الأولى متابعات

(البلاد ) رافقتهن في أول رحلة.. 28 غواصة سعودية في أعماق البحر

جدة – صالح سالم

في وقت ليس بالبعيد كانت هواية الغوص في المملكة لمحبي البحر تقتصر فقط على الرجال إلى أن بدأت تأخذ حيزاً أكبر من اهتمام السيدات والفتيات بهذه الرياضة البحرية الجميلة، وزاد الإقبال على الالتحاق في دورات التدريب على الغوص في أعماق البحر دون الخوف من تلك المغامرة أو حتى نظرة المجتمع التي رفضت نزولهن للبحر ببدلات الغوص إلى أن تلاشى كل ذلك, حتى أصبح بمقدور النساء الغوص ولكن بشرط وجود محرم يرافقها.

(البلاد) تابعت ورصدت أول رحلة غوص نسائية حيث تم السماح للنساء بمزاولة الغوص، بحيث لا يقتصر على الرجال فقط وانما مطلق طالما حصلت المرأة على الشهادات والرخص المطلوبة مع التشديد على التفتيش والتدقيق على النساء من قبل نساء حتى يتم ملاحظة اى خلل منافي فيبلغ عنه.

دعم بلا حدود

وعلى ضوء هذا القرار وبمباركة من حرس الحدود بمنطقة المدينة المنورة ممثلة في محافظة ينبع وتحت إشراف وموافقة العقيد سطام الحازمي انطلقت أول رحلة نسائية سعودية بالقوارب للغوص واستكشاف الشعاب المرجانية والاماكن البحرية داخل المملكة بقيادة الكابتن نشوة جمال، والتي انطلقت من مرسى ينبع الصناعية, حيث قام كل من الكابتن حسن الجهني وقادة الغوص أمين خضر وعبدالسلام موافي والكابتن أحمد ابو عنق من مركز غواص المغامرات بتوفير قوارب التنقل للرحلة والإنقاذ وتحديد مواقع الغوص للمشاركات مع الأخذ في عين الاعتبار ادوات السلامة الضرورية للمشاركات التي بلغ عددهن 28 مشاركة وبمشاركة 6 مدربات غوص محترفات.

حيث كان من المقرر للفريق زيارة حطام السفينة ايونا والغارقة منذُ حوالي مائة عام في البحر الأحمر ولكن بسبب سوء الأحوال الجوية تم تغيير موقع الغوص إلى منطقة أم خشه والسبعة شعب.

تم تقسيم المشاركات إلى عدة فرق بحسب التدريب المعطى للغواصات والخبرة في التعامل مع البحر وللحفاظ على سلامة المشاركات, حيث اتسمت الرحلة بروح المشاركة من الجميع ونجاحها دون مخاوف تذكر على المشاركات والتي تعتبر هذه الرحلة هي الأولى بالنسبة لهم من خلال رحلات الغوص الجماعية من داخل مركب بحري.

اصبح لنا تواجد
تقول قائدة الفريق الكابتن نشوة جمال : من الرائع أن يكون لنا تواجد أسوةً بالرجال في التمتع بهوايتنا الرياضية دون قيد أو خوف وتحت مظلة رسمية، مما يساعدنا من خلال خبراتنا المكتسبة في تحقيق مشاركات وإنجازات تسجل باسم المملكة عالمياً في أي رياضات بحريه كانت.

وتضيف أصغر المشاركات في الرحلة نجود الحارثي: بغض النظر عن أن الرحلة نسائية فهي بالنسبة لي أول تجربة فى رحلة بحرية, حيث تعتبر هذه إضافة لنا لتقديم الكثير من خبراتنا والاستفادة من خبرات الغير،فالرحلة زادتني يقينًا بأن النساء قادرات على القيادة وعلى تحمل المسؤولية.

 

جو من التعاون والاخوة
بفخر شديد تصف كبير المدربين في منظمة PADI الكابتن سوسن القحطاني ، هذه الرحلة بقولها : من الرائع أن تكون هذه المشاركة الأولى لنا بهذا العدد الرائع من المشاركات حيث ساد بيننا جو الاخوة والتفاهم وإتباع تعليمات المنظمين للرحلة والمدربات بالتقيد بإجراءات السلامة مما جعل رحلتنا الأولى ناجحة بكل المقاييس برغم وجود بعض الأمواج والتيارات التي صادفتنا إلا أننا والحمد لله لم نتأثر بها ولم تشكل أي خطر علينا.

مذاق مختلف
وتقول ندى خياط رغم انني منذُ 2010 أمارس رياضة الغوص أنا وعائلتي ، إلا أن تجربة الغوص من خلال مركب وتحت مظلة جهة معتمده له طابع خاص جداً لدى كل المشاركات حيث أن هذه الرحلة أتسمت بالتعاون فيما بين جميع المشاركات دون أي مخاطر تذكر ولله الحمد مما سيجعل تكرارها أمراً في غاية السعادة.

مسنودين بشهامة الرجال
• وبثقة شديدة تقول الكابتن عفاف باجابر من منظمة (PADI ) أن المرأة جزء من المجتمع وهي تشكل الشريحة العظمى فهي صانعة الاجيال وهي من يسطر التاريخ لها فخراً على ما تقدمه للمجتمع ولأن فطرتها يغلب عليها الحنان فهي تحتاج إلى قوة الرجل مهما بلغت من العظمة فنجاح الرجال مقرون بعظمة المرأة ونجاح النساء مسنود بشهامة الرجال كلاهما يكمل الآخر مع احترمي لجميع النساء والغواصات فلولا الرجال وترتيباتهم واستعداداتهم ما نجحت هذه الرحلة بنجاح.

وعن قرار السماح للمرأة بالغوص أوضحت باجابر: أنه قرار مجزي وبناء وانطلاقة واسعة في اكتشاف قدرات المرأة السعودية وأن باستطاعتها الوصول الى القمة والعالمية والمنافسة مثلها مثل اي إمرأة أخرى في العالم فهي لا تقل خبره عنهم، وتضيف نعم هذه هى الرحلة الأولى وتعتبر تجربة ناجحة رغم وجود بعض العقبات مثلها فى ذلك مثل اى رحلة عادية، لكن الترتيبات المنظمة من قبل المنظمين ذللت الكثير من العقبات.

نحافظ على سترنا
وتصف كبير المدربين لمنظمة( PADI ) الكابتن نهى شعبان التجربة بقولها : أن هذه الرحلة رغم أنها الأولى ولكننا ولله الحمد لم نواجه فيها أي صعوبات تذكر و دون أية إعاقات من ناحيه الجو وتغير المناخ وحركة الرياح، بل اتسمت هذه الرحلة بإعطائنا قوة لزيادة خبراتنا في الغوص رغم وجود الغواصات منذُ زمن ولكن الأضواء لم تكن مسلطه علينا نحن كنساء ولكن بعد هذا القرار سيكون لنا الأثر الإيجابي في تقديم خبراتنا مع حفاظنا على سترنا وشريعتنا الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *