متابعات

مخالفون للأنظمة يمارسون التجارة على سيارات خربة بجدة

جدة- حماد العبدلي
اشتكى عدد من المواطنين الذين يتواجد أبناؤهم في حلقة الخضار يبحثون عن مداخيل رزق لهم يعينهم على مواجهة أمور الحياة والمعيشة من انتشار الباعة الجائلين في مناطق مختلفة من مدينة جدة بينما تغض بعض البلديات الطرف عنهم. وتتخذ العمالة الوافدة من الشوارع والمداخل والأرصفة وكوبري العمال بالكيلو السابع أماكن لتجارتهم حيث يعرض الخضار والفواكه من على سيارات خربة في تحد للجهات ذات العلاقة لتصبح هذه الأماكن أشبه بحلقات خضار مخالفة للأنظمة. كما يرى مواطنون أن كوبري العمال يئن تحت وطأة جملة من المخالفات.
وقال احمد الزبيدي:” الوافدون يأتون إلى البلد وهم لايملكون شيئاً، وخاصة من بعض البلدان، وعندما وجدوا تساهلاً من الجهات الرقابية، أمانة جدة وغيرها، اشتغلوا في سوق الخضار وأصبحوا تجاراً وتحكموا في السعر وفتحوا محلات في كل شارع دون مبالاة وهناك من يتستر عليهم وجهات الاختصاص في سبات عميق وتغض الطرف أحياناً.”
وقال المواطن أحمد العجلاني: ” بالرغم من أن القوانين تمنع استئجار العمالة لهذه البسطات إلا أن هناك من السعوديين من يشارك في ذلك ويؤجر بسطته بالباطن ونتيجة هذه التصرفات غير المسؤولة يسيطر الأجنبي على السوق ويتحكم فيه.”
وأضاف: “لابد من وقفة حازمة وقوية ضد هؤلاء وسحب بسطاتهم وتغريمهم للحد من تلك التصرفات التي تساهم في تواجد العمالة بشكل كبير في الشوارع.”
واعتبر عطيه الشمراني أن شوارع جدة تحولت إلى حلقات خضار كل شخص يشتري عربية خشبية ويضع فيها الخضار والفواكه ويجوب بها الشوارع وأمام المساجد من أجل اصطياد الزبائن.. وهذا بلاشك ألحق الضرر بنا كأصحاب محلات نستأجر بمبالغ طائلة وغيرنا يبيع في الهواء الطلق دون رقيب ولابد من وضع حلول سريعة لمثل هذه النوعية من الباعة الجائلين وهم للأسف اصبحوا علامة وسمة ملازمة في كافة الأحياء. وليس لديهم مانع من البيع بثمن زهيد أحيانا لأن بعض الخضار والفواكه قد أوشك على فقد صلاحيته للاستهلاك من شدة حرارة الشمس”.
وقال صاحب عربة خضار يمني الجنسية يدعى محمد :” لا مقر لي بشكل معين أبحث عن الزبائن في الشوارع وابيع الخضار والفواكه بسعر أرخص من بيعها في المحلات.”
واشار أنه لم يحدث أن صادرت البلدية عربته الخشبية منذ ان عمل في هذا المجال مؤكداً ان حمولتها بقيمة ثلاثمائة ريال ويحل على مردود مادي من البيع كما أن الزبائن يفضلون الشراء من أصحاب العربات بالقرب من منازلهم.
أما محمد السفري فقال إن العائد من بيع الخضار والفواكه مردوده ايجابي من حيث الدخل المادي وهناك فوائد كثيرة خاصة وأن هؤلاء البائعين لايدفعون إيجارات كما أن الاقبال عليهم يفوق الوصف خاصة من أصحاب المطاعم لشراء الطماطم والورقيات وبأسعار مناسبة وقد تكون مغرية أكثر من بعض المحلات وحلقة الخضار.
وفي زاوية من ركن الشارع تتخفى وافدة افريقية وراء مستودع وتقوم بإخراج الخضار والفواكه منه وسط بيئة مقززة وتقوم ببيعها على المارة بسعر رخيص وبهذا السلوك فهي تهدد بلاشك بكارثة صحية . وطالب الشيخي بلدية الحي التابعة للروابي القيام بجولة لتنظيف الشارع من مخالفات المفترشين التي حولته إلى حلقة خضار.
المواطن مبارك الحربي قال: ” إن ما يحدث يوميا من أزمات سير نتيجة تواجد البسطات وإقبال المواطنين عليها اعتقادا منهم بأن الاسعار فيها أقل من المحلات وما هو إلا وهم حيث إن البضاعة في الغالب تكون قد قاربت على التعفن وفقد الجودة ولذلك تجد ان اسعارها اقل لكن بفارق بسيط لا يستحق ان تلحق الضرر والأذى بالآخرين”.
واضاف:” إن الوضع الحالي في غلاء الأسعار يجعل مثل تلك الاماكن ملاذا لمن تكون دخولهم ادنى من غيرهم لكنه في الوقت نفسه فان كثافة اعداد المركبات في الأحياء وازدياد أعداد الناس سيما وان المكان بجوار تجمع العمال المخالفين على الكوبري السابع شرق جدة خصوصا في الأماكن السكنية القديمة والمكتظة بالمباني هو ما يحدث الأزمات الخانقة وانه لا مجال لحل المعضلة سوى بتنظيف الشوارع من هذه المخالفات التي تسهم في اعاقة الحركة المرورية.”
واشار صالح عبدالله انه من رواد البسطات “سيما أن اسعارها تقل عما هو معروض في المحلات وقد تجد بضائعها أجود كما هو الحال بالنسبة للطماطم التي لا يستغنى عنها أي بيت تقريبا” وهو ما اتفق عليه العديد من الموجودين حيث يرون أن المشتري يستطيع الشراء بالسعر الذي يناسبه بالرغم من مخالفات اصحاب الخضار والفواكه.
صاحب بسطة على مفترق طريق حيوي غرب كوبري العمال رفض الكشف عن اسمه قال ردا على سؤال عن سبب اختياره الموقع:” المكان الحالي يشهد إقبالا كثيفا من الناس عموما بخاصة من المواطنين والمقيمين واصحاب المطاعم على حد سواء، والموقع الحالي استقطب العديد من التجار وهو السبب في حدوث الأزمات التي تشتد في ساعات العصر من كل يوم”.
واضاف انه يعمل في هذا المجال منذ بضع سنوات مؤكدا عدم امتلاكه محلا وان الاقبال المتزايد من المواطنين على مثل تلك البسطات هو ما شجعه بتكثيف عمله فيها، لافتا الى انه يمتلك اكثر من بسطة موزعة في اكثر من موقع وان كل بسطة يمتلكها تحتاج الى عمال ويسهم بتأمين دخول معقولة لأسر محتاجة.
و برر المواطن سعد القرني (بائع) أن لجوءه للبيع في الأماكن العامة والشوارع يعود إلى كثرة الناس، وقال:” أنا أكبر إخوتي ولا يوجد لدينا دخل سوى ما أكسبه من بيعي الخضروات والفواكه”، مضيفاً:” طرقت أبوابا عدة، بحثاً عن وظيفة ولكن كل السبل باءت بالفشل، ففضلت بدلاً من التسكع في الشوارع والجلوس عاطلاً عن العمل أن أمارس هذه المهنة إلى حين انفراج مشكلتي وانا أولى من غيري من اصحاب العربات الخشبية الذين يتحركون بكل اريحية ولايجدون من يوقفهم عند حدهم من جهات الاختصاص.”
واستطرد القرني: ” أنا وغيري من الباعة، نعلم أننا نخالف أنظمة الأمانة في البيع في الأماكن العامة، وغيرها، وقد حددت لنا محلات في عدة أسواق، كي نستأجرها ونبيع فيها، ولكن ما يجعلنا لا نستأجر أن الربح الذي نجنيه من بيعنا بالكاد يكفينا، خاصة أن البعض لديهم التزامات أسرية، وبالتالي لا يمكننا أن ندفع إيجاراً في محلات ايجارها مرتفع في ظل تدني المبيعات في تلك المحلات.”
وكان لزاماً أن يتناول موضوعنا آراء المستهلكين الذين يتعاملون مع الباعة بالبيع والشراء حيث قال: ” العديد من الباعة الجائلين المنتشرين في الأماكن العامة قد يبيعون بأسعار مناسبة قد تتناسب والقدرة الشرائية للعديد من الناس وليس في هذا مبالغة مثلما هو حاصل في بعض محلات بيع الخضراوات في الأسواق المغلقة والمحال التجارية والبقالات التي يتحجج أصحابها بأنهم مضطرون لرفع الأسعار لوجود عدة التزامات مادية” .
ويرى ضيف الله الزهراني أن الجودة في الخضراوات قد تجدها لدى بضائع البائع الجائل إذ لا يوجد بها أي تلف بل العكس أن البعض منهم حريص على نظافة بضاعته والاعتناء بها من أجل إرضاء الزبون بل يحاول البعض منهم أن يقيها من حرارة الشمس والتي قد تتلفها مضيفاً: ” أنا كمستهلك أبحث عن الشيء الذي يناسبني سعراً وجودة فلو كان هذا الشيء غير متوافر لدى هذا البائع لما لجأ إليه عامة الناس بغض النظر عن كل اعتبارات وقد أجد ما أريد لدى البائع الجائل أما مخالفته فمسؤولية جهات أخرى وطالما أنها لم تلاحقه فهذا شأن آخر.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *