب ، ومفعم بالحياة،يتجدد
يرسم فيها الشاعر فيحان الويباري لوحة تمثل غرضا شعريا أساسيا من أغراض الشعر ، وأنت تقرأها لأول وهلة ستستدعي الذاكرة فورًا الثنائيات الضدية التي بني عليها خلف أسواره المحكمة ، فالنص يبدأ فصوله الأولى بغنائية جميلة تجمع بين البقاء والاندثار أعمل فيها الشاعر الصنعة بحرفية متناهية..
بعض الغلا عنقود أعناب مع تين
متدلي من أغصان قلبك ممرد
قديم يشبه قصر مبني من الطين
ماطاح ساسه في يدينه معضد
فالمستويات الصوتية في النص متناسقة إلى حد أنك لا تجد فيها نشازًا يوحي بغير نهار مضيء يصوره ما نقله الشاعر من جمال للطبيعة يبعث في طياته الخير والنور، وهي ذات تأثير في الشعور النفسي للمتلقِّي بحيث تأخذه إلى دهاليز النص الخفية التي تخفي خلفها أثر هجير الغربة والرحيل والتشظي بنارها في التزام رائع بالسهولة والسلاسة الخالية من التعقيد والمعاظَلة، ولغة تَستلهم التراث.
بعض الغلا عنقود اعناب مع تين
متدلي من اغصان قلبك ممرد
قديم يشبه قصر مبني من الطين
ماطاح ساسه في يدينه معضد
يرسل سلامٍ من شعور المساجين
من خلف قضبان الفراق المعقد
يشوف وجه الناس في دفتره دين
ومو قادر يسدد وقبره توعّد
يا اهل الشعر ياللي عرجتوا الى الدين
نحبكم والروح منّا تتصعد
كنتوا بكور وصار مابيننا بين
ياليت نرجع قبل عمرٍ مشرد
ياوجيهكم تقلب جميع الموازين
نشوفكم والقلب قيدٍ مصفد
شكرا لكم ياعلكم فوق علين
نحبكم ايضا شعورٍ مجرّد
برلين انفيهم لنا للمحازين
يمكن اننا نفرح وحزن يتشهّد
وياشعركم نهر نبع منه السين
عذبٍ قراح وخالصٍ ويتفرد
كنتوا جمال وطعم خوخٍ ويقطين
وتبقون احلا من شموس توّلد
عودوا لنا رجع البصر شوف للعين
يمكن نشوف العمر باقي مخلّد
