قدرة الله في كل الأشياء
يتنفس البشر بشكل لا إرادي بينما تفعل الدلافين ذلك بشكل واع، بنفس الطريقة التي نقرر بها المشي تقرر هي أن تتنفس، عندما تطفو إلى السطح تملأ من 20-90% من رئتيها بالهواء حتى تستطيع البقاء تحت الماء لمدة طويلة. التنفس أثناء النوم لا يشكل مشكلة بالنسبة لها فهي تستخدم فصوص أدمغتها اليمنى واليسرى بالتناوب كل 15 دقيقة. بينما ينام أحد نصفي الدماغ يعمل النصف الآخر بطريقة تمكن الدولفين من الصعود إلى السطح والتنفس.
الكائنات البشرية ليست الكيانات الوحيدة على الأرض بخصائص معقدة، سواء بحثت أو تقصيت في أي مكان بإمكانك أن ترى عددًا لا يحصى من أشكال الحياة المعقدة والمتنوعة تطير في السماء أو تعيش في أعماق المحيطات. الطريقة التي خُلقوا بها مختلفين عنا وعن بعضهم البعض كما في الممالك المختلفة هي جزء من حكمة الله خالق كل أنواع الفن والجمال.
لا يستطيع البشر تزويد الكائنات الحية بأدوات تمكنها من التنفس تحت الماء أو ملء رئتيها بالهواء حتى مستوى معين، ولا يستطيعون منح أي شيء القدرة على التحكم في فصوصه الدماغية أو تعليمه كيفية تشغيل الأنظمة التي يحتاجها في جسمه ليبقى على قيد الحياة بينما هو نائم، ولا يستطيعون إعطاء أي كائن حي أنسب الوسائل والخصائص للعيش في البيئات المختلفة. الكائنات البشرية لا تستطيع فعل ذلك لأنفسها حتى.
بالنظر إلى هذه الحقائق كيف تستطيع الصدفة المحضة تحقيق ذلك بينما لا تستطيعه الكائنات البشرية الواعية؟ نظرية التطور التي تتخذ من الصدفة معبودًا وتعتقد بأن كل شيء جاء إلى الوجود بطريقة عشوائية، انهارت تمامًا في وجه اكتشافات العلم الحديث المتواصلة لهذه الأنظمة المعقدة المكتشفة حديثًا.
وحده الله العظيم يمنح الحياة ويهب الكائنات الحية ما تحتاجه للنجاة ويغدق عليها بالخصائص والهبات التي تمكنها من ذلك. الناس الذين يصادفون هذه النعم في كل لحظة بحاجة لإدراك رحمة إلهنا وعطاياه واللجوء إليه.
“إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”. (البقرة، آية 164).
التصنيف: