يطلبون الشهرة بالهجوم على سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنّا نعيش في زمن طاشت العقول بأصحابها، حينما غسل بعضها فارغة من كل علم حقيقي لتبحث عنه عند من يكرهه ويكره من يخدمونه، فالله عز وجل ندب من المسلمين بعضهم ليطلبوا علم الإسلام من مصادره وعلى أيدي علمائه، حيث يقول : (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) وأدرك المؤمنون ان ربهم ندب بعضهم ان يتعلموا العلم الديني (الشرعي) فاذا أتقنوه وتخصصوا فيه، كانوا مرجعاً لإخوانهم في علمه، لأنه يستحيل أن يندب الجميع لتعليمه، فالحياة متعددة الجوانب، ولابد من تفرغ من كل فرقة منهم طائفة يتعلموا ما يرجع لهذا الجانب، ويعلموه غيرهم ويكونون مرجعاً فيه، وبهذا سبق الإسلام ما قال به العلم الحديث من وجوب التخصص في العلوم بل وفي ممارسة الخبرات، حتى لا يترك الناس سدى لا يتعلمون شيئاً. وكل منهم يدعي انه الاعلم، فقال عز وجل (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب). وحذر من لا يعلم أن يقول في الدين بلا علم حيث يقول محذراً من اتباع خطوات الشيطان وأنه عدو مبين لنا (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) ويقول أيضاً (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)، هاجم المستشرقون الذين كان غايتهم هدم الإسلام ولم يفلحوا، رغم انهم ملأوا الدنيا ضجيجا وألفوا من الكتب ملأوا ارفف المكتبات في أوروبا وترجمه تلاميذهم الى اللغة العربية واليوم لهم بيننا انصار كثيرون يرددون ما يقولون وان كانوا لا ينسبونه اليهم، لعلمهم أنهم لو نسبوه اليهم لكشفوا انفسهم ولعلم للناس ما يسعون اليه، ولكن الوحي الذي هو عماد هذا الدين بشقيه الوحي بلفظه ومعناه وهو (القرآن الكريم)، والسنة النبوية الموحى بمعناها ولفظها من عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ألم يقل ربنا دفاعاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى)، وسيظل المصدران الاساسيان لهذا الدين الحنيف كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وسيبقيان مرجع المسلمين الذي لا يتجاوزانهما عبر العصور وحتى تقوم الساعة، وقد تكفل ربنا بذكره فحفظهما على مرّ العصور، رغم من كانوا يريدون هدمهما وابعاد المسلمين عنهما، فكان ان ازدادت الثقة بهما كيف والمسلمون لا يتعبدون ربهم إلا من خلال ما فيهما من علم، وهؤلاء الذين يحتشدون عبر الإعلام القديم والحديث للتشكيك فيهما يرون بأنفسهم أن جهودهم ضائعة وأن الإسلام ومصادره كلها باقية قوية عصية على ما يهرفون به، ولا يؤمن بما يقولون إلا أمثالهم، ممن سقطوا علمياً وفكرياً والله وحده الحافظ لهذا الدين وكل ما اتصل به من علومه وسيذهب هؤلاء ويأتي غيرهم وهو باق، كما ذهب غيرهم ممن حاول الإساءة إلى الدين ففشل واصبح يشار إليه في التاريخ بأسوأ إشارة، اللهم ربنا احفظ علينا ديننا واحفظنا به وله انك سميع عليم.
[email protected]
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
التصنيف: