شفق السريع
منذ فترة طويلة لم تطرب أذني لمحاورةٍ شعريةٍ تستأنس لها ذائقتي وذائقة الكثيرين والذين يطمحون إلى متابعة محاوراتٍ ذات معنى وفتل ونقض..من المعلوم أن المحاورات تعتمد بشكلٍ أساسيٍ على الفتل و النقض وبناء المعنى.. والشاعر الذكي القوي هو من يستطيع أن يجمع بين النقض والفتل في سياق المعنى في نفس البيت..انحدار المحاورة خلال العشرة أعوامٍ الماضيةِ لم يكن عبثياً..
فالانحدار بالمعاني الشخصية هي من تسببت في انحدار قيمة و مستواها، و هذا الانحدار في المعاني صاحبه انحدار في الألفاظ و ضعفٌ في الأبيات.. فأصبحت بضاعةً رخيصةً تاجر بها من ليس من أهلها.. فاجتمع في المنتج حشفٌ و سوء كيل..هذا الأسبوع استمعت لمحاورةٍ لا يمكن تصنيفها إلا أنها من عيون شعر القلطة.. اجتمعت فيها محاسن شعر المحاورة.. فمن المعنى المغلّف بفكرٍ و شاعريةٍ كبيرةٍ إلى جمال الفتل وعبقرية النقض.. الشاعران تركي العصيمي و زميله حمدان العصيمي قدَّما لجمهور المحاورة نموذجاً رائعاً وعكسا حقيقة هذا اللون الشعري الخالد.
رتويت فتل:
عمامتك طارت بها شقر الطيور اللي تحوم
وليا سلم راسك يابن عاصم ذبحنا لك فدي
لـ/ تركي العصيمي
رتويت نقض:
ان عاش راسي ما تشرّه فيكم عيال الرخوم
وان مات راسي سنّةٍ للناس قبلي و بعدي
لـ/حمدان العصيمي.