جدة- البلاد
انتقل إلى رحمة الله فجر أمس الشاعر الغنائي الكبير إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي كاتب النشيد الوطني السعودي.
ولد الفقيد الراحل في مكة المكرمة عام 1345 هـ الموافق عام 1926 للميلاد بمنطقة الحجاز،
وبدأ حياته التعليمية بمدرسة الفلاح بـمكة المكرمة ثم التحق بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي وتخرج منها مأموراً لا سلكياً عام 1364هـ،وتنقل بين قرى ومدن المملكة إلى أن عاد مجدداً إلى مكة المكرمة في قسم الأخبار بالنيابة العامة، وفي عام 1373 هـ انتقل إلى قسم الاستماع بالإذاعة، ثم انتقل عمله فيما بعد إلى وزارة الصحة وعمل بقسم المحاسبة ثم أصبح رئيساً للقسم ثم وكيلا ً للإدارة المالية.
في عام 1972م التحق بمعهد الإدارة بالقاهرة وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة المالية فأصبح مديراً للإدارة المالية بوزارة الزراعة لشئون المياه بالرياض ثم كانت عودته إلى مكة المكرمة فأصبح المفتش المركزي لـــوزارة الزراعة والمياة بالمنطقة الغربية. وفي عام 1389 هـ طلب إحالته إلى التقاعد فأجيب طلبه بعد خدمة تقارب 25 عاماً.
ظهرت موهبة الفقيد الشعرية منذ فترة مبكرة وكان أول نص غنائي له ” يا ناعـس الجــفن لبيه ” الــذي لحــنه وتغنـــى به الموسيقار طارق عبد الحكيم عام 1364 هـ، ثم جدده فنان العرب محمد عبده.
كتابة النشيد الوطني :
استغرق منه النشيد الوطني لكتابته أكثر من ستة أشهر وكان الملك خالد بن عبد العزيز ،رحمه الله، في زيارة إلى جمهورية مصر وبينما كان في المنصة الرئيسية عزف السلامان الملكي السعودي والمصري، وكان السلام الملكي السعودي عبارة عن موسيقى فقط أعــدت منذ عهـــد الملك عبد العزيز، رحمه الله، فطلب من المختصين إعداد كلمات لنشيد وطني يكون مطابقا للموسيقى الموجودة في ذلك الوقت. فطلب المسؤولون من خفاجي أن يقوم بعمل كلمات النشيد الوطني وسلموه شروطاً عدة، فأتمه بعد ستة أشهر وكان هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله،. وقد بدأ بثه رسميا أثناء افتتاح واختتام البث التلفزيوني والإذاعي اعتبارا من يوم الجمعة 1 /10 /1404 هـ.
الجوائز والتكريم :
ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى مع البراءة الخاصة بها عام 1405هـ من الملك فهد بن عبد العزيز،رحمه الله، تقديرا لمجهوداته في وضع كلمات النشيد الوطني للمملكة.
كرمته جامعة أم القرى في ذي القعدة 1416هـ لنجاحه في وضع كلمات أوبريت (عرائس المملكة).
كرمته جمعية الثقافة والفنون بجدة في شعبان 1420هـ لعطاءاته المتميزة فـــي عالم الأغنية السعودية.
جائزة هيئة الإذاعة البريطانية (B.B.C بي بي سي) كأفضل أغنية في أوائل السبعينيات الميلادية عن أغنيته (أشقر وشعره ذهب).
في شهر شوال من عام 1425 هـ كرمته اثنينية عبد المقصود خوجة، وهو رئيس اللجنة المشرفة علـى إعـــداد الموسوعة الصوتية للتراث السعودي 1426هـ وأول رئيس لجمعية الفنون بالمنطقة الغربية.
كرمه النادي الأدبي بمكة المكرمة عام 1431 هـ.
تم تكريمه عام 1433 بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
لقب شاعر نادي الهلال السعودي :
ولقب إبراهيم خفاجي نفسه بلقب شاعر نادي الهلال السعودي وكان له البيت الأشهر في عالم الرياضة من قصيدة هلال نجد والذي قال به :
إذا لعب الهلال فخبروني
فإن الفن منبعهُ الهلال
وسبق له أن تولى منصب نائب رئيس نادي الهلال السعودي عند بداية تأسيسه ويعد من الذين ساهموا في تأسيس النادي.
تعاونه مع الفنانين :
غنى له الفنان محمد عبده، صبيا-مافي داعي-لنا الله-أشوفك كل يوم-أنت محبوبي-مالي ومال الناس-ومن العايدين ومن الفائزين-يا حبيبي آنستنا-يا أهل الهوى-يامضيعين الود-لاتناظرني بعين-الود طبعي-انا المولع بها-هيا معي-كوكب الأرض-لو سمحت المعذرة-لو كلفتني المحبة-ظبي الجنوب-من فتونك-اوقد النار-يامنيتي-ناعس الجفن-نجمي ونجمك وودع اليأس.
كما غنى له الراحل طلال مداح،شكوى لله-شاءت الأقدار ياقلبي تلتقي-اجمعوا بالقرب شملي
-كلنا في طريق الحب ماشيين-تصدق ولا احلفلك-مر بي-كانك مانت عارفني-على شانه
-كيف انساك وتعداني وماسلم.
كما غنى له الكثير من الفنانين العرب منهم : صباح – جاكلين – سميرة توفيق – كارم محمود – محمد قنديل – إحسان صادق – وديع الصافي -شريفة فاضل – هيام يونس – عايدة أبو خريص – علي عبد الستار- عبادي الجوهر
اعتزاله الساحة الفنية :
كان آخر إنتاج فني له أوبريت (عرايس المملكة) الذي قدمه في عام 1416هـ من ألحان وغناء محمد عبده وشاركه في الغناء طلال مداح وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد بعد أن استغرق ستة أشهر في كتابته زار فيها جميع مناطق المملكة.
الحالة الصحية :
في يوم 29 ستمبر 2017 تدهورت حالته الصحية فنقل الى مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة وبحسب عائلته، فإن أمراض القلب والقولون والقرحة والنزيف الداخلي تكالبت عليه مؤخراً، ما أدى لدخوله العناية المركزة معتمدا على أجهزة التنفس الاصطناعي، كما مُنعت الزيارة عنه نهائياً إلى أن توفاه الله .