مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
ضمن جهوده البحثية العميقة للتصدي لأكثر وأخطر الأمراض من مسببات الإعاقة يتبنى مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة مشروع “العلاج الجيني” لمرض “حثل الشبكية”، الناتج من زواج الأقارب، والمنتشر بشكل كبير في المملكة العربية السعودية، وذلك من واقع اهتمام المركز بالبحث العلمي.
ويدمر هذا المرض خلايا الإبصار للمصابين به ويضيق من زاوية الرؤية، ومن ثم يؤدي إلى العمى، بينما يساهم العلاج الجيني في عودة الإبصار للمصابين بالعمى، كما تبنى المركز توطين العلاج الجيني في السعودية من خلال التعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بجانب جامعات عالمية مرموقة مثل جامعة ستانفورد، جامعة فلوريدا، جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، جامعة كاليفورنيا.
وفتحت هذه الدراسة المجال لمستقبل واعد لمنع وعلاج ضعف الرؤية، كما أن العلاج أثبت فعاليته فى تحسين الرؤية فى حالات الشبكية التى كانت غير قابلة للعلاج أو الشفاء فى وقت سابق، وتتم عملية العلاج من خلال استبدال الجين المعطوب أو امداد الخلايا بالجين المطلوب من خلال نواقل لها القدرة على دخول الخلية وإدخال المادة الوراثية التي تحمل الجين السليم والذي يعمل على انتاج البروتين المطلوب وتصحيح عمل الخلايا.
واستطاع الفريق البحثي تحديد المرضى الذين تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة المسبب لضمور الشبكية لديهم، كما تم التوصل لنوع الخلل الوراثي المسبب لضمور الشبكية، وبعد ذلك تم تطبيق الدراسة على عدد من المرضى المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي ومتابعة التطورات الوظيفية والتشريحية لديهم بالإضافة إلى تقييم السلامة والأمان لمدة تجاوزت السنتين، حيث كانت النتيجة ناجحة جداً.
ويحرص مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة على دعم وتنسيق وإدارة وتمويل الأنشطة البحثية والأكاديمية التي يراها مفيدة للمجتمع السعودي خاصة والإنسانية عامة.