فى اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة

نيفين عباس

يحتفى العالم فى يوم 25 نوفمبر من كل عام بحملة مناهضة العنف ضد المرأة والتى إنطلقت منذ عام 1999 مع تعدد إنطلاق تظاهرت النساء ببعض الدول للتنديد بالتعذيب والعنف الذى تتعرض له النساء فى كافة أنحاء العالم بعدما أصبح العنف ضد المرأة هو السائد والطبيعى من وجهة نظر البعض لتأديبها

ما تتعرض له النساء يشيب له الرأس من ترويع وإغتصاب وتحرش وعنف منزلى، تعددت أسباب العنف والألم واحد، إلى متى سنكتفى بالإحتفاء، ففى الوقت الذى يحتفى به أصحاب المنابر بالحدث ويرفعون الشعارات عالياً تتعرض ثلاث من بين 10 سيدات للعنف يومياً، فى السعودية عام 2013 وصلت نسبة العنف ضد المرأة إلى 87% وهى نسبة مُفزعة ولا أدرى كيف وصلت الأن ! وحتى إلى وقتنا هذا لا يوجد قانون واضح يحمى المرأة السعودية من العنف الذى تتعرض له

ضعف “بعض” القوانين السعودية تتحمله المراة وحدها ولعل أبرز ظهور لذلك عندما تتحول المرأة من مجنى عليها إلى جانية عندما يتهمها ولى أمرها بالعقوق وهى التهمة الجاهزة للزج بالمرأة من سجن إلى سجن أكبر فى أى وقت قرر الرجل ذلك لتوضع فى دور رعاية ولا حول لها ولا قوة، ولا يخفى علينا ما حدث لفتاة سعودية بالقصيم عندما ذهبت تستنجد بالقانون وتتقدم ببلاغ ضد شقيقها والذى يعتدى عليها بالضرب المُبرح يومياً فما كان من والدها إلا أن أتهمها بالعقوق ما جعل الحكم عليها وهى غارقة فى دماء من الإهانة والظلم والعنف إلى إيداعها فى دار رعاية ولا تستطيع الخروج منه إلى بعد أن يوافق ولى الأمر

لا أعلم هل طريق التعذيب والعنف الذى تعانى منه النساء مفروض عليهن أم هن المفروضات عليه، أحسست بوجع يكتسح قلبى عندما شاهدت فى إحدى البرامج فقرة تقدم فيها إحدى خبيرات التجميل طرق للمرأة تستطيع من خلالها إخفاء معالم التعذيب والضرب من على وجهها حتى يتمكن من مواصلة حياتها والذهاب للعمل والخروج للمجتمع من جديد

إلى هذا الحد أصبحت المرأة كائن ضعيف وهش؟؟ هل وصل التوحش الذكورى بالمجتمع إلى هذا الحد الذى يجعل المراة تتقبل الأمر وكأنه جزء لا يتجزأ من حياتها اليومية ويصل بها الحال فى النهاية إلى إيجاد حلول فقط لإخفاء معالم قسوة الرجل وتجبره عليها من على وجهها وجسدها المتعب الذى يشعر بألم نفسى يفوق أضعاف الألم الجسدى الذى تعانى منه

نحن أمام كارثة حقيقية فهذه النسبة المُفزعة التى قدمتها إلينا وزارة الشؤون الإجتماعية فى عام 2013 ما هى إلى حالات لنساء إستغثن بالقانون فما بالكم بالنسبة التى لا تستطيع التحدث والتعبير عن العنف الذى تتعرض له، هؤلاء النساء إستطعن الإستنجاد بالقانون الذى لم ينصفهن أما الأخريات يا قلبى لا تحزن يتعرضن يومياً للضرب والعنف وقد يصل بهن الأمر فى النهاية إلى وجود أسمائهن فى صفحة الحوادث بعدما أصبحوا قتلى !

من قبل أُفتتح فى أبها معرض اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة للتعريف بأضرار العنف الذى تتعرض له النساء وما يترتب عليه من أثار سلبية، تضافر الجهود المقدمة للتعريف بأضرار العنف ضد المرأة أمر أحترمه وأقدره كثيراً ولكن ما الجدوى من عمل ندوات أو معارض والقانون الذى له السلطة الوحيدة على إنقاذ المرأة من بحر التعذيب لا يحرك ساكن

وهنا يجب إصدار قوانين حقيقية تضمن للنساء حياة كريمة بعيدة عن التعذيب الذى تتعرض له هى وطفلها فنسبة تعرض الأطفال للعنف تعدت الـ 50% وهو رقم مرتفع للغاية ويجب النظر إليه وإتخاذ إجراءات حماية تحمى المرأة من بطش الرجال وهو الأمر الذى لو طُبق بقوة وحزم سيحد من الترهيب والفوضى والتعذيب الذى تتعرض له النساء

أتمنى الخروج من صالات الإجتماعات والنزول على أرض الواقع وتطبيق هذه الشعارات الرنانة التى لا جدوى منها طالما هناك من تتعرض حتى تلك اللحظة التى أكتب فيها للضرب والإهانة والعنف

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *