جدة – ليلى باعطية
(ليتني طقاقة) عبارة نسمعها من بعضهن في لحظات المرح أو الضجر، يسخرن من الواقع وغرابته ، حينما يدب اليأس في نفوسهن ويقارن بين عدم جدوى شهاداتهن وما تجنيه (الطقاقة) في عدة ساعات في ليلة واحدة من أجر يفوق راتب عدة شهور لجامعية، رغم تواضع مؤهلات (محيي الأفراح). العبارة رغم سخريتها تكشف عن ألم وواقع اجتماعي غريب! .
(البلاد) وجهت سؤالاً واحداً لقرائها : هل تمنيت في لحظة أن تكون مطرب حفلات؟، فكان كفيلاً بأن يستفز مشاعرهم.
•سؤالٌ موجع:
تفاعلت الصحفية “مرام مبارك” تجاه السؤال قائلةً :” يا إلهي ما هذا السؤال الموجع؟، فأنا لا اتوقع بأن هناك أحداً لم يتمن ذلك ..”.
•زمن المهارات:
“نصر الفريد” قال:” إن الواقع يعكس لنا أن هذا الزمن لم يعد يُعنى بالشهادات الكثير، ولكنه زمن المهارات. فمشاهير “السناب” أصبحوا يتقاضون في البوست الواحد أكثر من راتب موظف في 6 شهور”.
وقالت “حياة جملول” :” كلنا للأسف مررنا بلحظات تمنينا فيها أن نكون مطربات حفلات، حيث أن “محيي الحفلات” يتقاضون مبالغ كبيرة في ليلة واحدة ولمدة ٤ ساعات فقط”.
•الشهادة في سُبات:
وبحسب “جهاد حسن” أنها تمنّت كثيراً دخول المجال من أوسع أبوابه، لكن ما منعها أن صوتٌها ليس جميلاً.
• طقاقة ضحكت لها الحياة:
ووفقاً لـ “بدرية القرني” فأنه يوجد في منطقتها “طقاقة” معروفة تتقاضى أجراً كبيراً، كلما رأتها بحفلات الزواج تذكرت أيام المدرسة ومستواها الدراسي المتدهور،في حين تتذكر هي تعبها واجتهادها المستمر لتكون من المتفوقات..
•رأيان مخالفان:
“ميثاء آل مساعد” نفت أن تكون مرت بلحظات تمنّت فيها أن تكون مطربة حفلات قائلة:” الحمدلله شهادتي نفعتني كثيراً، واستطعت تحقيق أحلامي بإرادتي وعزيمتي”.
وقال “عبدالله باكدم” :” وإن كان أجري سيصل إلى ٥٠ ألف ريال فلن أقبل أن أكون مطرب حفلات، لكن أسمع كثيرا عن النساء اللاتي يتمنين ذلك”.
•المهم.. الشغف بمجال العمل:
سيدة الاعمال سارة خاشقجي قالت :” بغض النظر عن (طقاقة) أو سيدة أعمال على الشخص أن يخوض غمار المجال الذي يحبه، فلا ضير من مجال أحياء الحفلات في حال كان الشخص يحبه ويجد نفسه فيه”.
وفي مجال الأعمال تنصح الشباب عند بدأ المشروع الخاص بهم أن يكون لديهم تجاهه حبٌ وشغف حتى يكون تعبهم ذا لذة وطعم، وأن يقوموا بدراسته جيداً قبل البدء فيه، وأن يعطوه كل وقتهم واهتمامهم وقوتهم، ويجب عليهم عدم الاهتمام بإرضاء الآخرين على حساب رغباتهم.
• ردود الفعل صادمة وطبيعية:
وبعد تلقي العديد من وجهات النظر التي غلب عليها التأكيد بحلول لحظات تمنّى فيها الكثيرون أن يكونوا “محيي حفلات” لكون الشهادة لم تنصفهم مادياّ، توجهت (البلاد) إلى التربوي “علي يماني” الذي اعتبر أن النتائج وردود الفعل التي تم رصدها (صادمة) وأيضاً (طبيعية) في ظل الاحباط الموجود لدى بعض الشباب والفتيات بسبب أن شهاداتهم وخبراتهم لم يحصلوا من خلالها على المردود المادي الذي يوازي من وجهة نظرهم جهدهم في بعض الوظائف الحالية.
•5 أسباب تحول السلبية لإيجابية:
وأشار يماني إلى 5 نقاط تمكّن المرء من تحويل الاحباط والسلبية إلى ايجابية وحافز للنجاح وهي :
1-الموهبة : (الطقاقة) أو (المطرب) كان لديه موهبة تمت تنميتها ، لذلك لابد من تنمية الشباب والفتيات لمواهبهم حتى تصبح فرص عمل ومهن يمارسونها في المستقبل.
2-العمل الحر وريادة الأعمال: الكثير ينتظر الوظيفة المكتبية ونسوا موضوع العمل الحر وريادة الأعمال التي تساهم في تطور العديد من الدول الأخرى، وحاليا نجد الكثير من الشباب الذين قادوا العديد من الاعمال بمختلف التخصصات إلى مستوى عال، ويقترح يماني إنشاء مؤسسة عملية تضم تخصصات مختلفة للشباب والفتيات، يعملون بشكل تكاملي لإنشاء مؤسسة خدمة مجتمعية تقدم للمجتمع خدمات كبيرة، وتعود عليهم بمردود مالي.
3-التدرج المهني وعدم اليأس: هؤلاء المطربون والطقاقات بدأوا من الصفر، وكانوا صغاراً في مجالهم، ثم تدرجوا ليصبحوا مشاهير ومشهورات، بينما شبابنا يريدون الشهرة فورا، وعليهم ادراك ضرورة التدرج والتطور في أعمالهم حتى يصلوا للهدف المنشود.
4-العلم والشهادة سلاح في اليد: من خلالهما يمكن العمل في أي مكان بالعالم، أما المطرب والطقاقة فقد ينطفئ نورهما في أي لحظة ويتم نسيانهما.
5-استحضار النيّة: في المهنة يقدم الانسان خدمة كبيرة للوطن وللمجتمع لذلك يجب استحضار النية وهذا يمنح راحة كبيرة، والمردود المادي سيأتي بإذن الله.