رجل سبعيني ضخم الجثة ابيض اللون بحمرة يرتدي دائماً ثوباً أبيضاً ويعتمر كوفية بلدي ويتحزم ببقشة ويضع إحراماً على كتفه. كان يعيش ويعف نفسه ويكفيها بمهنته البسيطة وهي بيع الحبحبوه و قمر الدين على الطلاب في الفسحة.
إنه العم أحمد صابر رحمة الله عليه. كنت أراه يومياً جالساً على صندوق خشبي في مدخل مدرسة الفلاح الابتدائية. ندخل المدرسة قبل الطابور وهو جالس في مكانه ويجلس بجانبه بواب المدرسة العم أحمد مهنا يتحدثان في شئونهما ويتناولان إفطارهما الذي كان في الغالب خبز وسكر وبراد شاي. تخيلوا أعمارهما في السبعين ويفطران خبز وسكر. لم يكونان يعانيان من السكري وأنّا لهما ذلك وهو داء المترفون.
تنتهي الحصة الثالثة ونخرج الى الفسحة نجري باتجاه العم أحمد صابر رحمه الله لشراء الحبحبوه وقمر الدين ونتحلق حوله بطلباتنا وكان صبوراً بشوشاً رحمه الله. لا يتذمر ولا يتأفف ويلبي طلباتنا وكان كفه هو المكيال.
هكذا عاش ذلك الرجل يعف نفسه بتلك القروش القليلة عن السؤال. رحم الله العم أحمد صابر وأسكنه فسيح جناته.

التصنيف:

One Response

  1. اتذكر بيته و الله اعلم في خلف سوق البدو و كان يبيع حبحبوه فاخر جدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *