جدة ــ البلاد
خطوات تصعيدية للجامعة العربية ضد إيران، أعلنت عنها في ختام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنتهي امس الاول ، بالعاصمة المصرية القاهرة.
وعشية الاجتماع، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى محادثة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب استقبال الأخير لرئيس وزراء لبنا المستقيل سعد الحريري في باريس.
وأضاف أنهما اتفقا خلال المحادثة على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة حزب الله وإيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة. تدخل سافر:
بلغت تدخلات إيران السافرة في المنطقة مبلغا لم يحدث من قبل، الامر الذي استدعي تدخل المملكة، لدعوة الوزراء العرب للاجتماع طاري، بسبب ما تعرضت له مدينة الرياض ليلة السبت الموافق الرابع من نوفمبر 2017 من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن
وما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط، حيث اتهمت السلطات البحرينية إيران بالوقوف وراء حريق عطل تزويد البلاد بالنفط .
وتظهر التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية بشكل واضح عبر سلسلة العمليات الإرهابية التي نفذتها طهران في لبنان من خلال عملائها وأذرعها، وذلك منذ ثمانينات القرن الماضي، مستغلة حينها الحرب الأهلية .
وساهمت إيران أيضاً عبر ميليشيا حزب الله في وضع لبنان في حالة عداء شبه دائمة مع عدة دول عربية وغير عربية.
خطوات :
البيان الختامي للاجتماع أقر للمرة الأولى خطوات إجرائية تجاوزت الإدانات والاستنكار إلى التحرك على مستويات عدة لمواجهة الإرهاب الإيراني، ما يشير إلى أن ثمة استراتيجية جديدة للعمل العربي المشترك لمواجهة قضايا الإرهاب وتهديدات الأمن القومي.
اذ تضمن البيان تكتيكا جديدا لمواجهة سياسات إيران التخريبية، عبر نقل المواجهة إلى ساحة المجتمع الدولي، وذلك عبر تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231 فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية.
ويستند هذا التحرك إلى وقائع استخدام الصواريخ البالستية الهجومية عبر مليشياتها في اليمن، والتي استهدفت الرياض في وقت سابق، وهو ما ينطوي عليه من دلائل تقوض الادعاءات الإيرانية حول طبيعته الدفاعية وما يمثله من تهديد داهم للأمن القومي العربي.
هذا التحرك سيشمل أيضاً وقائع انتهاك إيران لقرار مجلس الأمن 2216 عبر تزويدها المليشيات الانقلابية في اليمن بالأسلحة، واعتبار إطلاق صاروخ بالستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان من قبل إيران، وتهديد للأمن والسلم القومي العربي والدولي وإبلاغه بضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وقال وزير الخارجية عادل الجبير، إن “ما صدر عن الجامعة العربية هو قرار شمل نقاطا عدة أبرزها إدانة تدخلات إيران في الشؤون العربية”.
وأضاف الجبير، في لقاء على فضائية (CBC) المصرية، أن “التصعيد يأتي دوما من إيران”، مؤكدا أنها “هي التي صنعت الخلايا الإرهابية في منطقتنا وموّلتها”.وتابع: “إيران هي المسؤولة عن التوتر في اليمن والعراق وسوريا وزعزعة الاستقرار في الخليج”.
وقال إن “إيران دعمت عملية إرهابية عام 1996 في الخبر وهي متورطة في تفجيرات الرياض عام 2003، كما أنها تستضيف زعامات وقيادات منظمات إرهابية”.وأوضح وزير الجبير أن مليشيا حزب الله الإرهابية ليست جزءا من الشعب اللبناني، بل أداة إيرانية، و”فرضت نفسها بدعم من إيران على اللبنانيين”.
مواجهة العدوان :
وتضمن البيان الختامي للاجتماع أيضاً، حق المملكة في الدفاع الشرعي عن أراضيها وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأعلنت الجامعة العربية مساندتها لأية إجراءات تقررها المملكة ضد الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية، وهو ما يعد رسالة لنظام الملالي بأن أي عدوان سيتم الرد عليه بالمثل.
وأكد البيان أيضاً دعم مملكة البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية للحفاظ على أمنها واستقرارها.
هذه الرسالة تنطوي على العديد من الدلالات التي تشير إلى أن إيران لا تعترف سوى باللغة التي تفهمها، وهي “القوة”، والتي تم التدرج في استخداماتها ما بين الدبلوماسي والسياسي بل العسكري.
تقويض أذرع إيران :
اعتمد البيان ما يمكن اعتباره تكتيكات مواجهة متكاملة، فإلى جانب التحرك دوليا لحصار إيران وفضح انتهاكاتها، قررت الجامعة العربية حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران والتي تبث على الأقمار الصناعية.
وتأتي هذه الخطوة لقطع أداة التواصل التي تستخدمها طهران لبث الطائفية والنعرات المذهبية والعرقية في دول المنطقة العربية، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا خلال السنوات السابقة، لا سيما في العراق وسوريا، وأخيرا اليمن.
وتعتمد إيران في مخططاتها التخريبية على الفتن الطائفية التي تؤجج النزاعات، وذلك حتى يمكن النفاذ إلى الدول العربية من خلال عناصرها ومليشياتها المسلحة، كما هي الحال في حالة حزب الله بلبنان، والانقلابيين الحوثيين في اليمن.
وهنا أشار البيان إلى ضرورة التحرك في مسارات مختلفة، لإجبار إيران على إيقاف دعم وتمويل المليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، خاصة تدخلاتها في الشأن اليمني والتوقف عن دعمها للمليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ومدها بالأسلحة وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام.
وينسحب هذا التحرك على حزب الله اللبناني الإرهابي “الشريك في الحكومة اللبنانية” حيث حمله البيان مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية، ونشره للتطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي.
وبحسب مراقبين، فإنه ليس باليسير التعويل على إمكانية تحقيق اختراق ملموس وتغيير طهران لسلوكها العدواني في المنطقة؛ فإيران تنطلق من رؤية إستراتيجية تعتقد أن دورها الإقليمي يتعاظم ، وكلما تراكمت أوراقها وأذرعها وأدواتها مثل مليشيا حزب الله والحوثيين ضمنت تقليل فرص استهدافها، الامر الذي يحتم بحسب المواقبين ضرورة استصال ازرعها فى المنطقة، ومن ثم الاجهاز على الراس فى طهران.